الرأي

الإرهاب سيد الموقف..!

ابيض و اسود




مع كل حادث إرهابي يذهب ضحيته رجل أمن أو مواطن، نشعر بحالة من الغضب والحرقة على هذا الوطن، وكيف ضيعنا أمنه، وكيف جعلنا اللعبة بيد الإرهابي يتحكم بها ويستخدمها متى ما شاء، ولماذا أصبنا ببرود الدم، ولا نجتث الإرهاب من جذوره.
هل تنتظرون كوارث جديدة؟ وإلى متى ننتظر الإرهاب يضرب ونتحرك؟ وهل هذه استراتيجية دولة تحارب الإرهاب؟
ألا تشاهدون أمريكا ماذا تفعل حين يتعلق الأمر بالأمن الوطني، وبسيادة الدولة، وبسيادة القانون، وبالاقتصاد، وبالتجارة؟
لماذا نحارب الإرهاب ونحن نخاف من ردة الفعل الخارجية أو الداخلية؟
«اضرب الحديد وهو ساخن» فإن لم تفعل سيبرد الحديد ويضرب أمن البحرين.
التفريط في أمن البحرين كارثة، والتهاون مع الإرهابي كارثة أكبر، وعدم تطبيق القصاص مع القتلة الذين صدرت عليهم أحكام قضائية بالإعدام مصيبة عظمى تؤدي إلى أن الإرهابي يعرف أنه حتى وإن قتل رجل أمن، وإن قبض عليه سيسجن (منعماً) في سجن 5 نجوم ويتنعم بكل الخدمات في سجون مرفهة، فالقصاص بحكم القضاء لا ينفذ، وهذه طامة كبرى.
وكأننا نعطل شرع الله في أرضه، فالقاتل يقتل إذا ما حكم عليه القضاء، وأقيمت عليه الأدلة.
لم يبق لنا كلام نكتبه، كتبنا ما يجب أن يُكتب وأكثر في موضوع الإرهاب، لكننا نشعر أن لا نية حقيقية في محاربة الإرهاب بشكل جذري، وبمنهج استراتيجي وتوقيت زمني، وباستخدام قوة القانون في كسر ظهر الإرهاب.
حادثان إرهابيان أمس، وأمس الأول وكأنه تدشين لمرحلة الإرهاب الجديدة التي هي برعاية جمعية الوفاق، فقد قال المدعو علي سلمان: «لا نضمن سلمية المعارضة بعد الانتخابات». هذا التصريح مر دون محاسبة، وهذا يظهر أن الوفاق هي التي خلف الإرهاب، فلماذا السكوت عن ذلك؟ ولماذا لم نستغل هذه التصريحات خارجياً؟
ليعرف من يدعمون الوفاق أن هذه الجمعية جمعية إرهابية، فقد رفضوا دخول البرلمان، ويستعينون بالإرهاب للضغط على الدولة، ومن أجل لي ذراع الدولة، وهو السلاح القديم الذي ينتهجه المتطرفون الطائفيون منذ التسعينيات، وللأسف كانت الدولة في كل مرة تساير الإرهاب، ولا تقضي عليه.
من الواضح تماماً أن المرحلة القادمة هي مرحلة إرهاب، وقد أعلنوا ذلك، بينما مازلنا نتعامل مع الإرهاب بشكل خجول ومتردد، ولا نقطع أيادي الإرهاب، ولا نمسك المحرض، ولا الممول، ولا الفاعل، فكيف ينتهي الإرهاب؟
ليسمح لنا الجميع، الدولة من غير استراتيجية حقيقية لمواجهة الإرهاب، هذه هي الحقيقة، تعاملنا مع الإرهاب تعامل وقتي، يقتل رجل أمن، نمشط منطقة الحدث، نعود أدراجنا، انتظاراً لحادث إرهابي آخر؟ هل هذه استراتيجية محاربة الإرهاب؟ هل وصلنا للخلايا النائمة؟ هل لدينا عمل استخباراتي قوي ومنظم ويعتمد على الكفاءات المخلصة، ويقوم على الوصول للخلايا الإرهابية قبل أن يقع الإرهاب؟
نحن من نضيع أمن وطننا، ليس لأن الإرهاب قوي، الإرهاب ضعيف جداً، لكنه يستمد قوته من ترددنا وضعفنا وعدم حزمنا، بيدنا أن نفعل كل شيء والبلد صغيرة، وبالإمكان الوصول إلى كل الخلايا وكل مخازن الأسلحة، وكل الممولين، وكل المنفذين صغاراً أو كباراً لكننا لا نفعل، فكيف ينتهي الإرهاب؟
حين نفرط بقوة القانون والحزم والإرادة القوية، يصبح الإرهاب سيد الموقف، هذا الذي نراه أمامنا اليوم مع عميق الأسف.
السعودية بلد بحجم قارة، وحدودها بملايين الكيلومترات، وبها جبال، وحدود بحرية طويلة، وتعرضت لإرهاب القاعدة، لكنهم رغم كل الصعوبات التي تتعلق بالحدود والمساحات الشاسعة وعدد السكان، وصلوا لكل الإرهابيين، وقضوا على الإرهاب بخطة وباستراتيجية، وبجدول زمني.
البحرين بلد صغير جداً، وعدد السكان محدود، ولا نستطيع أن نصل للإرهابيين؟ هذه فضيحة..!
تحدثت إبان تشكيل الحكومة الجديدة أن أمامنا تحدي الأمن، وهو أهم وأول تحد، وأنه من غير الأمن يضيع كل شيء، الأمن هو الركيزة الأساسية لحياة المواطن، ولمعيشته، واستقراره.
الأمن هو بوابة الاقتصاد، وهو بوابة التجارة والاستثمار، فإن لم يكن لديك أمن، لن تكون لديك حياة، ولا معيشة مستقرة للمواطن، ولا اقتصاد ولا استثمار، كل ذلك ينتهي.
فهل نفرط بأمن وطننا بسبب التردد، أو عدم الحزم، أو لأننا لا نملك استراتيجية لتعقب الخلايا والوصول لكل مخابئ الأسلحة؟
نمتلك كل المقومات، وكل القوة، وكل الكفاءات، ونمتلك التشريعات والقوانين، لكننا لا نحارب الإرهاب كما ينبغي ويجب، وكما تفعل الدولة التي تتعرض للإرهاب، لذلك لن تتوقف العمليات الإرهابية، هذه هي الحقيقة المؤلمة لنا..!