الرأي

خف علينا

كلمة أخيرة












العالم الافتراضي الوفاقي الذي يعيش فيه أعضاء الجمعية، أصبح مسلياً في الآونة الأخيرة لأنه خارج نطاق الواقعية تماماً، أعاصير الواقع غير قادرة على إيقاظه من سباته وأحلامه.
فطحل الوفاق ومنظرهم وجوكرهم يقول إن مجموعة من «الهواة» أقنعوا السلطة بأنهم بديل عنهم، ملمحاً لمن قبل الدخول في الانتخابات من جماعتهم مخالفاً قرارهم بالمقاطعة، لامزاً طاعناً في مصداقيتهم بأنهم «اتفقوا» مع السلطة ليكونوا بديلاً لهم، فوقف محذراً السلطة بعدم الانخداع في هؤلاء فهم مجرد «هواة» وقطع غيار تقليد غير أصلية! (خف علينا يا البروفيشنال يا الأصلي) !!
نعرف أن الغرور مقبرة الفنان، لكن الغرور بالنسبة لمن يدخل المجال السياسي هو القعر الأسفل هو الحضيض هو عذاب ما بعد الموت، أي محترف سياسي محترم تنتهي جمعيته إلى ما انتهت إليه جمعيتك لكان استقال وتنحى بل وتوارى عن الأنظار وتبرقع، وأعطى للجمهور حرية الاختيار ، العبرة بالنتائج لتحديد احترافية هذا السياسي من عدمه، وفشلكم في السياسة أدى إلى عزلتكم المحلية والدولية وخروجكم من دائرة القرار، هذا وأنتم محترفون وهذه نتائجكم، فكيف لو لم تكونوا محترفين؟ أيها السياسي الفطحل لو كنتم تملكون ذرة احتراف لاحترمتم جمهوركم فأنتم لم تحققوا لجماعتكم أياً من وعودكم، فأين حذاؤك الذي ستضعه فوق القانون؟ فإن لم يكن ذلك فشلاً فما الفشل إذاً؟
قد يكون جميع المرشحين هواة وفاشلين.. هو احتمال وارد لن نعرف حقيقته حتى نجربه، لكن المؤكد والثابت والمعروف هو فشل من جربناه وعرفنا مستواه، ألم تكن يوماً ما ممثلاً عن الأمة حين كنت نائباً في المجلس، ممثلاً عن جميع البحرينيين بكل طوائفهم، الست أنت أيها الفطحل المحترف الأصلي الغزير في العلم السياسي من استخدم أدواته البرلمانية الرقابية في توجيه سؤال لديوان الخدمة المدنية عن «أسماء» من تم توظيفهم، ولم تسأل عن معيار اختيارهم ولم تسأل عن آلية توظيفهم، فتلك أسئلة كانت ستضمن تكافؤ الفرص، ووصول من يستحق، لكنك سألت عن الأسماء ولا من سبب كان غير فرزهم لتعرف من هو الشيعي من السني؟!
هذا هو عهدنا بكم وهذا ما سنذكره من تاريخكم غير المشرف حين كنتم نواباً تمثلوننا كبحرينيين، سنذكر دوماً أنك عملت لحساب فئة دون أخرى، ومسحت بهذا السؤال أي إنجاز تحقق في ذلك المجلس لكتلتك، تلك التي وقفنا معها على أرضيات مشتركة حين كانت تعمل على المصالح العامة وتغاضينا عن كل اختلافنا معها، فقد كنا نبحث عن مصلحة عامة مشتركة، كنا نبحث عن ممثلين عن الأمة، ممثلين عن البحرين بشيعتها وسنتها ممثلين يوقفون أوجه الهدر والفساد ممثلين يبحثون عن بيئة تكافؤ الفرص لا عن كم سنياً وكم شيعياً، لكن الغرور أبى إلا أن يلقيك مرة أخرى في الحضيض والانعزال، فمرة تلقي بالقانون تحت قدمك ومرة تدعي وحدك الطهرانية والاحتراف والذكاء ومرة تفصح عن فكرك الفئوي دون مواربة وخجل، وفوق هذا كله تصغر وتحقر من الآخرين لا على أساس ثبوت فشلهم فهم لم يعملوا بعد، إنما قياساً بـ«نجاحك» المبهر، تذكرني بسعيد صالح في مسرحية العيال كبرت حين ذهب للمدرسة يوم الإجازة ودق الجرس وفتح الصف «ودرستلي» أي كان هو المدرس والتلميذ ودرس نفسه ثم منح نفسه شهادة التخرج بامتياز ... عالم غريب وافتراضي تصنعون فيه صور النجاح وتمنحون صكوكه وشهادته لمن تريدون بمقاييس خاصة بكم وبمعايير لا يعترف بها أحد، وقررتم أنكم المحترفون الأصليون الفطاحل فقهاء السياسة الناجحون، كل ذلك وشهادات النجاح تتوالى على خصومكم من الشعب البحريني وقيادته من كل دول العالم وأممه المتحدة، وأنتم قدتم مجموعتكم في عزلة وجداركم العازل الذي بنيتموه حجراً حجراً يحجب عنكم الرؤية وتعضون أصابع الندم بعيداً عن أعين جمهوركم، ثم تخرجون لشارعكم المغيب تتبجحون بشهادات الأيزو .. على «طاري» شارعكم أليس من المفترض أن تمنح كل ما يعطى لك من راتب تقاعدي من مجلس النواب للموالين لك فأنت الذي منيتهم بالمن والسلوى ولم تف بوعودك لهم!
ملاحظة للنائحة اليومية على الكآبة والحزب الذي يغطي سترة ومناطق نفوذكم، لا يحق لكم أن تبكوا على لبن سكبتموه بأيديكم، حين استهنتم بقيمة تلك اللحظة التاريخية التي اجتمع عليها أهل البحرين فحطمتموها جزءاً جزءاً على مدى اثني عشر عاماً لم تبقوا فيها حجراً على حجر واليوم تبكون ضياعها محملين –كالعادة- كل الدنيا مسؤولية ضياعها إلا أنفسكم ضحايا الاضطهاد والتمييز ووووو الأسطوانة التي تسعدكم وتبقيكم داخل عالمكم الافتراضي.مت له هالة مكبرة ثم صدقت أن ما تراه أنت هو ما يراه الآخرون ... اللهم شافنا وعافنا مما ابتليتهم به.