جميل أن يستحوذ الاتحاد البحريني لكرة القدم على المشهد الرياضي في الأيام الأخيرة، عبر الأخبار اليومية والتغطيات التي تخصص لمسابقاته وكذلك لأعمدة الرأي التي تتناول فعالياته ومبادراته، فهذا الأمر لوحده يعتبر نجاحاً جديداً لاتحاد الكرة خلقه بعدة خطوات مستحدثة جعلت بعض الأقلام تتفاعل وتكتب في المرغوب بالنسبة لها وغير المرغوب كذلك.
منذ عودة الرئيس الشيخ علي بن خليفة آل خليفة لتولي زمام دفة الرئاسة والقيادة، شهد الاتحاد البحريني لكرة القدم خطوات تصاعدية ملحوظة، جاءت جميعها إيجابية وتخدم الكرة البحرينية، ولكن لامستها بعض السلبيات التي يجب أن نطرحها بكل شفافية ووضوح من أجل أن يتفادها اتحاد الكرة مستقبلاً.
سأنطلق من حفل التكريم الذي أقامه اتحاد الكرة البحريني قبيل بدء الموسم بيوم واحد، وهو حفل أعتقد بأنه يجب أن يكون إلزامياً على اتحاد الكرة بشكل سنوي ليرد فيه الدين لمن ساهموا في إثراء مسابقاته .. ديكور الحفل كان جميلاً .. الحضور كان جيداً، ولكن توقيت الحفل لم يكن مناسباً، لأنه يجب أن يقام مع نهاية الموسم وليس مع بداية الموسم الجديد، ويضاف أن اتحاد الكرة لم يوفق في تكريم الفرق التي حققت البطولات خلال هذا الحفل ويبدو أنها سقطت سهواً وتم الاكتفاء بتكريم اللجان العاملة الداخلية فقط، وحتى فقرات الحفل لم تكن جاذبة، لا سيما الفيلم القصير الذي لخص مسيرة الموسم بأكمله، لقد كان خجولاً للغاية، بل حتى اختيار النجوم الأفضل في الموسم جاء بطريقة اعتيادية وخلا من عنصر المفاجأة، فالأفضل أن يتم اختيار أكثر من نجم لكل جائزة ومن ثم الإعلان عن الفائز أثناء الحفل وبالتالي سيكون أمراً محمساً بشكل أكبر.
وكنت أتطلع شخصياً لأن تتسع جوائز الأفضل لتشمل فئات أخرى، فالحديث عن أفضل إداري أمر مهم لا سيما في ظل الأدوار الكبيرة التي يقوم بها الإداريون مع الفرق وتفوق أدوار المدربين والمنسقين الإعلاميين، فلماذا لا يتم استحداث جائزة لهم؟ وكذلك من المهم اختيار أفضل رابطة جماهيرية في الموسم وهذا بحد ذاته سيكون دافعاً لروابط الأندية للتنافس فيما بينها.
أنتقل بعدها لنهائي كأس السوبر فالتنظيم كان مثالياً في معظم الجوانب، ولكن كنت أتطلع لأن يتم إثراء هذه المواجهة الافتتاحية للموسم بشكل أكبر بين اتحاد الكرة ممثلاً في لجنته الإعلامية وهيئة شؤون الإعلام ممثلةً في قناة البحرين الرياضية، عبر برنامج تلفزيوني مباشر يسبق المباراة بيوم واحد، وبرنامج سهرة بعد المواجهة يسلط الضوء على احتفالات البطل، حيث كان هذا الأمر مهماً وسيمنح إثراء أكبر للجماهير، كما حدث في نهائي كأس الملك الموسم الماضي، وهذا الأمر يدعوني للتعمق أكبر لأهمية الشراكة بين اتحاد الكرة وبين القناة في العمود المقبل.
الحديث عن الجوانب الإيجابية والسلبية فيما يتعلق بنشاط الاتحاد البحريني لكرة القدم في الفترة الأخيرة يطول أكثر .. ولنا المزيد من الملاحظات في الجزء الثاني من هذا العمود .. فانتظروني!.