الرأي

الحياة لعبة.. للعبها جيداً

بنادر


الحياة كائن حي، يتحرك، يملك كل أسلحة البقاء في أقسى الظروف؛ العقل، العاطفة، المشاعر، الرغبة في البناء، نشر المحبة، العطاء الدائم، الخصوبة.
الحياة بالنسبة لي نعمة ما فوقها نعمة، بل يمكن القول إنها نعمة كل النعم التي نعرفها والتي لم نعرفها، إنها الدار التي جئنا لنسكنها بعض الوقت كضيوف عابرين ثم نعود إلى بيتنا الأول، حاملين معنا أغنى التجارب التي تعلمناها في هذه الرحلة التي يظنها البعض ليست أكثر من حلم حلمت به روح ما وانتهى الحلم.
فالحياة، كما تقول الديانات والفلسفات العظيمة ويؤكد عليها المعلمون الكبار، ما هي إلا مدرسة، نتعلم منها كل ما هو جميل ورائع وطيب وخير، فنحن في طبيعتنا الأولى أرواح سكنت أجساد لبعض الوقت، أرواح أثيرية لطيفة لا يمكنها أن تكون مرئية وفاعلة إلا من خلال الأجساد الكثيفة المادية.
لهذا علينا، كما يقول كبار العشاق والمتصوفة والراسخين في المحبة، أن نأخذها كلعبة، ومن المعروف أن كل من يمارس اللعبة عليه أن يستمتع بها، وإلا لن تكون لعبة تستحق منا أن نقضي الوقت معها.
قبل أيام أرسل أحد المحبين عبر الإيميل رسالة جميلة، وهي تلخيص جميل لقوانين هذه اللعبة مأخوذ من كتاب «إذ كانت الحياة لعبة فهذه قوانينها»، للكاتبة شيري كارتر، وإليكم القوانين..
أولاً: قبول الذات؛ قد تعشق هذا الجسد أو تمقته لكنة لن يكون لك سواه طوال حياتك في هذه الدنيا الدنيوية.
ثانياً: ستظل تتعلم طوال حياتك؛ منذ لحظة ميلادك تلتحق بمدرسة لا تغلق أبوابها تدعى الحياة، تتعلم فيها كل يوم دروس جديدة، قد تعشقها أو قد تمقتها، لكن لا غنى لك عنها في مشوار حياتك.
ثالثاً: لا تفضي التجارب إلى أخطاء بل إلى دروس مستفادة؛ ليس النمو إلا عملية تجريب وسلسلة من المحاولات والأخطاء والنجاحات الوقتية، ولا تقل الإخفاقات عن النجاحات، فكلاهما جزء من عملية النمو.
رابعاً: تكرار الدرس هو السبيل لتعلمه؛ سوف تعاد لك الدروس في أشكال متنوعة إلى أن تتمكن من تعلمها، وعندما يمكنك ذلك فعليك الانتقال بعدها إلى الدرس التالي.
خامساً: لا حدود للمعرفة؛ لا توجد مرحلة في حياتك بلا دروس، فهناك دروس تتعلمها ما دمت حياً.
سادساً: ما حققته الآن أفضل مما ترنو إليه؛ كلما حققت هدفاً كنت تنشده سعيت نحو ما هو أفضل منه.
سابعاً: الآخرون مرايا لك؛ ليس بإمكانك أن تحب أو تكره شيئاً يتعلق بشخص آخر إذا لم يعكس هذا الشيء ما تحبه أو تكرهه في شخصيتك.
ثامناً: أنت حر في صنع حياتك الخاصة؛ لديك كل ما تحتاجه من أدوات وموارد واستثمارها مآله إليك.
تاسعاً: ما تحتاجه من إجابات يكمن بداخلك؛ كل ما عليك فعله هو أن تنظر بداخلك وتنصت بدقة وتثق بنفسك.
عاشراً: يفقد المرء كل معارفه عند لحظة ميلاده؛ يمكنك تذكر معارفك إذا شئت عندما تتمكن من حل رموز معرفتك الداخلية، فلماذا لا نحاول فهم جزء ولو قليل من الحياة.
إن معرفة قوانين اللعبة هو أول ما يمكن أن نتعلمه لكي نتقن اللعبة ونمارسها بحب ومتعة، ونعيشها بلذة روحية خالية من كل الشوائب؛ الأنانية، والاستحواذ على حق الآخر في الدين والفكر، ومستلزمات العيش الحسد، الحقد، الشعور الدائم بالظلم، فلا أحد يظلمك غير نفسك.
اللعبة الآن في يدك.. العبها جيداً.