الرأي

الوقوف الخليجي مع اليمن

نقطة نظام



قبل سنوات حاول الحوثيون تجاوز الحدود السعودية، الأمر الذي أدى إلى ردع سعودي عسكري بكل قوة، ويبدو أن الانشغال عن اليمن منذ تلك الفترة وحتى الآن بسبب الإشكالات الموجودة في البيت الخليجي إضافة إلى الشام والعراق، كان اليمن ساحة متروكة لإيران لتسليح وتقوية فصيلها المتمثل بالحوثيين.
وباليومين الماضيين، انشغل الناس بالعلاقات الخليجية القطرية حينما زار وفد برئاسة وزير الخارجية السعودي عدداً من الدول الشقيقة، متناسين أن هذه الزيارة أكبر بكثير من مجرد علاقات خليجية، حيث إن ما يحدث في اليمن قد يكون مدعاة لصلح قريب بين الأشقاء.
إن اليمن هي البوابة الجنوبية الكبرى للجزيرة العربية، ومثلما لم تسمح دول الخليج لحدوث انقلاب بأيدي إيرانية في البحرين، لن تسمح له بالحصول في اليمن كذلك، إن الحوثيين أصبحوا أكثر قوة من ذي قبل، عدة وعتاداً، وصنعاء الآن محاصرة، وما يحدث هناك يشبه بشكل أو بآخر ما حدث عندنا في 2011 من محاولة لشل الحياة وانعدام الأمن.
في ذات الوقت، فإن الإدانة الدولية التي تلقاها الحوثيون من مجلس الأمن، هي ليست ذات قيمة، بل هي مؤامرة واضحة حيث إن مجلس الأمن يعطي الحوثيين شرعية «مواجهة الغرب» تماماً كما يفعل مع إيران، وفي الواقع ما هي إلا مسرحية دولية يحاولون إخراجها بشكل مناسب!
أبرز المطالب الحوثية هي أيضاً تغيير رئاسة الوزراء وحكومته أو تغيير الحكومة بتعبير آخر، هي ذاتها سياسة الوصول إلى سدة الحكم، إن الأذرع الإيرانية في أي مكان، تلعب بذات المنهجية ولكن بأسلوب يتسق مع أوضاع البلد، الهدف هو السيطرة على تلك البلدان من أجل ضمها إلى دولة ولاية الفقيه التي يهيؤونها لمخلصهم.
إن كل هذه الخطط التي تجري حالياً حول الجزيرة العربية هي لمحاولة اختراقها من أية ثغرة موجودة، فالاشتعال يحاصر دول الخليج ولكنه لم يتمكن حتى الآن من الدخول، وإن اليمن هي بوابة وجزء لا ينفصل من الخليج، ولا يمكن أن نقول أن اليمن سيحل مشاكله لوحده، لأن الوضع الدولي يفرض نفسه على الساحة، والحوثيون لا يمثلون أنفسهم.
ولا يمكن أن نستبعد -كما تفعل وسائل الإعلام حالياً- أن التحركات الخليجية ليس لها علاقة بموضوع اليمن، فموضوع اليمن لا يقل أهمية عن موضوع العلاقات الخليجية القطرية، وقد يكون ذلك فيه خير لإعادة الصفوف لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يهدد السعودية وقطر والبحرين والإمارات وعمان والكويت.
كما إن وسائل الإعلام الخليجية مطالبة بتسليط الضوء أكثر حول هذه القضية المهمة والخطيرة، وعدم التعامل مع أخبار اليمن على أنها أخبار عادية مثلها مثل بقية الأخبار التي تأتي من أي بلد في العالم، فاليمن لا يقل أهمية أبداً عن سوريا أو العراق أو أي بلد عربي آخر يتعرض لقلاقل أمنية، بل يجب خلق وعي خليجي بهذه القضية المهمة التي كانت ولاتزال تدور رحاها على أرض اليمن.