الرأي

البحرين في قمة الناتو.. محاربة الإرهاب معركة لا بد منها

ورق أبيض



كانت البحرين من أوائل دول العالم التي نبهت إلى خطورة تمدد الإرهاب والتطرف، جماعات وأفراداً ودولاً، وعملت ومنذ فترة طويلة على تعديل قوانينها المحلية المجرمة له، ودعت في أكثر من مناسبة إلى تكوين «تحالف دولي» لتبادل المعلومات الخاصة بالمنظمات الإرهابية وطرق محاربتها والحد من أنشطتها في المنطقة والعالم أحمع.
وتأكيداً على هذا الدور الرائد، كانت المشاركة البحرينية في اجتماعات قمة منظمة الناتو المنعقدة في كارديف مؤخراً، بوفد رفيع المستوى برئاسة سمو ولي العهد، والذي تحدث بكل صراحة وشفافية، ضمن رؤية بحرينية متقدمة عن ضرورات التعاون لمحاربة الإرهاب والتطرف على المستوى الدولي باعتباره آفة عالمية، لا تؤثر في بلد أن نطاق جغرافي محدد، بل تمتد تداعياته توابعه لتصيب الجميع.
رؤية سمو ولي العهد كانت امتداداً للرؤية الملكية التي قدمها صاحب الجلالة خلال زيارته مؤخراً إلى باريس، وهي الضرورة الحتمية في العمل وبسرعة على تشكيل التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، والذي إن لم يتم التصدي له اليوم وبقوة، فإن آثاره ستنعكس على المنطقة والعالم بأسره، حينها سيكون من الصعب التصدي له والسيطرة عليه.
البحرين في أكثر من مناسبة أكدت على قواعد مهمة لمحاربة الارهاب، أولهاً أن الإرهاب لا ينتمي الى دين أو طائفة أو عرق، لذلك فمن أهم الضرورات العمل على وضع تعريف واضح له، ومحاربته بكل الطرق فكرياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً، أينما وجد ومن أي منطقة أو فكر صدر.
فالإرهابيون اليوم ليسوا قصراً على دولة أو نطاق جغرافي محدد، بل هم تنظيمات وأفراد وحتى دول خارقة للحدود، تستخدم كل امكانياتها العسكرية والتكنولوجية، فلا يختلف إرهاب دول مثل إسرائيل وسوريا وإيران عن إرهاب جماعات سنية مثل «داعش» و»القاعدة»، وهو الإرهاب ذاته الذي ترتكبه جماعات شيعية مثل «حزب الله» و»مليشيات بدر» و»العصائب» و»المهدي»، ولا يختلف كثيراً عما ترتكبه الجماعات الإرهابية المسيحية في أوروبا وأمريكيا أو حتى في الشرق الآسيوي. ومن هنا جاءت الرؤية البحرينية بأن محاربة الإرهاب يجب أن تكون شاملة ومتجاوزة للحدود والعقائد والأديان، فهو السرطان؛ الذين إن لم يصبك اليوم فلن تسلم منه غداً.
ويبقى السؤال الأخير؛ هل من الضروري أن تكون البحرين طرفاً إلى جانب دول كبرى، عالمية وإقليمية، في محاربة الإرهاب؟
الجواب بكل تأكيد نعم؛ لأن الإرهاب الذي عاشته البحرين خلال السنوات الماضية، لا يعدو أن يكون إحدى الحلقات التي ستتوسع مستقبلاً، وتساهم، إن لم تتم محاربتها الآن، في استقطاب عناصر ومنظمات، وما الخرائط التي تم نشرها، سواء من قبل تنظيمات شيعية أو سنية، تؤكد أن البحرين ستكون هدفاً مستقبلياً لهذا التنظيمات.
فالمصلحة البحرينية في محاربة الإرهاب داخلياً وخارجياً، والمساهمة في الجهد العالمي لذلك، ضرورة قصوى، لأن الإرهاب اجتاز الحدود، ولم يعد بإمكان دولة بمفردها، ومهما كانت إمكانياتها أن تسيطر على هذا الغول الذي بدأ يجتاح العالم.