الرأي

اشربوا اليوم من كأس الهزائم..!

أبيض وأسود


تسربت أنباء أمس الأول مفادها أن أحد قياديي جمعية رعاية الإرهاب «أرسلت عليه الدولة العظمى» ليذهب إلى هناك لعقد لقاء حول موضوع المشاركة في الانتخابات، وإن كان هذا النبأ صحيحاً ـ وأحسبه كذلك ـ فإن هذا الأمر إنما يؤكد أن هناك إملاءات أمريكية «في تحالف واضح فاضح لولاية الفقيه مع الشيطان الأكبر» ستدفع جمعية رعاية الانقلاب إلى إعلان مشاركتها في الانتخابات.
أمريكا ليست هي أمريكا، والأحداث العالمية المتسارعة أصبحت تمثل استنزافاً للقوة الأمريكية، وتشتتاً للقوة والتركيز، فليس لدى الأمريكان اليوم وقتاً لـ «دلع» الوفاق، و»بكائيات» علي سلمان.
القضايا بالمنطقة والعالم أكبر من ترهات وأراجيف جمعية الوفاق، أمريكا بصريح العبارة ليس لديها وقت لكل هذا الغنج الوفاقي والذي يشبه «غنج» امرأة في الستين..!
كلما قرب وقت الانتخابات، «لانت» المشرعن السياسي للوفاق، حتى أنه أصبح يلحن في خطبته الأخيرة إلى ذكر أسباب بسيطة تجعل المعارضة تدخل الانتخابات، ثم تحدث عن أهمية الانتخابات، وعن أهمية تمثيل الشعب في مجلس النواب!!
يا سبحان الله، بالأمس كان يصب جام غضبه على المجلس المنتخب، واليوم يذكر حسناته إن تحقق الشرطان، قانون انتخابي، وتوزيع للدوائر..!!
ثم إن هناك ملاحظة توقفت عندها كثيراً في خطبة قاسم، رغم أن الكلمة صغيرة، إلا أن دلالات استخدامها كبير.
فقد أورد في خطبته كلمة «توافق» بين الحكومة والمعارضة..! وهذه الكلمة لم تسمع من قبل بهذا الطرح، بل كان الحديث دوماً عن إملاءات تفرضها ما يسمى بالمعارضة التي تنتهج العنف والإرهاب.
أعتقد أن الدولة نجحت «ولو جزئياً» في تسويق مفرداتها التي كان قادة البحرين يركزون عليها في موضوع الحوار الوطني، فقد كانت مفردة «توافق» هي أهم مفردة تقال في المرحلة السابقة، الآن سمعناها من عيسى قاسم، وهذا مؤشر يعطي دلالة أن الدولة وربما للمرة الأولى تنجح في تسويق مفرداتها، حتى أخذت الأطراف المؤزمة ترددها..!
للشارع الذي يتبع عيسى قاسم، ويتبع علي سلمان وهو مغمض العينين نقول: هل رأيتم ما هي شروط عيسى قاسم اليوم للدخول في الانتخابات النيابية؟
عيسى قاسم حدد أمرين:
1 ـ توزيعاً عادلاً للدوائر.
2 ـ نظاماً انتخابياً عادلاً يحظى «بتوافق» المعارضة والحكومة.
من هنا يتضح أن كل المطالب الكبيرة التي طالب بها المشرعن للوفاق وطالب بها من تسمونهم بالرموز في السجن، وكل الخطابات التصعيدية من فوق منصة «باقون حتى إسقاط النظام» إنما كانت هباءً منثوراً، وبيع كلام، ووهم للناس.
لقد أعمى الله بصيرتكم في 2011 حين رفضتم كل المحاولات، وكل الاقتراحات، وكل بنود التسوية، وأخذتكم العزة «بالدوار» حتى وصل عيسى قاسم يطلب مجلساً تأسيسياً يضع دستوراً جديداً للبلاد..!
انظروا أين كنتم؟ وكيف أصبحتم؟..!
من مجلس تأسيسي إلى أن وصلتم إلى شرطين للمشاركة في الانتخابات «تعديل دوائر، ونظام انتخابي»..!
أي بؤس أنتم فيه اليوم، أي هزيمة وفشل وتقهقر؟
هل عرفتم لماذا ذرف «العراب» وسيط المبادرات الدموع حين رفض عيسى قاسم تحديداً المبادئ السبعة التي عرضها سمو ولي العهد حفظه الله؟
لقد ذرف العراب الدموع وقال كلمة له بعد خروجه من عند عيسى قاسم: «قال هؤلاء أغبياء.. لن تأتيهم فرصة أفضل من هذه الفرصة»..!
وصدق وهو «......»، فلن تأتيهم فرصة سانحة أفضل من تلك، وقد ذهبت في ساعتها إلى غير رجعة، وأصبحت مطالب عيسى قاسم للمشاركة في الانتخابات «تعديل دوائر، ونظاماً انتخابياً»..!
أين ملفات التجنيس؟ أين ملفات محاصصة الوزراء؟ أين ذهبت مطالب وزارات الخدمات «الإسكان، الصحة البلديات، التعليم والتجارة»؟
أين مطلبكم في الحكومة المنتخبة؟ وإذا لم يتحقق مطلب الحكومة المنتخبة سوف لن يكون هناك حل..؟
