لا تنتقد نفسك أبداً
بنادر
الجمعة 05 / 09 / 2014
هل تعرف كيف يمنع تقدم حياتك كما تريد أن تكون عليه؟ هل تعرف الأسباب التي تعيقك عن ملامسة ما تحلم؟ هو أنت. نعم، لا الظروف الخارجية ولا الأشخاص الذين يحيطون بك، ولا أهلك وذويك، ولا المسؤولون عليك في وظيفتك، كل هذا بسبك أنت.
في حياتي التقيت الكثير من الأشخاص ممن يقول بصوت عالٍ أنا منحوس، أنا ما لي حظ، أنا غبي، أنا لا أستحق، أنا أتمنى الموت.
هذا النقد اليومي والمستمر والذي لا يتوقف، حتى لو كانت ضحكة يتراجع عنها بعد قليل، هذا هو ما يقوم بتدمير كل ما تريده من خير وسعادة وراحة بال.
إن هذا الصوت العالي الخارج من الذات يشكل بصورة وأخرى عوائق أمامك، خاصة إذا عرفنا أن أحد القوانين الكونية هو قانون الجذب، والذي يعني أن الإنسان مثل المغناطيس يجذب إليه الشبيه، فإذا كنت طوال اليوم تفكر تفكيراً سلبياً فثق أنك لن تحصل على الأشياء السلبية، والعكس إذا كان تفكيرك إيجابياً، وتقول لكل ما يصادفك «إن شاء الله خير»، حتى لو كان ما يصادفك هو شيء سيء.
نحن كمسلمين غالباً ما نردد جملة «الحمد لله على كل حال»، لكننا لا نعرف الأبعاد التي تحملها هذه الجملة الرائعة المعبرة عن حقيقية كونية، نحن نعرف المقولة المشهورة التي تقول «تفاءلوا بالخير تجدوه»، أي إن الخير متوفر وموجود في قلب ما نظنه شراً، من هنا قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
إن حياتك في واقعها ليست أكثر من حياة الشجرة التي تقوم بدورها على أكمل وجه، لا يهم إن زادت الريح أو قلت، لا يهمها إن كانت في آخر الأرض مذبحة للفيلة أو البشر، هي تقوم بدورها، تعطي ثمرها لوقت محدد ثم تمضي لتأتي بعدها بذورها وتقوم بنفس الدور.
إن انتقادك لنفسك يعبر عن جهلك لمعنى وجودك وعن عقدة نقص أنت من عمل على زيادة رقعتها وتحويلها إلى مرض تعاني منه على مدى حياتك فوق هذا الكوكب.
قد لا تعجبك حياتك، قد لا يعجبك وضعك الوظيفي، وقد لا يعجبك البيت الذي فيه تسكن، ولكن هذا لا يعني أن تنتقد نفسك بهذا الشكل الدائم.
في تصوري الشخصي أن من ينتقد نفسه لا يحمل أي ذرة إيمان حقيقية، وهو بصورة وأخرى لا يعترف بالله سبحانه وتعالى فعلياً، لأن انتقاد الذات بالصورة المرضية هو اعتراض على الله سبحانه وتعالى، اعتراض على ما أنت عليه. من هنا قال الحكماء عليك أن تتقبل ما أنت عليه، التقبل هنا لا يعني الابتعاد عن مطالبك الشرعية في حياة أفضل من الحياة التي تعيشها، إنما تقبلك لما أنت عليه الآن هو وضعك البذرة الصالحة لما يمكن أن تكون عليه مستقبلاً.
أنت إنسان عظيم عليك بالبحث عن مناطق العظمة في داخلك، أنت إنسان قوي عليك بالبحث عن مناطق القوة في قلبك وعقلك وأحلامك وطموحاتك، تشويها لا تشوه نفسك، قتلاً لا تقتل نعمة الحياة.
اعمل الآن.. الآن.. على التوقف من نقد ذاتك، نقد الذات كما نراه أمامنا من أسوأ الأمور التي تقتل التمتع بنعمة الحياة.
توقف عن ذلك، الآن توقف.