الرأي

كنت هناك.. «شيّاب» المحرق ودرس في الرجولة

ورق أبيض



الرجولة هي الولاء للأرض والقيادة.. والدفاع عن مكتسبات الوطن.. الرجولة هي التطلع إلى المستقبل والعمل من أجله


أسدلت الستارة مساء أمس عن الجولة الثانية من الاستحقاق الانتخابي، والذي شهد مشاركة واسعة من كل أبناء البحرين، بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، وكنت هناك متشرفاً بالانضمام إلى الفريق الإعلامي لصحيفة «الوطن» لتغطية الانتخابات في محافظة المحرق، أعرق مدن البحرين وعاصمتها الأولى.
لم يدهشني كثيراً التزاحم أمام المقار الانتخابية منذ ساعات الصباح الباكر، ولم يدهشني مئات المسنين من الرجال والنساء وهم يقفون أو يُدفعون كراسي متحركة منتظمون في طوابير طويلة، كما لم يدهشني إصرار عشرات الأطفال على الحضور مع ذويهم متزينين بأعلام البحرين وبالأزياء الفلكلورية ووضع البطاقات الانتخابية بأيديهم الصغيرة في الصناديق.
كل ذلك كان أمراً طبيعياً من أبناء أرضٍ عشقوها فأخلصوا لها، وأحبوا قائدها فجددوا له البيعة، راسمين اللوحة البحرينية الأجمل والأروع بألوانها الطبيعية، سنة وشيعة، رجالاً ونساء، كباراً وشباباً، مجددين العهد والوعد والولاء للبحرين، ليعلنوها مرة أخرى بأن البحرين وطن يتسع لكل أبنائه، وأنه لا عودة عن طريق الإصلاح والديمقراطية والمستقبل الأفضل. ملبين دعوة قائد مسيرتها ورمز وحدتها ومستقبلها، فدعوة انطلقت من القلب لن تجد لها صدى سوى القلب؛ وهكذا كان.
رأيتها بأم عيني وسمعتها بأذني من العشرات؛ بأننا هنا من أجل البحرين وللبحرين فقط، فلا يهم من يفوز أو يخسر، الأهم أن تربح البحرين، أم الجميع ووطن الجميع، قالها لي «شيّاب» المحرق وهم يحملون أعلام الوطن وصور قيادتها، بأن لا شيء أغلى من البحرين ولا صوت أعلى من صوت القائد.
لقد كان عرساً وطنياً بكل المعاني عاشته البحرين، وعشناه معها، وقصيدة شعر ولا أجمل كتبها أبناء الوطن وغنوها، عنوانها المستقبل، فكان إصرارهم على المشاركة والحضور في المراكز الانتخابية، رغم كبر سن بعضهم أو مرض وعجز البعض الآخر، لكنهم أصروا على المشاركة بفعالية وليوصلوا رسالتهم إلى «خفافيش الليل» بأن مسيرة الإصلاح والديمقراطية لن يوقفها متخاذلون أو متآمرون أو إرهابيون، فالمسيرة التي أطلقها جلالة الملك قبل أكثر من عقد هي الخيار الوحيد والأوحد لهذا الشعب، فحملوا مشاعلها وقدموا الدرس الأكبر والأهم.
«شيّاب» المحرق؛ بإصرارهم على الانتخاب قدموا درساً كبيراً في الرجولة والولاء للأجيال القادمة، قالوها وبصوت واحد أن الرجولة ليست بصنع المولوتوف وتفجيره، وليست ببيع الولاء شرقاً وغرباً، وليست الرجولة في التباهي بما في رصيد الوالد من أصفار، ولا في التعصب لدين أو طائفة أو فكر أو شخص، وليست الرجولة في ركوب أفخر السيارات وسد الطرقات وتعريض حياة البشر للخطر.. الرجولة هي الولاء للأرض والقيادة، والدفاع عن مكتسبات الوطن، الرجولة هي التطلع إلى المستقبل والعمل من أجله، هي الالتزام بأعلى معايير الوطنية والانتماء لهذه الأرض التي ارتويت من حبات عرق الآباء والأجداد، فصبغتهم بسمرتهم الخليجية وميزتهم عن كل شعوب الأرض.
- ورق أبيض..
كلما رأيت جمعية الوفاق تبتعد عن المشهد السياسي وتدخل قمقم العزلة السياسية بشكل اختياري متنقلة من قرارٍ فاشل إلى آخر أكثر فشلاً عبر سلسلة من الفعاليات منذ 2011 قائمة على أساليب بالية وطرق بائسة لا تخرج عن نطاق التقليد تارة، والتكرار تارة أخرى؛ أتساءل.. أليس فيكم رجل رشيد؟ أين المستشارين والناصحين.. أين الخبراء؟!