الرأي

«سنسود وجوهكم»..!!

أبيض وأسود


لا ينبغي أن تمر هذه المرحلة دون أن تفضح وتعري الجمعيات الانقلابية التي تريد حرق البلد وحرق القرى لأنها لن تشارك في الانتخابات، وتريد اختطاف إرادة الناس.
لا ينبغي أن يتم التفرج على الخطابات وعلى الإرهاب من دون إجراءات قانونية رادعة، لممثلي تلك الجمعيات أو للخطباء الموتورين المحرضين فوق المنابر. كل هذا المشهد لا يجب أن يحارب بتصريحات رسمية فقط لا يتحقق منها شيء على أرض الواقع، وتبقى حبراً على ورق منذ زمن طويل، فقط تكتفي الدولة بالصوت بينما يكتوي أهل القرى بالنار والمجتمع البحريني بالإرهاب..!
حتى مع نشر الصحافة الأمريكية لمقالات تفضح الوفاق وعلي سلمان؛ إلا أنني أعتقد أن جهود المجتمع المدني البحريني والدولة لفضح أعمال الإرهاب اللفظي والفعلي (في تويتر، وفوق المنابر، وفي الشوارع والقرى) كلها يجب أن توثق وتوضع أمام المنظمات الدولية والدول الكبرى، هذه الممارسات لابد أن تُفضح، هناك تقصير واضح من المجتمع المدني والدولة في فضح هذه الممارسات دولياً.
من يقول إن مدينة المحرق ستقاطع الانتخابات القادمة، فإن على هذا اللسان أن يكف عن الكذب والتدليس.. المحرق عصية عليكم، وأهل المحرق سيقولون كلمتهم يوم الانتخابات حباً في وطنهم، حتى وإن امتعض بعضهم من أمور أخرى؛ إلا أن معدنهم يظهر في الشدائد..!
غير أن موضوع التهديد بالمحرق يكشف مخططات الاستيلاء عليها من الداخل والأطراف بأموال إيرانية، وهذا ما حذرنا منه مراراً وتكراراً، لكن يبدو أن هناك من يتفرج ويقوم بتوسعة مساحات الاستيلاء على المحرق، وهذا ليس من الحكمة في شيء.
هناك من يخططون من أجل الاستحواذ على الأرض والمناطق والدوائر ليوهموا الخارج أنهم الأكثرية، وإن كل هذه المناطق تحت يدهم وسيطرتهم، بينما تساعدهم الدولة على ذلك بصدر رحب، فتقوم بتوسعة المناطق وتقديم المشاريع، هكذا حتى تضيع البلد.. سبحان الله، لا أعرف متى سنتعلم من الكوارث..!
أصبحت المعادلة اليوم هكذا؛ إخراج أهل المحرق من المحرق، بالمقابل هناك من يستقطب آخرين إليها، هجرة يقابلها (إحلال)، وهذا الواقع مخزٍ ومحبطٌ، ويعجل بإحداث تغييرات في مناطق أصيلة كانت تسكنها العائلة المالكة، ويسكنها أهل البحرين وعوائلهم، وفرجانهم مازالت باقية.
كل ما يحدث من الاستيلاءات على المناطق والدوائر كان له هدفان؛ المشاركة والاستحواذ على البرلمان، أو المقاطعة وإظهار أن مناطق كثيرة تقاطع، هذه أهدافهم، فأين الدولة والمجتمع مما يحدث؟
المشهد الانتخابي في البحرين اليوم ليس كما نتمنى ونريد، كما أن برلمان 2010 قد سبب إحباطات كثيرة للناس، مع كل ذلك فإن أهل البحرين يقولون اليوم؛ سنذهب للتصويت من أجل البحرين وليس من أجل الوجوه التي ترشحت، سنذهب «لنسود وجوه» من قال إنه سيصفر الصناديق..!
هذا هو لسان الناس، أمامهم تحدٍّ، من أجل أن يقفوا مع أنفسهم ووطنهم، ومن أجل أن يفشلوا مخططات الانقلابيين، أما عن المجلس وإنجازاته للناس وبعض الوجوه التي تترشح، فأفضل الصمت الآن..!
أصبح أهل الخليج يتندرون على بعض من يترشح عندنا، «صرنا ملطشة»، أعتقد أن من الواجب اليوم أن تقوم الدولة والمجلس المنتخب الجديد بوضع اشتراطات وضوابط للترشح «المشكلة أن أحنا مو عارفين من بيوصل، وإذا كان من سيصل (.....) فكيف نطلب منه شيئاً هو يفتقده»..!
كما يجب أن يدخل من ينوي الترشيح ورش عمل تكشف عن قدراته العقلية أولاً، ومستوى الفكر ولغته العربية على الأقل في حدها الأدنى، أما أن نترك الأبواب مشرعة هكذا دون ضوابط فهذه مأساة حقيقية، وبالتالي سيصل إلى المجلس من هم «مأساة كبرى وسيقومون بالتشريع للناس».!
هناك من يتربص بالمجلس المنتخب القادم من حيث مستوى النواب، ومن حيث القدرة على الإنجاز والمحاسبة، فإن وصلت وجوه تشابه بعض وجوه 2010 فمن السهل على المتربصين ضرب المجلس من فوق وتحت الحزم.
بعض من لا يتقنون التحدث والكتابة بالعربية يترشحون للمجلس، هذه إهانة للمجلس ولأهل البحرين، أم أن التغييرات في التركيبة السكانية جعلت كل شيء عادي وطبيعي، وأصابتنا بالبلادة من فرط ما نرى أمام أعيننا كل يوم، حتى أخلاقيات الناس في الشارع تدهورت، من لا يتقن العربية كيف حصل على الجنسية؟
المشهد الانتخابي لا أعرف ماذا أسميه، ولا من أية زاوية أنظر إليه، لكني قرأت أن زوج ترشح للبلدي وزوجته ترشحت للنيابي، وقرأت أيضاً أن أخت وأخاً ترشحا أيضاً معاً للنيابي وللبلدي. لا أدري هل هي ظاهرة جيدة أم غير ذلك؟.
كتبت كثيراً ومراراً عن الاستيلاءات على المناطق لأهداف سياسية وفئوية وطائفية، لكن لا حياة لمن تنادي، هذه المؤشرات ترسم خارطة المستقبل -أو أنها رُسمت فعلاً- هناك أهداف واضحة لاستهداف أهل البحرين تم التخطيط لها منذ سنوات طوال، وتنفذ على مراحل وبالتدرج حتى لا يشعر بها أحد، وهذا ما يحدث ويتم، الأهداف سياسية وطائفية ويتم استغلال ذلك للانتخابات سواءً للمشاركة أو المقاطعة، بينما المعنيون يتفرجون على المشهد ولا يحركون ساكناً.
** رذاذ
حالة الهيجان من أجل الترشح للبرلمان جعلت البعض يراقب المشهد من بعيد، حتى وإن كانت لهم نية الدخول، إلا أنهم أحجموا عن ذلك.
ظواهر غريبة تترشح «بصراحة ما بقى إلا تفاحة تترشح»..!
«وبكرة يغنون (يالبرتقالة والعنب) ويصير عندنا سوق خضرة، برتقالة وتفاحة وعنب وقام الشوط .. وأحلى تشريع وأحلى رقابة»..!