الرأي

أمثلة البرنامج

على خفيف



في المؤتمر الصحافي الذي عقده أربعة وزراء للحديث عن برنامج الحكومة بعد إعلانه قال وزير شؤون المتابعة محمد المطوع: «إن البرنامج لم يحو أرقاماً إلا في حدود الأهداف، في الملف الإسكاني تم وضع رقم 40 ألف وحدة سكنية يتم الانتهاء من نصفها خلال السنوات الأربع..».
الوزير المطوع قال أيضاً «إن آخر تقرير صدر في ديسمبر الماضي أوضح أن نسبة إنجاز برامج الوزارات المختلفة خلال السنوات الأربع الماضية تخطى 80% وهي نسبة مرتفعة جداً»، الرقم الآخر الذي ذكر في برنامج الحكومة هو عزمها على بناء 10 مدارس خلال السنوات الأربع من عمر البرنامج، وهو الرقم الذي ورد في تقرير ديوان الرقابة المالية الحادي عشر، حيث أشار التقرير إلى أن وزارة التعليم كانت بحاجة إلى إنجاز 122 مشروعاً بينها 75 مدرسة وذلك في الفترة من 2009-2014 إلا أن الوزارة انتهت من بناء 3 مدارس فقط وهناك 6 مدارس أخرى قيد التنفيذ، وأن ما تحتاجه حتى 2014 هو 66 مدرسة.
فإذا أضفنا لذلك احتياجات الوزارة من المدارس في الفترة من 2015-2018 بالإضافة إلى التخلص من 671 صفاً مصنعاً ومدارس مستأجرة في أماكن متفرقه من البلاد لوجدنا أن هدف برنامج الحكومة ببناء عشر مدارس في السنوات الأربع القادمة هو هدف غير واقعي وغير مدروس ولا يساهم في الارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية في البلاد.
الأمر نفسه ينطبق على العشرين ألف وحدة سكنية التي تعهد البرنامج ببنائها في السنوات الأربع القادمة، فإذا علمنا أن عدد الطلبات على الوحدات السكنية لدى وزارة الإسكان قد وصل إلى 55 ألف طلب بزيادة 5 آلاف طلب سنوياً، وأن وزارة الإسكان لم يحدث أن بنت ووزعت 10 آلاف وحدة سكنية في عامين فعلى أي أساس اعتمد البرنامج الحكومي بناء 20 ألف وحدة سكنية خلال 4 سنوات أي خمسة آلاف في كل سنة، وهو عدد الطلبات على الوحدات الذي يضاف سنوياً.
ناهيك عن عدم ذكر توفر الأراضي والتمويل اللازم والقدرة على الإنجاز في الوقت المحدد وهي عقبات ثلاث طالما اشتكت منها وزارة الإسكان وجعلت مشروعاتها تتعثر وتتأخر ابتداء من المدينة الشمالية مروراً بشرق الحد وانتهاء بشرق سترة.
أما إنجاز نسبة 80% من مشروعات الحكومة التي أشار إليها وزير المتابعة بافتخار شديد، فقد ذكر تقرير ديوان الرقابة المالية الأخير أن 44% من موازنة المشاريع الحكومية لعام 2013 لم تصرف أي نسبة الصرف كانت 56% فقط وهي نسبة مقاربة لمثيلاتها في السنوات الأربع الأخيرة، فإذا كان هذا هو الحال فأي إنجاز منتظر خلال سنوات البرنامج الأربع؟