الرأي

بلد التوحيد.. مركز الثقل والقوة!

ابيض و اسود



لم يكن كل هذا الاهتمام الكبير من قادة العالم والرؤساء بالتوافد على الرياض لتقديم العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز أمراً عادياً، كل تلك الصورة تعني الكثير اليوم لمن يرى ويشاهد حجم الحضور الشخصي للزعماء، وعلى رأسهم زعيم أعظم دولة بالعالم.
كل هذا الاهتمام الكبير بتقديم العزاء والحضور يؤكد مكانة المملكة العربية السعودية، ليس فقط في الوطن العربي والإسلامي، وإنما كقوى اقتصادية وسياسية ودينية كبرى، من هنا فإن هذا الاهتمام لا يأتي من فراغ أو من باب الصدفة.
على الصعيد العربي؛ تعتبر السعودية اليوم هي المركز المحوري الرئيس، بل تكاد تكون صاحبة التأثير الأقوى حتى داخل الجامعة العربية، كما أن وجود تحالف سعودي مصري إماراتي كان واضحاً في ملفات عدة، ويظهر أن محور الرياض القاهرة محور ارتكاز جديد.
هناك اليوم تحديات تقف أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، أولها زيادة الإنفاق الحكومي مقابل انخفاض أسعار النفط، إلا أن الملك سلمان يملك القدرة على تخطي هذه التحديات، فقد قال حين كان أميراً لمنطقة الرياض وإبان انخفاض أسعار النفط في ظروف مشابهة سابقاً «علينا أن نخفض الإنفاق حتى لا نضع على أنفسنا أعباء وديوناً خارجية».
وموقف الملك سلمان من الديون يجب أن يدرس لمن يلجأ للقروض والديون بشكل متصاعد.
وإن كان هذا في السابق؛ فإن الخبرات التي اكتسبها الملك سلمان خلال السنوات الماضية، وخلال توليه مناصب عدة منها وزير الدفاع وولاية العهد، تجعله يعرف كيف يتعامل مع هذا الملف بشكل واقعي أكثر ودون تبعات إضافية على السعودية.
هناك تحديات سياسية أخرى تفرضها الظروف الإقليمية؛ أول هذه التحديات مواجهة الانقلاب الحوثي في اليمن (وهذا ما كان يراد له أن يحدث بالبحرين في 2011) وملف التوسع الإيراني في العراق وسوريا ولبنان، ودعم الإيرانيين للانقلابيين بالبحرين.
كل هذه الملفات وقد تكون في أصلها ملف واحد كون الجهة الراعية لكل هذا الإرهاب واحدة، إلا أن أول هذه التحديات ما يحدث اليوم في اليمن، خاصرة السعودية، انقلاب الحوثي يجب أن ينتهي من قبل اليمنيين أنفسهم، بينما لا ينبغي أن تتفرج دول الخليج على ما يفعله الرئيس المخلوع علي صالح والحوثيين.
هناك قوة خفية تمتلكها السعودية نابعة من مكانتها الدينية، هذه القوة مرعبة لإيران وإسرائيل وأمريكا والغرب أجمع، كل هؤلاء يخشون كلمة واحدة قد يطلقها حاكم السعودية وهي «إعلان الجهاد».
هذه الكلمة مدمرة أكثر من السلاح النووي الإسرائيلي والإيراني مجتمعين، وهذا ما يخشاه الغرب، حتى وإن استبعدوه اليوم لكن هذا التوجس يبقى في داخلهم ويخشون اللجوء إليه، فإن أعلن الجهاد حاكم السعودية هب كل الموحدين على وجه الأرض، خاصة إذا عرفنا أن 20 مليون مسلم اليوم في أوروبا وحدها غالبيتهم من الموحدين.
