الرأي

عودة الرئيس.. وسارية الوطن.. وربط التصويت «بالخدمات»

أبيض وأسود







طالت مدة الغياب هذه المرة، فزاد شوق أهل البحرين إلى من غاب عنهم، هو يحبهم وهم يحبونه، حتى أصبحوا يترقبون صوره وأخباره وتصريحاته وموعد وصوله.
استبشرنا خيراً حين خرج خبر موعد عودة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان الوالد خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، فقد كان الجميع ينتظر خبر العودة من بعد طول الغياب والانتظار.
إعلانات الترحيب بالشوارع، والجميع يترقب، حتى خرج أمس الخبر، بأن اليوم الخميس سيصل -بإذن الله- سمو الرئيس حفظه الله. فقد كان أهل البحرين المحبون والمخلصون يدعون الله بأن يحفظ سموه، وأن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يعود إلى من يحبهم ويحبونه، وينتظرون عودته مثلما ننتظر في هذا التوقيت من كل عام بشرى هطول المطر.
هل كان الغياب (اختبار حب) لأهل البحرين ولسمو الرئيس على حد سواء، اختبار حب لنا وله، فهو المحب لأهل البحرين الذي يفتح مجلسه لهم ويقف لأكثر من الساعة من أجل أن يصافح كل فرد منهم، ويخص كل واحد منهم بحديث من القلب، وهذا قمة التواضع من رجل مثله.
تفرح البحرين اليوم بعودتك يا سمو الرئيس، وتندحر الرؤوس التي تتوسد الشر للبحرين، وتتأبط الغدر بالوطن، فكلما كنت بخير، اندحروا وفشلوا وخابوا وانهزموا.
سارية الوطن الخفاقة العالية يمسكها جلالة الملك، وتمسكها معه أنت يا سمو الرئيس، ويمسكها معكم سمو ولي العهد، ويضع أهل البحرين المخلصون أياديهم معكم، فنحن نفرح لانتصارات الوطن، ونزهو ونفخر بكل خبر يفرح البحرين وأهلها، ويؤكد سيادتها، هكذا يفعل كل مواطن محب لوطنه، أما من يغدر بوطنه، فلا بواكي عليه كأنه يغدر بنفسه.
تثبيت الحكم وحفظ البحرين كان من الله جل جلاله، هو الحافظ وهو الحامي وهو الموفق وهو الذي سخر لنا المخلصين والمحبين بالخارج والداخل، وهو الذي سخر لنا الإرادة، والقوة، والعزيمة، والأفكار، والقرارات، لندحر من يريد الغدر بالوطن.
ومن بعد توفيق الله سبحانه، فإن كل مواطن مخلص نحتاج أياديه ليضعها على السارية ليحفظ الله البحرين، ونكون مجتمعين على ذلك، حتى إن اختلفنا في أمور أخرى، أو اختلفنا في طريقة حبنا للوطن.
فرحنا نحن كشعب مؤخراً بخبر منع الخمور وإغلاق المراقص، وأقول هذا مخلص لله أولاً ومخلص لقيادتنا، الله يجعل هذه القرارات في ميزان حسنات جلالة الملك، وسمو رئيس الوزراء، وسمو لي العهد، وجعل الله هذه القرارات سبباً بأن يحفظ الله البحرين من العواصف ومؤامرات الخارج وغدر الداخل، فقد عانينا كثيراً كشعب مما ألصق بالبحرين من سمعة سيئة جراء هذه الأماكن التي كانت وصمة عار علينا جميعاً.
حبنا للبحرين وحبنا للحق يجعلنا نشد على يد قادة البلاد بأن يأخذوا الحزم في مثل قرارات (الخمور والمراقص) فكم ضيعت هذه الأماكن من شباب في مقتبل العمر، وكم فككت من أسر، وكم روح أزهقت في حوادث المرور بسبب تلك الأماكن.
ناهيك عن (مافيا) هذه الأماكن التي هي غالبيتها من لون واحد، وتفعل كل ذلك بشكل ممنهج، بينما تقوم هذه المافيا بضخ «غسيل الأموال» في أيادٍ تغدر بالبحرين، وهذه قضية خطيرة مرتبطة بالأمن أيضاً لا يجب السكوت عنها.
أقول ذلك في هذه اللحظة ذلك أني على يقين أن الأمن والأمان هما من عند رب العباد، يهبهما لمن شاء ومن أراد من عباده، وما الجيش وما الداخلية، وما الحرس الوطني، وما القوانين، إلا أسباب، لكن الأمن والأمان هما نعمة من عند الله، وأمامكم صورة الوطن العربي، جيوش كبيرة جرارة وشرطة وعتاد، كل ذلك لم يمنع القدر، ولم يمنع إرادة الله، ولم يمنع السفينة من الانقلاب.
