الرأي

«جربت الساعة يا بوصالح»..!

أبيض وأسود



كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي وجدنا هذه الحالة التي تحدث في أي بلد بها انتخابات نيابية نمر بكل ما فيها من تناقضات، إلا أن ما يحدث اليوم على الساحة البحرينية ربما لم يحدث من قبل بهذه الصورة.
التقاذفات بدأت مبكراً بين أطراف التيار الواحد، كما أن التصريح والتصريح المضاد أيضاً حضر بشكل واضح وكما توقعنا هنا قبل أيام.
تتسرب أنباء وأحسبها أقرب إلى الصحة، فلا أحب الجزم بصحتها تماماً، إلا أن من يعرف حقيقة بعض الجماعات يدرك أن ذلك ليس ببعيد.
تحدث اليوم انشقاقات كبيرة داخل جمعية الوفاق على خلفية قرار المشاركة في الانتخابات، هذه الانشقاقات أخذت تشكل هاجساً للجمعية خاصة وأنهم يخفون كل خلافاتهم، ولا يخرجونها إلى السطح (مو مثل بعض الناس) غير أن الأنباء تؤكد أن هناك خلافات تعصف داخل الوفاق بين تيارين، الأول يريد المشاركة وعدم تضييع أربع سنوات أخرى خارج اللعبة السياسية.
والثاني مع قرار مقاطعة الانتخابات مالم تقدم الدولة (امتيازات خاصة.. ومنح خاصة) للوفاق وبقية الصغار.
الأنباء تسربت حول طلب الوفاق رئاسة المجلس النيابي، حتى يتسنى لهم دخول الانتخابات، في استنساخ للتجربة اللبنانية التي لا تناسب البحرين البتة.
ويقال إن طلب الوفاق قوبل بالرفض التام، هكذا يقال، الوفاق كانت تريد رئاسة مجلس النواب عوضاً عن مطالب الحكومة المنتخبة، وحتى يصبح لديها مسوغ للمشاركة في الانتخابات.
الرسالة هنا؛ نتمنى أن تتركوهم دون أن تعطوهم شيئاً، سيشاركون في الانتخابات رغماً عنهم خوفاً من التهميش أربعة أعوام قادمة، هم يعرفون كم خسروا بسبب الاستقالة من المجلس، فلا تقدموا لهم شيئاً.
لو تم أعطاؤهم رئاسة المجلس النيابي فسوف يقولون نحن من نمثل الشرعية الشعبية، نحن المنتخبون من الناس، وسيذهبون إلى أوروبا وأمريكا يروجون لهذا الكذب، وإن أقدمت الدولة على إعطائهم فهذه مصيبة..!
ليس هنا فقط تقع الخلافات، الخلافات أيضاً تعصف بالجمعية الصغيرة شعبياً والتي يقودها أشخاص (لتحبو) خلف الوفاق وهي جمعية وعد، هناك أيضاً اختلافات وانشقاقات حول قرار المشاركة بالانتخابات، وهناك من يقول اليوم داخل وعد لماذا يختطف قرار جمعيتنا علي سلمان؟
أصبحوا يقولون نحن لا نتبعه، وإن قررت الوفاق المشاركة لن يعطونا أي مقعد نيابي كما فعل علي سلمان بعبدالرحمن النعيمي رحمه الله، فلماذا نتبعها ولماذا نسير خلفهم..؟
هذا الصوت أصبح مسموعاً داخل وعد التي تصنف نفسها على أنها جمعية ليبرالية، ولكن هذه الليبرالية مختطفة لصالح علي سلمان ومسيرة دينياً وطائفياً.
بقية الجمعيات الصغيرة التي تتبع الوفاق هي أيضاً في (حيص بيص) من الواضح أنهم يريدون المشاركة في الانتخابات، ولو انهم تبعوا الوفاق (عمياني) فلن يحصلوا على نصف مقعد في المجلس، فلماذا يتبعون الوفاق؟
هذه الجمعيات وعلى لسان عبدالنبي سلمان قال بما معناه؛ قرار المشاركة لم يتخذ بعد أو المقاطعة لم يتخذ بعد، وهذا يعني أن هناك أمراً ما يحدث، ولو أن قرار المقاطعة هو موقفهم الثابت، لما قال إن قرار المشاركة لم يتخذ بعد، وإنما قال مثلاً: نحن مقاطعون للانتخابات حتى يأذن لنا علي سلمان..!
من الواضح تماماً أن الوفاق وأتباعها الصغار المسيرين يريدون المشاركة، غير ان أحد أسباب الاختلافات والخلافات داخل الوفاق هو ما يطرحه بعض المتشددين الذين يقولون، وماذا لو تم تعديل الدوائر، ولكن هذه التعديلات ليست التي طالبنا بها؟
وهذا أيضاً أحد أسباب الاختلافات التي تعصف بالجمعية، هناك من يريد المشاركة حتى وإن كان تعديل الدوائر لا يلبي مطالبهم الطائفية على اعتبار أن تعديل الدوائر سيكون مسوغاً للمشاركة في الانتخابات أمام الشارع.
وهذا أيضاً أحد أسباب الاختلافات التي تعصف بالجمعية رغم دكتاتورية علي سلمان في اتخاذ القرارات.
أصبح اليوم رجل الشارع يعرف ويدرك أن مقاطعة الوفاق إنما هي (غباء سياسي مستفحل) وأنها تصر على تهميش نفسها بنفسها أربعة أعوام قادمة، وقد تكون حاسمة في هذا التوقيت من التحولات الإقليمية التي يشاهدها الجميع.
** القرار البحريني
ما تفضل به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حين أوقف قرار وزيرة الثقافة حول (تحريم لبس العباية) إنما هو يعبر عن قيم وأخلاق ودين أهل البحرين، وهذا ما عودنا عليه سموه حفظه الله ورعاه.
السؤال هنا؛ أي ثقافة ننشد لبلدنا وهذا حال وزارة الثقافة من الداخل؟
في شهور قليلة دخل مدينة دبي أكثر من 5.7 سائح..!
غير أن ليس هذا هو الخبر، الخبر هو أن 35% منهم سعوديون..!!
بدل أن نفكر في قرارات خاطئة وضد القيم والدين، علينا أن نفكر كيف جذبت دبي السياحة العائلة من السعوديين، وكيف نجعل السياحة مصدراً للدخل بدل عناوين فضفاضة تقول «نبحث عن السياحة الثقافية».