الرأي

وداعاً للنفط

على خفيف



في أوائل السبعينيات من القرن الماضي كتب المرحوم يوسف الشيراوي مقالاً في صدى الأسبوع تنبأ فيه أن تجف آبار النفط في البحرين بعد 30 عاماً، وفي عام 2009 وفي خضم المناقشات حول إبرام اتفاقية تطوير حقل البحرين قال وزير الطاقة د.عبدالحسين ميرزا في مقابلة أجريتها معه حول الاتفاقية: إن التوقعات التي كانت سائدة قبل الشروع في أمر توقيع هذه الاتفاقية هي أن نفط حقل البحرين سينضب في فترة ليست ببعيدة، وأنه بدلاً من أن نستسلم لهذه التوقعات لجأنا إلى هذه الاتفاقية التي تعطينا أملاً في مد الحياة في هذا الحقل فترة أطول...
واليوم وفي ظل الصمت الذي يكتنف مصير اتفاقية تطوير حقل البحرين التي مضى عليها 6 سنوات دون أن يواكبها أي تصريح من الوزير أو أي مسؤول آخر في الدولة يقول لنا فيها أين نجحت وأين أخفقت هذه الاتفاقية، وما هو حجم التطوير الذي حدث في حقل البحرين، سواء بالنسبة لإنتاج النفط الخفيف أو الثقيل والغاز المصاحب وغير المصاحب، وهل عملية التطوير وزيادة الإنتاج سائرتان حسب الخطة المتنفق عليها.
هذا الصمت يزيد التكهنات بأن النتائج حتى الآن ليست إيجابية أوأنها أقل مما مرسوم ومتوقع لها، فاتفاقية «تنمية وتطوير حقل البحرين النفطي» وهذا هو اسمها، تهدف إلى زيادة الاحتياطي النفطي للحقل والقابل للإنتاج من 270 مليوناً إلى 623 مليون برميل وزيادة المخزون المتبقي من الغاز غير المصاحب من 9 إلى 12 تريليون قدم مكعب، وزيادة الإنتاج اليومي من النفط من 30 ألفاً في عام 2009 إلى 100 ألف برميل يومياً في عام 2017 «أي بعد عامين من الآن» ومن ثم المحافظة على مستوى هذا الإنتاج حتى عام 2028، حيث قد يبدأ بعد ذلك في الانخفاض، وزيادة القدرة الإنتاجية من الغاز من 2000 مليون قدم مكعب في عام 2009 إلى 2700 مليون قدم مكعب حتى عام 2024 ومن ثم قد ينحو نحو الانخفاض أو يستقر عند هذا المستوى.
المعلومات التي ذكرتها قبل شهرين تقريباً ولم يعلق عليها أحد من المسؤولين هي أن إنتاج النفط من حقل البحرين لم يصل إلى 45 ألف برميل يومياً بعد، وأن شركة «أوكسيدنتال» تجد صعوبات في استخراج النفط الثقيل الذي جاءت من أجله، وأنها مع شركة مبادلة قد استهلكتا اكثر من نصف المبلغ المخصص للتطوير وهو 15 مليار دولار، وأن عائدات الشركتان «أوكسيدنتال ومبادلة» تتحقق حسب الاتفاقية ببلوغ الأسعار 90 دولار للبرميل، وليس 44 دولاراً كما هي اليوم وغداً. معلومات وأرقام تجعلنا نفكر جدياً في تنبوءات المرحوم يوسف الشيراوي والعمل بجد من أجل إيجاد بديل للنفط الناضب يغنينا عن تقلبات إنتاجه وأسعاره وعن إرهاق أنفسنا بتضخمات عجوزات الميزانية واستدانات الدَّين العام.