القوة الدينية للسعودية خطيرة ومخيفة لكل الأطراف، من أجل ذلك تتآمر إيران وأمريكا على السعودية لتطويقها بالمؤامرات، لديهما هدف مشترك وهو إضعاف السعودية، لذلك كان الرد الأمريكي على الانقلاب الحوثي باهتاً جداً، وكأنه قبول بالأمر وتسليم به، وهذا يظهر الارتباط والتوافق الصفوي الأمريكي في ملفات عدة.
بعيداً عن القوة النفطية، وهي ثروة مؤثرة حتى مع خروج النفط الصخري الأمريكي إلى السطح، إلا أن السعودية تبقى المتحكم الأول في سوق النفط، كما أن مناجم الذهب التي تمتلكها السعودية تعتبر قوة احتياط للنفط، كل ذلك يظهر مدى القوة التي تمتلكها السعودية، فالقوة الاقتصادية إنما هي في حقيقتها قوة تأثير سياسية.
من هنا تنبع قوة السعودية، ومن هنا أيضاً يأتي التآمر الأمريكي الصفوي الظاهر والباطن، فالحرب في حقيتها هي حرب على الإسلام الحقيقي صاحب الفتوحات والجهاد، فهو الذي فتح القدس وحررها، وهو الذي وصل إلى قلب أوروبا، وهو الذي وصل للشيشان والجمهوريات السوفيتية السابقة، ووصل إلى أندونيسيا في آخر الأرض.
يجتمع اليوم طرفان يخشيان الإسلام السني؛ الأمريكان والإيرانيون يتفقان بأن الخطر في الإسلام السني وليس في أي إسلام سواه.
كان مهماً لنا في المنطقة والبحرين خاصة أن نرى هذا الانتقال السلس والطبيعي للسلطة، خاصة في موضوع تنصيب الجيل الثالث من الأحفاد في منصب ولي ولي العهد، حيث أعلن تنصيب الأمير محمد بن نايف ولياً للأمير مقرن بن عبدالعزيز. نحمد الله على نعمة انتقال السلطة بشكل تلقائي مرتب في السعودية، فهي صمام الأمان، وهي القبلة في الصلاة والدين، وهي مهد الرسالة الحقة، والعقيدة الصحيحة، حفظ الله السعودية من كل المكائد والمؤامرات، وجعلها الله كلما مر الوقت أقوى وأصلب، فما موضوع أسعار النفط إلا بداية عهد جديد من إعلان القوة للسعودية بإذن الله.
الذي يرقب الأحداث اليوم يدرك أن إيران تعاني ويلات داخلية كثيرة، وأهمها الوضع الاقتصادي والمعيشي، وهذا ما قد يفجر الأمور، ومن يدري قد تعود الثورة الخضراء أو تظهر ثورات جديدة في الأفق.
** ملاحظة إلى وزير التربية والتعليم
أبدى مجموعة من أصحاب شركات التنظيفات التي تقوم بتنظيف مدارس ومباني الوزارة استياءهم من تأخر صرف حقوقهم لدى الوزارة لأربعة أشهر، وقالوا إنهم لا يستطيعون تسيير أعمالهم كل هذه المدة دون أن تفي الوزارة بحقوقهم المادية.
أصحاب الشركات يقولون إن الموظفين والعمال اشتكوا لدى وزارة العمل بسبب تأخر رواتبهم جراء تأخر التربية في صرف حقوق الشركات.
ناهيك على أن مجموعة من شركات تعمل مع وزارة التربية من غير عقود، وهذا أمر ليس قانونياً.
من هنا فإن أصحاب الشركات يناشدون الوزير التدخل لدى إدراة الخدمات في الوزارة لصرف مستحقاتهم، وقد قالوا: «قطعاً الوزير لا يعلم بهذا الأمر ولا يرضاه، وإلا لما تأخرت مستحقاتنا أربعة أشهر كاملة ونحن في نهاية الشهر الخامس». هذه ملاحظة نرفعها لوزير التربية الدكتور ماجد النعيمي، ويبدو أن موضوع «التنظيفات» في الوزارة شائك، خاصة مع المناقصات المليونية الكبيرة المبهرة والضخمة لتنظيف المدارس والمباني والتي لا يتقبلها العقل..!!