الرأي

كل شيء يأتي في وقته تماماً

بنادر



ما نحصل عليه من رزق أو علم ومعرفة أو صيت أو مركز اجتماعي أو هداية أو الدخول في الطريق القويم؛ يأتي دائماً في وقته تماماً، الوقت الذي يقدره الله لنا، و يأمر القدر بتنفيذه لصالحنا، من أجل أن نواصل مشروعنا الحياتي في زراعة الخير في أي مكان نكون فيه مهما كانت الظروف والأحداث، ومهما ظننا أننا لن نتوجه إلى هذا الطريق الذي لم نعرف.
فالهداية دائماً تأتي في وقتها من الله سبحانه وتعالى، هو الذي يحددها زمانها ومكانها وطبيعة الوضع الذي تحدث من خلاله، وكيف يتحول الإنسان من النقيض إلى النقيض ومن السالب إلى الموجب، ومن ليل القلب إلى نهار الحياة.
قبل أكثر من شهرين قرأت على موقع الداعية الإسلامي الكبير عمرو خالد، وتحت عنوان «بسمة أمل مع اسم الله الحليم»، قصة واقعية عن كيفية وقوع الهداية في قلب إنسان لم يعرفها من قبل، يقول الداعية..
الدكتور أشرف طبيب مصري حكي قصة حقيقية حدثت له، وهي أنه كان يعالج سيدة من مرض السكر، وذات مرة ذهب إليها وأصرت أن يقوم ابنها بتوصيله بسيارته، ودار حديثه بينهما واكتشف د. أشرف أن الابن لا يؤمن بوجود الله ويستهزئ بالحساب والجنة والنار!
شعر د. أشرف بضيق شديد لم يمكنه حتى من الدخول معه في جدال، وطلب منه أن ينزل لأنه لم يعد قادراً على تحمل هذا الكلام، وظل يردد في نفسه: أنا لم أستحمل هذا الكلام، فسبحان الله ربنا مستحمله ويطعمه ويشربه.
تدور الأيام وتتصل هذه السيدة بالدكتور أشرف لحدوث وعكة صحية لها، وبعدما فرغ من الكشف، قالت له انتظر كي يوصلك ابني، فقال علي الفور: لا شكراً جزيلاً، فألحت عليه وقالت له: انتظر ابني بيصلي العشاء وسيأتي بعد دقيقتين ليوصلك. فاندهش د. أشرف، وعندما جاء الشاب قال له: ما الذي حدث؛ ألم تتذكر حديثك معي من قبل..
فقال الشاب: لقد نجاني الله كثيراً، وحدث التغير في حياتي عندما التحقت في شركة سياحية، ونظراً لظروف البلد الحالية أصبح الشغل في معظمه يرتكز على رحلات الحج والعمرة، فسافرت مع فوج عمرة ووصلت لـ «جدة»، وقلت للفوج: شكراً لن أكمل معكم وأخذت أضحك واستهزئ بملابس الإحرام، وفجأة وأنا جالس وحدي في الفندق جاءتني فكرة أن أذهب وألبس ما يلبسون، وبالقدر كان أول أيام شعبان، يوم غسيل الكعبة، وعندما دخلت الحرم انتابني شعور شديد من هيبة المكان وشعرت بزلزال في مشاعري وجوارحي، فوجدت نفسي أمام باب الكعبة، وإذا بأحد أفراد عائلة بنو شيبة المسؤولون عن دخول المعتمرين ينادي علي ويقول: تعال أنت شكلك نفسك تدخل الكعبة، ووجدت نفسي بداخل بيت ربنا وحسيت إن ربنا اللي جايبني.. أنا في أطهر مكان في الدنيا وبكيت بشدة، وشعرت بأن الله حليم قوي وأحببت الله وقلت في نفسي أنا مؤمن بالله الحليم.
نعم إنه الله الحليم.. فكم أخطأنا والله يصبر علينا ويمهلنا ويغفر لنا ويرحمنا، فما أعظمك رب حليم غفور، يا رب يا حليم نحتاج إليك لنحقق بسمة الأمل
إن الجوهر الإلهي الذي في داخلنا لا بد أن يشع في لحظة من لحظات الحياة التي نعيشها، ولكنه يحتاج منا لأن نكون منفتحين، متقبلين الأنوار التي تدخل قلوبنا وتقودنا نحو الخير والسعاة والسلام والرضا. هل نفتح قلوبنا لنرى الجوهر الإلهي فينا وتتركنا ليأخذنا نحونا.