الرأي

يا صديقي.. أنت لا تحتاج لغير الحب

بنادر

قبل أن تحاول الحصول على ما ترغب عليه في حياتك التي تحياها، عليك أن تعرف ما تريد الحصول عليه لتصل إلى هذه الرغبة، لابد لك من الحصول على طاقة أنت تملكها في الأساس، ولكن كل ما عليك هو تشغيلها، وأعني بذلك طاقة الحب أو طاقة المحبة، والتي كما أراها من أقوى الطاقات البشرية التي لم تستخدم بالصورة الجيدة، والأقلية التي استخدمتها في حياتها حصلت على كل ما كانت ترغب فيه؛ السعادة، المال، الصحة، الرضى، طول العمر، ومحبة الناس جميعاً.
من هنا أقول إذا أردت الحصول على الصحة قم بتشغيل طاقة المحبة التي تملك، وإذا أردت الحصول على الحب قدم الحب بإسراف، وإذا أردت الحصول على السعادة أحبب نفسك لحد الشراهة، إن قدمت المحبة دون انتظار أي مردود ستأتيك بأضعافها من كل جهات الكون.
فالمحبة هي السحر الأبيض الخالص من كل شرور الدنيا، المحبة هي الطلسم الذي لم يفك إلا عند الرسل والأنبياء والمتصوفة والحكماء والكهنة، الذين لا يريدون من الحياة غير عبادة الله سبحانه وتعالى، كلٌ بطريقته، وإعمار الأرض، بمعنى فعل الخير في هذا الكوكب الأرضي العظيم.
وأنا أبحث كالعادة في الإنترنت التقيت بترجمة رائعة لأحد كتب ديبيك تشوبرا، وهو كتاب «حافظ على نفسك شاباً باستمرار»، والذي قام بترجمته الشاعر والكاتب العراقي الجميل كامل المسعدون، والذي وضع له عنواناً خاصاً وهو «تأثير الحب على العمر البيولوجي» ونشره في موقع الحوار المتمدن، العدد 898.
يقول الكاتب.. بمقدورك الحفاظ على شباب دائم من خلال الحب، الحب هو جوهر الحياة لأنه ضروري للبشر كالماء والهواء، وبغير ماء أو هواء ليس بمقدورنا أن نعيش، الحب ليس ظاهرة نفسية فقط بل إنه يؤثر بقوة في التركيب البيولوجي للإنسان وكل الحيوانات اللبونة، من الأرانب صعوداً لقردة الشمبانزي، تواجه متاعب حادة في النمو إذا لم تنل حب الأم.
بالرغم من أننا غير معتادين على النظر إلى الحب من منظور علمي، فإن البحوث العلمية الحديثة أوضحت بجلاء أن الحب له تأثير كبير وحيوي على التركيب الفسيولوجي.
البحوث العلمية في جامعة (ستانفورد) أوضحت أن جهاز المناعة في الجسم يقوى بشكل كبير في حالة إبداء التعاطف والمشاركة الشعورية مع الآخرين، فالنساء اللواتي يعانين من انتشار السرطان، واللواتي يشاركن في أنشطة الرعاية الاجتماعية للمرضى والأطفال، يتمكن من العيش ضعف أعمار رفيقاتهن المريضات ممن لا يشاركن في مثل تلك الأنشطة.
كما ونعرف جميعاً أن الرجال ممن واجهوا نوبات قلبية، وكانت لديهم قناعة أن زوجاتهم يحببنهم فإنهم يتعافون بوقت أبكر، بل ولوحظ أن اتصال تليفوني من الممرضة العاملة في عيادة أمراض القلب، خصوصاً إذا كانت من النوع الطيب ذي القلب المليء بالحنان والعاطفة الصادقة، يمكن أن يضاعف عمر مريض القلب إلى الضعف.
الحب يعطيك القوة على مواجهة جميع الظروف الحياتية التي تحاصرك، الحب يعطيك المناعة لطرد كل السموم التي تحاول أن تغزو جسدك، الحب يعطيك معنى وجودك على هذه الأرض، من هنا أعيد القول وأكرره بشكل مستمر؛ عن الحب لا تتوقف، عن العطاء لا تكف. قدم المحبة لكل ما حولك ومن حولك، قدم المحبة للحر والبرد والموت والولادة، والخير والشر، والصحة والمرض، وستجد نفسك من أسعد خلق الله على الأرض.
إن لم تفعل من قبل.. افعلها الآن.