الرأي

«فقط».. لمن يحب البحرين!

اتجاهات



معنى الأعياد الوطنية لا يفهمه إلا من كان وطنياً، وفرحة وطن لا يقدرها إلا من كان مرتبطاً بكامل كيانه ووجدانه بالوطن.
اليوم هو يوم البحرين الغالية على قلوبنا، يوم هذه الأرض الطيبة، اليوم ميلادها ككيان مستقل، وعرس يتجدد كل عام، لا نفرح فيه فقط، بل نستذكر بأجيال متعاقبة بأن هذه الأرض وجدت لتبقى، بأن اسم البحرين كتب ليظل خالداً في الوجود بإذن الله، هي أرضنا التي عنها نذود، كنا ومازلنا وسنظل، أمام أي حاقد أو طامع أو معتدي، فليس لدينا أعز من البحرين.
اليوم عيد للوطن، وهناك من هو يكره هذا الوطن، وأفعاله وأقواله دلت على ذلك، بل بصمت على ناصيته بختم الكره الذي نراه مهما حاول أن يتجمل وأن يتلون وأن يتزلف، وعليه فإن هذا اليوم ما هو إلا حمل ثقيل على قلوب هؤلاء، يوم يحاولون قلب صورته باستماتة وأن يبدلوه بمسميات عدة ينفثون من خلالها سمهم وحقدهم وكراهيتهم، تزيد الدرجة كلما زاد فرحة أهل البحرين، يزيد احتراقهم داخليا واشتعالهم خارجياً كلما رأوا المخلصين من أبناء البحرين يحتفون بعرس أمهم، يغنون ويهتفون بيومها، يحسون باستحالة مهمة إسقاطها كلما سمعوا الشعب المخلص يردد «عيدي يا بلادي.. عيدي وافرحي.. وحمد شيخنا بأول ومن تالي».
ليفرح المخلصون اليوم بهذه المناسبة الغالية، البحرين تزينت بكل ما هو جميل، تزينت أولاً باسمها الذي يتغنى به الجميع، تزينت بكيانها الذي ظل واقفاً قوياً صلداً صغرت أمامه قامات الأقزام الذين ظنوا أنهم سيسلمونه للطامع الأجنبي كما سلمت العراق. افرحوا بأيام هي من حق هذا الشعب الأصيل الذي وقف لأجل هذا التراب، كل ما عانيناه طوال ثلاثة أعوام وأكثر ها هو يرتد ارتداداً داحراً لمن كاد لهذا البلد، وهاهو يعود بحفظ من الله سبحانه لهذه الأرض الطيبة وشعبها المخلص.
تدخل البحرين أيام فرحها وهي تمضي على طريق الإنجاز في صد مخططات الكيد والخيانة، ها هي تمضي بانتخابات قال فيها الشعب المخلص كلمته وعرف من هدد بـ «كلام مرسل» كيف يكون حجمه وكيف يكون «تصفيره»، وكيف أنه من ضعفه وهوانه وهزاله أخذ وأتباعه يمارسون التهديد والوعيد بحق من تركهم وراءه ومضى ليقف مع بلاده؟ تدخل البحرين أيام فرحها بحقبة جديدة من العمل ومن المشاريع ومن التحديات التي تفرض الجدية والمسؤولية على كل مسؤول عين أو أعيد تعيينه، وعلى كل نائب وصل للبرلمان أو جدد الناس ثقتهم به، ندخل أيام الفرح البحرينية وعيوننا على المستقبل، وكيف يمكن بأن يمضي الجميع بالبحرين من حاضر معاش اليوم إلى مستقبل أفضل وأكثر قدرة على حل المشكلات وإنهاء الهموم والمؤرقات.
كلها أمور تفرض الجدية، كلها أمور تحتاج لأشخاص جادين، وهذه رسالتنا لهم، كلا في موقعه، إن كنت تحب البحرين حباً خالصاً يطغى على حبك لذاتك ومكاسبك الشخصية، فاجعل عملك خالصاً لها، هذه الأرض الطيبة تحتاج للمخلصين، ذرات ترابها الطاهرة لم يدنسها إلا أصحاب النوايا السيئة وذو المطامع الشخصية، إلا أولئك الذين حرقوها أو أولئك الذين عاثوا فيها تجاوزات وفساد. من يحب البحرين ليثبت حبه لها بإخلاصه التام لها، بجهده الصادق لأجل أهلها.
هذه أيام بحرينية خالصة، لنفرح فيها، لنضع الهموم جنباً، لنوقف العيش في المؤرقات مؤقتاً، لنعيش فرح البحرين، بل لنصنعه بأيدينا، وتذكروا أن هذه الفرحة وهذا الشعور لن تجدونه لا في إعلام إنقلابي ولا في شخصيات مخترقة متواطئة، بل تجدونها فقط لدى من يحب البحرين، لدى المواطن الحقيقي الذي لا يمكنه حرق عود يابس من وطنه، الذي لا يجرؤ على بيع ذرة تراب منها، ولا يقبل بأن تطأها أرض عميل أجنبي غاصب.
عيدي يا بحرين، سيظل بريقك عالياً خفاقاً بإذن الله، مملكة خليجية عربية، قائدها حمد وشعبها المسطر لأروع ملاحم الإخلاص والانتماء.
اتجاه معاكس..
في مثل هذا اليوم من كل عام، لا أنسى وجه رجل فتحت عيوننا ونحن أطفال عليه، رجل عرفنا فيه أباً حنوناً للبحرين، رجل بكاه الشعب حين رحل بالدم قبل الدمع. أتذكره وأقول له: كل عام وبلادك البحرين بكل خير، كل عام وإرثك وتاريخك وما زرعته بخير، بإذن الواحد الأحد وبتوفيقه لمن سار على دربك، إبنك حمد، أخوك خليفة، وحفيدك سلمان.
كل عام وبلادك بخير، كل عام وأنت في رحمة الله في جنة الخلد مغفور الذنب بدعواتك شعبك الذي لم ولن ينساك.
كيف ننساك ونحن من كنا ننشد كل صباح «يحمي حماها أميرها الهمام»؟! رحمة الله عليك، يا أصيل يا ابن أصيل ووالد ملكنا الأصيل.
كل عام وبلادك بخير يا والدنا الأمير المفدى عيسى بن سلمان.