الرأي

الدلمونية وحكمة المرأة البحرينية في الانتخابات!

الدلمونية وحكمة المرأة البحرينية في الانتخابات!










لو صادف أن وجدت نفسك في مؤتمر خليجي عربي تشارك به نساء العرب أجمع؛ فإن أول ما سيلفت نظرك ويجعلك تعرف أن المرأة التي أمامك بحرينية، هي تلك الحيوية والبهجة التي ستلتقطها روحك وأنت تتعامل معها وتتابعها، تلك العذوبة والعفوية الممزوجة بشيء من البساطة والدفء في كلامها وملامحها «الشرحة» التي تجلب الراحة والانشراح، المرأة البحرينية من نساء العرب الذين يأخذ المرء عليهن بسرعة ويرتاح لهن ويشعر بأنه يعرفهن منذ زمن طويل، حتى في ملامحها تحمل شيئاً من عذوبة البحرين وجمال أرضها وطيبة شعبها.
المرأة البحرينية تعرف من طريقة نقاشها، من كلماتها المميزة ولكنتها التي تحمل الكثير من العفوية والبشاشة، من مشاركتها الفاعلة، من نشاطها وحيويتها وثقافتها العالية التي جاءت كونها تعيش في بلد منفتح يجمع مختلف الثقافات والحضارات، البحرينية يشعر الشخص معها أنها امرأة طموحة، امراة ذكية جداً وتحب تطوير نفسها دائماً، البحرينية «دلمونية» فعلاً؛ فهي تشكل حضارة هائلة لمن يعرفها ويجيد قراءتها، فهي واحة عطاء وجنة نعيم لمن يعرف التعامل معها ويفهمها، هي تمزج الحضارة بالثقافة والعلم بالأدب والأخلاق؛ لذا فنساء البحرين أينما وجدن في أي مشاركة خارجية يجذبن النظر دائماً نحو ذلك الإبداع والنشاط الذي يحمل البساطة والعفوية الهادئة البعيدة عن التكلف مع الأناقة والذوق الرفيع، إن البحرينية فعلاً تمثل فردوس الحياة وأرضاً خصبة لخلود المعاني الجميلة في الحياة. الجميل في مرور ذكرى «يوم المرأة البحرينية» الذي تحييه مختلف مؤسسات الدولة وجهاتها احتفاء «بالبحرينية الدلمونية» المعطاء لوطنها وعائلتها، تزامنه مع مناسبة الانتخابات النيابية والبلدية، وما قامت به المرأة خلال الجولة الأولى والثانية من الانتخابات من مواقف عظيمة وكبيرة تجعلها فعلاً «حضارة» يفتخر بها الوطن وأبناؤه، ويتعلم منها عابر التاريخ وقارئه.
فحتى في الجولة الثانية التي توقع البعض وجود نوع من التكاسل والتأخر في الاتجاه إلى صناديق الاقتراع للتصويت، وجدناها تتقدم الصفوف وتتجه مبكراً للإدلاء بصوتها وتأكيد وجودها في العملية السياسية والديمقراطية، بل وجدنا الكثير من نساء البحرين اللواتي نفتخر بهن يتجهن إلى مراكز الاقتراع وهن مقعدات، بعضهن نفضت فراش المرض عنها وتحدته ونهضت بإسطوانة الأوكسجين حتى تشارك وتصوت ولا تتقاعس في أداء واجبها، فرق كبير بين هذه المرأة الدلمونية الصلبة وبين من تلحف فراشه وتكاسل عن أداء الواجب وهو في أتم صحته وعافيته، منقاداً كالخروف نتيجة دعوات المقاطعة وعدم التفاعل السياسي.
إنه تحد كبير عاشته المرأة البحرينية ويجدر بالجهات المعنية أن تبرزه وتوثقه بالصور والإحصائيات، حتى يستشهد به في رحلة عطاء المرأة البحرينية وكفاحها، وحتى يستحضر دائماً في المناسبات الوطنية الهامة ويكون مضرب مثل وطني وقدوة لنساء المستقبل والأجيال القادمة.
