الرأي

الانتخابات النيابية.. معركة وطن

نقطة نظام


سواء كانت هناك مشاركة كاملة في الانتخابات المقبلة أو مقاطعة جزئية، ففي كل الأحوال أن الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة هي معركة وطن سينظر إليها ويتابعها النظام الدولي ككل.
إن لقاء جلالة الملك بالمحافظات الخمس، ودعوته في كل مرة للمشاركة بقوة في الانتخابات؛ سواءً بالترشح أو الانتخاب تأتي في سياق تحريض القائد لشعبه للانتصار في المعركة القادمة التي يراهن أعداء الوطن على فشلها.
ولكن السؤال؛ كيف يراهنون أو كيف يكون هذا الفشل؟ لقد قامت الوفاق باستخدام الأرقام السابقة لانتخابات 2006 للترويج عن نفسها، واستخدمت أرقاماً مغلوطة باحتساب كامل الكتلة الانتخابية التي فازت في دوائرها لتقول إنها مثل أكثر من نصف الأصوات، وفي الواقع لم تكن هذه الحسبة الانتخابية في سياقها الصحيح.
الآن إذا ما كان هناك قرار بالمقاطعة من قبل الوفاق ومن معها، فسيكون الهدف من ذلك هو إفشال الانتخابات بالطبع، أما القول أن هناك «صفوفاً ثانية» ستنزل بشكل غير رسمي لتمثل الوفاق فهذا أمر مستبعد، فالقرار إما سيكون مشاركة لتحقيق نسبة عالية أو مقاطعة لتحقيق نسبة منخفضة، وهذا ما يدعو إلى التعبئة القوية للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة وبقوة.
في كل الأحوال، إن المسألة بالنسبة للمواطن، لا يجب أن تقتصر على إحباط من أداء المجلس النيابي واتخاذ قرار بالمقاطعة، بل المسألة أكبر من ذلك، إن المشاركة في الانتخابات النيابية هي مسألة وطنية بحتة، فالصوت الواحد له وزنه وثقله في هذا المعترك، والمسألة أكبر من مسألة وقرار شخصي، وبكل تأكيد في حال شاركت الوفاق فستكون هناك فتاوى من مراجع كبرى تحث على المشاركة إن لم تكفر المقاطع.
لذلك، لا بد من نشر هذا الوعي لدى الشارع، إن مقاطعة الانتخابات بالنسبة للوفاق خيار مطروح بالفعل، بل وقد يكون قراراً منطقياً بالنسبة لها، فمقاطعتها ستمنع الفزعة الطائفية التي من الممكن أن تحقق إقبالاً على الانتخابات وتحقيق رقم مشاركة مشرف، في ذات الوقت الذي لا بد فيه من دخول مترشحين يبثون الأمل في الناس مجدداً، لا مرشحون لا يحملون برنامجاً ولا خطة، إلا الفزعة فقط.
في غضون ذلك، يبدو أن المشاورات التي تجرى خلف الكواليس آتت أكلها، حيث إن هناك تسريبات تلمح إلى وجود بعض التعديلات على الدوائر الانتخابية يصاحبها أمور أخرى قد تكون اتفاقاً لإحداث «انفراجة»، وهذا أمر غير مؤكد حتى الآن بسبب التكتم الشديد الحاصل على مجريات الحوار، إلا أن المصادر تؤكد أن المشاركة الكاملة قادمة في الطريق، وأن الاتفاق الذي جرى على وشك الإعلان عنه، وستطلق ستبدأ صفارة الانتخابات بعد رمضان مباشرة.
المعركة القادمة هي معركة تحشيد وأرقام، لذلك لا بد أن تكون هناك تعبئة من نوع آخر، وتطوير في الأداء والتنظيم من أجل تحقيق انتصار للوطن.