الرأي

يا خيار أهل الأرض.. عليكم بأحفاد التتار

يا خيار أهل الأرض.. عليكم بأحفاد التتار







تقدم الحوثيون في اليمن وسيطروا على قصر الرئاسة وغيره من مؤسسات إعلامية واستخباراتية وعسكرية ونفطية، والجميع يتساءل؛ كيف أضحى حال اليمن السعيد هكذا؟
نقول إن اليمن سيبقى سعيداً، فهو المدد والامتداد ولا يمكن أن يظن أحد بأنه قد يؤول إلى إيران وتكون الغلبة لأتباعها، فالباطل له جولة والحق له دولة، وهكذا سيبقى اليمن وستبقى الدول العربية لا يفرح بها مستعمر ولا مستكبر، فهي دول قد حباها الله شعوباً وقادة، وبإذن الله قادرون على دحر المستكبرين في الأرض، والذين خيل لهم الشيطان بأنهم سيكون لهم ملك وإمبراطورية على أرض العرب، فهذا ضرب من ضروب الخيال، فالتاريخ زاخر بأحداث كانت نهايتها دائماً لصالح الصالحين، فهذه سنة الله في خلقه لا يدوم ملك طالح ولا فاسد، فكيف بأشرار يمكنهم الله على خيار أهل الأرض، وها هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبير بن مطعم عن أبيه قال: بينما كنا نسير مع رسول الله بطريق مكة إذ قال «يطلع عليكم الآن أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض».
وما تقدم الحوثي إلامجرد مقدمة لانتهاء هذا السرطان الذي كبر وتمدد وقد حان وقت سحله وطحنه، هاهو جاء لحتفه، فلا تظنوا أن قصر رئاسة سيكون سداً له أو مداً، ففرعون لم تمنع قصوره وبروجه انتهاءه وجنوده في لحظة، وهو الجزاء الذي يجازيه رب العالمين لكل ظالم وخائن، وها هم التتار الذين ملكوا الجيوش والسلاح، إلا أنهم انتهوا وتلاشوا وذابت ذراريهم مشتتين في الأرض.
أما الحوثيون فما هم إلا نطفة وبذرة، ونذكر بنهاية التتار الذي تصدى لهم القائد قطز، حين صرخ صرخته المدوية «واإسلاماه» وخلع خوذته وعلا صوت التكبير بين الجنود واشتعل القتال في عين جالوت، ولجأ المسلمون إلى ربهم في شهر رمضان، وكان قطز يجول بالمعركة على فرسه، حتى قتل فرسه بسهم، فترجل وقاتل ماشياً، حتى تقدم أمير من أمراء المماليك المهرة في القتال وهو جمال الدين آقوش الشمس واخترق الصفوف إلى «كتبغا» قائد التتار فقتله، فانهار جيشه وتقهقر وهرب من ساحة القتال من غير رجعة، إذاً لكل جبار بداية ونهاية، وما الحوثي إلا وجه آخر للتتار، بل هو نطفة من صلبه، وسيكون زواله إن شاء الله على يد أهل اليمن وسيزول بإذن الله كما زال «كتبغا»، وما وصول الحوثيين إلى صنعاء إلا هدية لأهل اليمن حين يقضي عليهم.
وهنا لا بد أن تتوقف الأمة برهة وتراجع مواقفها من هذا السرطان الذي بدأت عروقه من البحرين حتى اليمن، وهذا يتطلب موقفاً صارماً من الدول العربية والخليجية بالتعامل مع هذه الجماعة الإرهابية التي بدأت تجول على الأرض الطيبة، ولتعلم هذه الدول أن لديها شعوباً وجيوشاً قادرة على إعادة ما ضاع من دولة وسلطان، فما بالكم باليمن السعيد الذي فيه من الرجال الذين وجب دعمهم لمواجهة الحوثي، لأن مع هذه الجماعات الإرهابية لا ينفع تهدئة ولا وساطة ولا حوار، لا ينفع معها الا التعامل كما تعامل القائد «قطز»، وأنه والله لن يستقيم ملك في دولة ما دامت تتخذ السياسة اللينة مع الجماعات الإرهابية الموالية لإيران، حيث لم تأتِ معهم هذه السياسة بجدوى ولا فائدة، وها هي أمريكا وأوروبا تتعامل بكل شراسة وضراوة مع من يهددون ملكها وسلطانها وأمنها حتى لو كانوا يعيشون في الأدغال أو بين الجبال، فكيف بإرهاب يتمشى ويتجول برجاله وسلاحه وعتاده ويظهر على الشاشات ومعروف مقره ومكانه، فماذا يعجز الرجال عن القضاء على أحفاد التتار؟
نداء إلى رجال اليمن بأن يتوحدوا ويتركوا ما بينهم من خلاف ويتصدوا للعدو الذي زاد بطشه على بطش فرعون، فليتصدوا له ويقتلعوه من أرض اليمن السعيد ويرموه في أرض طهران أشلاء بدون أكفان، فهو منهم وإليهم يعود، فعليكم بهم يا خيار أهل الأرض.