منطقياً، ليس مستغرباً على امرأة كانت تشق البحر قديماً ألا تشق بحور السياسة والديمقراطية، وألا تأخذ بيد صغارها وتتجه بهم إلى صناديق الاقتراع حتى وإن كانوا دون العمر المسموح به للتصويت، فقط من أجل بذر بذور الوطنية فيهم وسقيها بالتطبيق والقدوة الحسنة، ليس بمستغرب على امرأة ناطحت ظروف الزمن القديم وما قبل ظهورالنفط أن تناطح جبال الإرهاب وعصاباته بالإصرار على الاتجاه للتصويت دون الخوف من التهديدات، خاصة نساء القرى. نعتقد ولا نبالغ أنه من الممكن القول عن كل امرأة بحرينية إنها امرأة مثالية، إن تكريم المرأة البحرينية يأتي في لصق لقب «سياسية الخليج» عليها! فالبحرينية التي تخرج للعمل وتكافح لأجل تاكيد دورها الهام في خدمة الوطن والعطاء تمارس أدواراً مزودجة كموظفة وكزوجة وكأم وكعائل على المنزل في بعض الأحيان، فهناك العديد من البيوت في البحرين التي قامت على امرأة تمارس دور الأم والأب معاً، الأجمل أنها تنجح في جميع هذه الأدوار وتنجح أيضاً كمواطنة فعالة تعي حقوقها وواجباتها الوطنية ولا تتقاعس عنها. المرأة البحرينية وطن يسكن داخل الوطن الأم، وطن من الدروس الوطنية البليغة والسكينة والحب والولاء والاهتمام والتعليم، إنها مدرسة الحياة الأولى لكل ابن ولكل فتاة وشاب، هي مربية الأجيال وصانعة تاريخ البحرين من خلالهم، لذا وجدناها يوم التصويت بالذات تتفنن في اقتناء الملابس الوطنية الجميلة التي تحمل صور القيادة الرشيدة وعلم البحرين وشيئاً من ثقافة لبس الفتاة البحرينية، فهي في كل خطواتها تقدر دروسها وعبر.
كل امرأة تحمل شيئاً من الحكمة ينشأ فيها من الفطرة غالباً، المرأة حكيمة بطبعها، لذا فقد كانت مضرب الأمثال دائماً للحكماء والعقلاء، وحكمة المرأة البحرينية بدت واضحة خلال الفترة الماضية من الانتخابات، وجدنا النساء هن من يتولين تنظيم الحملات الانتخابية ويجولون المنازل تشجيعاً للأهالي على التصويت والمشاركة، وأدوارهن لم تقتصر على ذلك؛ بل هناك شريحة منهن أقدمت على الترشيح من أجل المشاركة في الصورة الانتخابية الجميلة للبحرين وإكمال مسيرة العمل النسائي.
مثل المحيط الذي يجمع بحور العالم ويظهر على خريطة العالم وجغرافيته هي المرأة البحرينية؛ محيط وطني يجمع كل بحور التنمية والتطوير لإظهارها في وجه البحرين الحضاري والثقافي وجغرافيتها في ذلك الحب والعطاء، المرأة البحرينية محيط من العطاء والإبداع والتميز فتحية لكل بحرينية دلمونية.
- إحساس عابر (1)
تحية لكل امرأة بحرينية اجتهدت كثيراً خلال الفترة السابقة من الانتخابات في التجول بين الخيام الانتخابية لحث الناس وتشجيع النساء بالذات على الانتخاب وتوعيتهن بحقوقهن السياسية وإحياء روح التفاعل، تحية لكل واحدة منهن مثلت المرأة البحرينية الواعية، تحية لأم شوقي وأم عيسى وغيرهن من نساء البحرين اللائي نفتخر بعطائهن المميز خلال الانتخابات.
- إحساس عابر (2)
كلمات الشكر لا توفي حق رجال الأمن الذين سهروا ليل نهار وضغطوا على أنفسهم كثيراً خلال الفترة الماضية لأجل إظهار العملية الانتخابية بأبهى صورة وأزهى حلة ووفروا الأمن والتنظيم للمواطنين، والشكر موصول كذلك إلى اللجنة العليا للانتخابات وجميع الجهات ذات العلاقة.