لذلك علينا أن نحفظ أمننا أولا بأن نوقف ترخيص الدولة للأماكن المخزية التي ألصقت سمعة سيئة بأهل البحرين، من أراد أن يعصي ربه في بيته أو مزرعته فذلك شأنه، مادام قد ستر على نفسه ولم يخالف القانون، رب العباد هو من يحاسب البشر ولسنا نحن، لكن أن تكون تلك الأماكن مرخصة من الدولة، فهذه قد تجلب علينا غضب رب العباد.
الناس أصبحوا يحبون يوم الخميس كونه يسبق الإجازة الأسبوعية، والناس اليوم أحبوا يوم الخميس أكثر لعودة سمو الامير خليفة بن سلمان في هذا اليوم، فحب الناس لخليفة بن سلمان حب غير مصطنع وحب عفوي، ومواقفه الرجولية القوية والثابتة عبر تاريخ ومشوار خليفة بن سلمان في الحكم عبر تاريخ حافل وكبير، وخاصة مواقف هذا الرجل في أكبر محنه مررنا بها، كانت ومازالت تلك المواقف مصدراً لحب الناس وتقديرهم لهذا الرجل ودوره الوطني الذي شهدناه جميعاً.
وقف خليفة بن سلمان بقوة من الله صامداً قوياً ثابتاً، لم يتغير موقفه، ولم يتغير كلامه، ولم تتبدل أو تتقلب لديه الثوابت التي يؤمن بها، فقد استهدفه أناس في الداخل، واستهدفته قوى عظمى، وكان هناك من وضع خليفة بن سلمان هدفاً له في الداخل والخارج، لكن بقوة من الله وتوفيق منه رجعوا مهزومين خائبين.
خلال تواجد سموه في سفره بالخارج نشرت لسموه صورة بالبدلة، وهو جالس أثناء استقبال أفراد من العائلة المالكة البحرينية، كانت هذه الصورة جميلة وأفرحت الناس هنا، وسبحان الله من أعطى سموه هذه الهيبة باللباس الرسمي «بالبشت» وأعطاه الهيبة «بالبدلة» الجميلة الأنيقة.
حفظ الله حكامنا جلالة الملك حمد بن عيسى وسمو الأمير خليفه بن سلمان وسمو الأمير سلمان بن حمد، وأمدهم بالصحة والعافية ووفقهم وألهمهم لاتخاذ قرارات تحفظ البحرين وأهلها، ووفقهم لقرارات تجعل معيشة أهل البحرين أفضل.
** ربط التصويت بـ (الإسكان والبعثات والغلاء)..!
انتشرت رسائل بين المقاطعين تقول: «إن من لا يذهب للتصويت سيحرم من علاوة الغلاء».
وأصبحت هذه الرسالة منتشرة ومخيفة للبعض، حتى أن بعضهم قال إنه سيذهب ليصوت في المراكز العامة بعيداً عن دائرته وذلك خوفاً من انتقام الإرهابيين.
أنا لا أعرف حقيقة هذه الرسالة، لكني أقول عطفاً على من يريد أن يلوي ذراع الوطن؛ على الدولة التي تمتلك القرارات وتملك كل شيء وتعطي خدماتها لمن يغدر بها، وأن تصحح بعض الإجراءات للحصول على خدمات الدولة المجانية أو منح الدولة، ومساعداتها مثل الغلاء والإسكان والبعثات..!
بمعنى أن من يصوت في الانتخابات يعطى الأولوية في الحصول على الخدمات، لا تمنع عنه الخدمات لكن الأولوية والأسبقية لمن يصوت في الانتخابات ويكون جوازه مختوماً بختم آخر انتخابات وبالتاريخ، فيعرف إن كان من المشاركين أو الذين يمتنعون عن الحق الدستوري..!
ومن لا يكون جوازه مختوماً بآخر انتخابات لا يحصل على الأسبقية في الإسكان وفي البعثات وفي معونة الغلاء.
كما أن أي منح أو مكرمات ستأتي لاحقاً لا يجب أن تعطي «عمياني»، يجب أن يؤخذ في الاعتبار من ليس في سجله حوادث إرهابية أو تعدٍّ على القانون، وأن تعطى الأفضلية لمن يصوت بالانتخابات، هكذا يجب أن يحدث.
الدولة «كدولة» يجب أن تمتلك كل الخيوط وكل المبادرات، وان تكون ذكية وتتخذ خطوات ضد من يريد الغدر بها، هذا حق مشروع.
لكن أن تبقى خدمات الدولة المجانية وعطايا الدولة (مثل عيش لحسين) فهذا أمر يجب مراجعته ويجب أن يوضع له حد في ظل استهداف الدولة.
ربط الخدمات بالأمن والإرهاب، وربط الخدمات بالتصويت في الانتخاب (كأفضلية) أعتقد أنه مطلب ملح اليوم، ويجب أن يخرج فيه قرار سريع وأن ينظر في جوانبه القانونية.
أو على الأقل أن يطبق فعلياً دون قرار مكتوب، وأعتقد أن هذا أفضل.