كم من الكذب والهم قمتم ببيعه إلى الناس؟ أين كان سقف المطالب؟ وأين أصبح «بلاط» تمهيد المشاركة، حتى أن قاسم أخذ يوطئ ويمهد لإعلان المشاركة..!
أنتم أنفسكم تعلمون ماذا تعني المقاطعة لأربعة أعوام قادمة، سوف تكونون مثل الذي يترك البيت كله، وجلس في زاوية مظلمة، إن قاطعتم سوف تصبحون هكذا..!
شروط كثيرة ذهبت أدراج الرياح أولها:
1 ـ شرط الحكومة المنتخبة.
2 ـ شرط الإفراج عن الرموز الذين في السجون.
3 ـ شرط الإفراج عن السجناء الذين تقدرهم الوفاق بأكثر من 1000 سجين.
4 ـ شرط وقف التجنيس الذي لا يروق للوفاق، بمعنى أن يوقف تجنيس من ليسوا على طائفة جمعية الانقلاب.
5 ـ وقف ما تسميه الوفاق بالحل الأمني.
6 ـ فتح العاصمة أمام التظاهرات.
وشروط كثيرة عديدة كانت تزداد كل يوم، واليوم أصبح للمشاركة في الانتخابات «بحسب خطبة قاسم الأخيرة» شرطان، تعديل الدوائر ونظام انتخابي عادل.
والقارئ للشرطين يدرك أن قاسم لم يقل على أية صورة يريد تعديل الدوائر، كما أن شرط «نظام انتخابي عادل» شرط مبهم، ما هو النظام الانتخابي العادل؟
على قاسم وعلي سلمان معاً أن يقولا للناس نحن فشلنا فشلاً ذريعاً، وتخلت عنا بريطانيا، وتخلت عنا أمريكا، وإيران تعاني من الاستنزاف أيضاً في مواقع عديدة، لذلك نحن سنقبل «بأي شيء، خوف من ضياع كل شيء»..!
قد يتم الإعلان عن تعديل للدوائر قريباً، لكن لا أعتقد أن التعديل سيأتي على مقاس ومطالب الوفاق، من هنا فإن ما نقوله للدولة إن الأطراف الانقلابية هي اليوم في أسوأ حالاتها، وفي قعر انتكاستها، فلا ينبغي إلقاء طوق النجاة لمن كان يريد إغراق السفينة..!
حتى وإن لم تقدم الدولة أي تنازلات في تعديل الدوائر، أيضاً سيشاركون، هم سيقبلون بأي شيء اليوم، وهم يعلمون أن العالم ليس لديه وقت «لنهوصت» الوفاق، كما أن موضوع الحرب على الإرهاب مقلق للوفاق وأتباع إيران في المنطقة، من هم المعنيون؟ وهل سيضرب الأسد وحزب الشيطان في سوريا ولبنان؟
وهل ستضرب المليشيات الشيعية في العراق؟
كلها امور مؤثرة ومقلقة، تدحرج كرة الاحداث اقليميا كان ضد ما تشتهي الوفاق والاقزام الصغار من اتباعها.
خطبة قاسم كانت تمهيدية لخطب قادمة ترحب بالمشاركة في الانتخابات، ولا عزاء سوى للذين يقال لهم شاركوا فيشاركون، قاطعوا فيقاطعون، والحمد لله على نعمة العقل التي يميز الله بها البشر عمن سواهم..!
حالهم يشبه حال الممتنعة وهي راغبة، يغازلون الانتخابات، ويرفضونها بصوت منخفض، حتى يظن من يسمعهم أنهم يريدونها..!!
أهل البحرين يقولون اليوم للذين هتفوا منصورين والناصر الله «نعم الناصر الله» لذلك لم ينصركم رب العباد، أهل البحرين يقولون لكم اليوم اشربوا من كأس الهزائم حتى الثمالة، اشربوا من كأس «الوهم» الذي يبيعه قاسم، وسلمان..!
** رذاذ
فضيحة كبيرة هذه التي حدثت في أحد الفنادق «وصلنا لاستغلال الأطفال» والله عيب يا بلد أن تحدث هذه الأمور عندنا، أين الرقابة؟ أين السياحة؟ أين الداخلية؟
اخجلوا قليلاً، كفاية سمعة سيئة لهذه الفنادق، استبشرنا خيراً بمنع الخمور في الثلاث نجوم، وإذا بأحد المطلعين يقول: نعم منعت الخمور، لكن هناك آسيويين يجلبون الخمور للفندق من الخارج للزبائن.. يعني تغيرت الطريقة بس..!!
قطاع الفنادق والشقق الفندقية والشقق المفروشة يحتاج الى رقابة من الدولة، لا نريد التطرق لمؤشرات وضعت البحرين في المرتبة الثانية، لكن نقول إن الأمر بيد الدولة التي وعدت بتنظيف البلاد من السياحة المبتذلة والرخيصة وسيئة السمعة.
«يوم فاحت ريحة الفندق» شمعنا الأبواب بينما فنادق كثيرة تحتاج إلى رقابة حقيقية، قلناها من قبل، نحتاج أطناناً من الشمع الأحمر، فسياسة الأبواب المفتوحة لم يتبعها المسؤولون، لكن وجدناها في الفنادق فكانت مفتوحة حتى للأطفال..!
** إلى هيئة المهن الطبية، المرأة التي دخلت في غيبوبة جراء عملية التجميل في بطنها توفيت منذ أيام مضت، أين أنتم، وماذا فعلتم تجاه الطبيب والمستشفى؟