الرأي

بصمة على أثير النبض.. إلى مقام الأب «خليفة بن سلمان»

نبضات


ترك يوم الخميس الفائت بصمة شامخة على قلب التاريخ البحريني النابض بالحب والمتجدد بالأمل، عندما شهد إحدى أساطير التلاحم والوحدة بين الشعب وقيادته، في احتفاء ملكي وشعبي بعودة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، إلى أرض الديار سالماً معافى، هذا الأمير الذي مشت له الجموع الحاشدة من المحرق إلى الرفاع، واستقبلته بفيض من ربيع قلوب مزهرة تداعبها نسمات السعادة، ولذلك فاح عبير الورد، وعبق المشموم، وعطر الياسمين، احتفاء خاصاً سطرته مواقع التواصل الاجتماعي جاء أبرزها تحت عنوان «خليفة كلنا معك»، لتنسال التغريدات في حب الأمير خليفة كسيل الحب الجاري في الأرواح.
كان الخميس الفائت، يوماً وطنياً بامتياز، لما حظي به الشعب من جهة أخرى من رعاية بالغة من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي كان في طليعة المستقبلين لأمير الإنسانية والتواضع والحب خليفة بن سلمان.
كيف لا يحب الشعب المخلص خليفة وهو ابن البحرين البار الذي منح العمر كله لبناء المملكة وقيامها ونهضتها؟ كيف لا يهيم الشعب في حب خليفة وهو رجل القرارات الصائبة والمواقف الصلبة، والأفكار النيرة المستنيرة، وصاحب اليد البيضاء، الذي لطالما كان قريباً حبيباً، متواجداً في كل ميدان، متفاعلاً مع المواطنين في كل المناسبات، حاضراً قلباً وقالباً في جميع الظروف، في المهمات والملمات والأفراح. لم يكتفِ بمتابعة شؤون البلاد والعباد من خلف مكتبه وحسب، لطالما تابع قضايا الوطن وهموم المواطن من الميدان، والجولات التفقدية، والمشاركة مع الأهالي. لذلك يمكن القول ليس مدحاً وإنما بالإثبـات، بالحقيقة والبرهان، أن خليفة بن سلمان رجل علاقات عامة، رجل سياسة، وخبرة في التخطيط الاستراتيجي، من الطراز الأول، رجل لم تشهد أرض البحرين مثله، وأعجز من بعده بفيض صنيعه وسموه المتفرد، ولذلك كله يمكننا الفخر أن لدينا رئيس وزراء كخليفة، الرجل الذي قلّ نظيره - دون مبالغة.
منذ الانسحاب البريطاني وظهور الادعاءات الإيرانية بالبحرين، كرّس سموه القناعة لدى المواطنين بمسألة عروبة البحرين واستقلال كيانها ووحدة أراضيها، وأنها لن تكون لقمة سائغة لطامع أو معتد، جاء ذلك بعد أن أعلن سموه ومنذ البداية، أن البحرين دولة ذات كيان ثابت، وجوهري، وهي لن تساوم مطلقاً في ذلك، كما أنها لن تتنازل عن أي شبر من أراضيها. لذلك يخشى الأعداء خليفة، ويطالب الأعداء بحكومة منتخبة، لأن خليفة بن سلمان كان وما زال شوكة في الحلوق الإيرانية الطامعة ومن والاها، ودرعاً حصيناً لوطن كثُر أعداؤه.
وعلى رغم صغر حجم مملكة البحرين على خارطة العالم الجغرافية، إلاَّ أنها كانت كبيرة بانجازاتها، كبيرة بخليفة الذي حصد عدداً لا حصر له من الجوائز العالمية؛ كلها مفخرة للبحرين بأن لديها ابناً باراً فريداً كخليفة بن سلمان، على يد سموه تعلمنا أن كل عقبة يمكن تذليلها، وكل صعب يمكن التعامل معه، وأن المستحيل كلمة لا وجود لها في القاموس، ولذلك نهضت المملكة، ونهض أبناؤها معها. ثم ما لبث أن رسم لنا طريق المستقبل وبذر فيه روح التفاؤل المتجددة.
مع خليفة بن سلمان أدركنا كيف يمكن أن يكون القائد أباً للجميع، وقريباً من الجميع، ومهتماً بالجميع، وكيف يترك بصماته في قلوب الجموع. رجل صنع الخلود لإسمه.. لم يكتفِ بتسطيره في الكتب والأبحاث، ولا في تاريخ البحرين ونهضة المملكة، بل امتد لتسطيره في قلوب الناس، يجدد الفرحة في قلوب شعبه في كل مرة بأمر مختلف، وقد جدد لنا الله فرحة شعبية أخرى بسلامة الأب خليفة بن سلمان، وعودته إلى المملكة بصحة وعافية، أدام الله وافرهما على سموه.