قبل أن تنهي مشاريعك في الدنيا تموت
بنادر
الأربعاء 22 / 10 / 2014
كل أشجار التواريخ لها موسمها
تذبل في الوقت وتمضي
بعد أن تكسر في داخلها كل مشاوير الحراك
كل نفس ولها موعدها
للعودة الكبرى إلى بيت السموات
وبدء الرحلة الأخرى هناك
أيها الراحل عبد الله عن عيني وأرضي
كيف لي أن التقي بالصوت والصورة
يا من زرع الخطوة للحورة
ألقاك كما كنت قديماً
في زوايا شرفة المقهى
أو الحانة
أو في رجفة الحرف المنامي أراك.
واقفاً مثل السؤال
تسحب الحلم وتسقيه عراجين سناك
يا صديقي في الصبا الأول
عبدالله خليفه
يا ندى (اللينات)
يا صوت مواويل السعفْ
ربما تذكر أياماً زرعناها على بحر القضيبية
كان الوقت طفلاً
ينظر (العين) التي لم تتوقفْ
عن أغانيها وكنا
ل ( الكرنيلة) نمشي كالسؤالات
ونصطاد السراطين لكي نطلقها في الماء البعيد
وكبرنا وتباعدنا وعدنا
مرة أخرى لحلم الفقراء
اتفقنا حول (جوركي) في انتماء الأم للأرض
وأيضاً اتفقنا
في روائي الداخل في نفسية الإنسان
أعني دوستوفسكي
واختلفنا في نوايا (مايكوفسكي)
ابتعدنا والتقينا
أجل أن نخلق وقتاً أممياً
تسبح الفرحة في شطآنه صبح مساء
التقينا
نجمع الغيمة في الكلمة
نعطي السجن معناه
نغني لسرور
(نحن حبات البذار
نحن لا ننجو جميعاً
حينما يأتي الربيع
غير أنا كلنا لسنا نموت)
آه عبدالله.. لماذا
قبل أن تنهي مشاريعك
في الدنيا تموت
ليغطي حلمنا الطفلي إعصار السكوت
أنت في الرحلة للعودة كالأنهار تجري
تاركاً كل محبيك
يشتاقون للأسئلة الكبرى التي
ليس لها صوتٌ سواك
للقصبية عبدالله أن تبكي
كما تبكي الينابيع إذا جفت خلاياها
ولم يبق من الماضي عشيش أو بيوت
أنت تمضي لبساتين سماك
ربما في قادم الأيام لن نقدر عبدالله نراك
إنما ثق يا صديقي
أن أيامك ما كانت سوى زرع الزهور
سوف تبقى في أراضينا
وفي أحلى أغانينا وفي قلب المحبين
كما يبقى صدى الناي بروح الكون
أو تبقى على الأرض حكايات العطور.