الرأي

الدعاية الانتخابية بدأت مبكراً!

الدعاية الانتخابية بدأت مبكراً!




يبدو أن حمى الانتخابات النيابية والبلدية قد بدأت دعايتها مبكراً لدى الكثير من المرشحين، والذين نراهم يتفننون في الوصول إلى الناخبين بشتى الطرق الحديثة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعد دعاية مبكرة تخالف القانون، وهو ما يجب أن يتم إيقافها وعدم التأثير على المواطنين واستمالتهم في الاصطفاف خلف هذا المرشح أو ذاك، فالناخب أصبح أكثر وعياً بالمرشح الأصلح الذي سيقوم بحمل الأمانة في إيصال صوته والآخر الذي يسعى للامتيازات المادية، فالكثيرون باتوا يدركون العمل الأساس للنائب في التشريع والرقابة ولا يكون دوره فقط في تقديم الخدمات التي هي من صميم عمل عضو المجلس البلدي.
إن إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري هو بحد ذاته إنجاز يضاف إلى البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة حفظه الله ورعاه، وسيقطع الباب على من كان يشكك في إمكانية المملكة في تنظيم هذه الانتخابات التي تعتبر بوابة الديمقراطية منذ تدشين جلالة الملك مشروعه الإصلاحي، وبالتالي فإن على من يهدد بمقاطعة الانتخابات وترهيب جموع الناخبين في الإدلاء بصوته الانتخابي، وهو حق من حقوقه التي كفلها له الدستور والقانون، أن يعلم بأن دعواته فاشلة كسابقاتها، حيث كانت نسبة المشاركة وعلى رغم تلك الدعوات الهدامة مرتفعة، فسفينة البحرين تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل ولن تعود إلى الوراء، ومن أراد أن يغير للأصلح لن يكون ذلك إلا من خلال المؤسسات الدستورية وليس عن طريق اللجوء إلى العنف واستخدام ورقة الشارع كأداة للضغط.
الحراك يتزايد يوماً بعد يوم؛ فمرشحو الجمعيات السياسية والأشخاص المستقلون بدأت صورهم تنشر على صفحات الجرائد بين تحالفات هنا ومنافسة هناك في الدوائر النيابية التي تعتبرها بعض هذه الجمعيات أنها حكر لها، ويبدو أن تصفية حسابات ستشهدها هذه الانتخابات، خصوصاً أنها الأولى بعد أزمة فبراير 2011، ولحد الآن المؤشرات تتجه نحو مقاطعة المعارضة في ظل أنباء تتوارد بأن هناك تعديلات في توزيع الدوائر الانتخابية، وكل تلك الأخبار ما هي إلا تكهنات فيما صدقت قد نري وجوهاً معارضة تحت قبة البرلمان كانت يوماً تدعو لإسقاط النظام، فالأيام كفيلة بأن تجعل الصورة تكتمل وتوضح خريطة الترشيحات للانتخابات.
ومع موجة انتشار صور وتصريحات المرشحين الذين أعلن البعض منهم ترشحه مبكراً ومنهم من لازال ينتظر حتي يتعرف علي باقي المرشحين المنافسين، كل ذلك لا يهم الناخب بقدر ما يهمه أن الذي سيمثله في البرلمان صادق في تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي أعلنه خلال فترة ترشحه، ولا يخلف بوعوده التي كان يوعد بها ناخبيه خلال الدعاية الانتخابية، وللأسف أن معظم النواب خلال الفصول التشريعية الثلاثة الماضية عندما فازوا بالانتخابات تنكروا لمن كانوا سبباً في وصولهم للبرلمان.
الآن وبعد انتهاء البرلمان وفض دور الانعقاد الأخير من عمر الفصل التشريعي الثالث بدأ النواب يعدون العدة من جديد ليخوضوا معترك الانتخابات للحفاظ على امتيازاتهم التي كانوا يحصلون عليها، متناسين هموم ومعاناة المواطنين إلا من رحم الله، من هنا يجب على الناخبين أن يكونوا واعين لما يدور حولهم وأن لا يدلوا بأصواتهم التي تعتبر أمانة إلا لمن يرونهم مرشحين أكفاء يخافون الله قبل كل شيء وأن يضعوا مصلحة الوطن والمواطن فوق مصالحهم الشخصية.
- همسة..
نجدد التأكيد على دعوة جلالة الملك حفظه الله وأيده للابتعاد عن انتخاب من يدعو للتراجع والتخلف والتطرف والإرهاب، فالانتخابات فرصة للتجديد والبناء ومحطة للنهوض بالحياة السياسية.