قوة الله أكبر منك
بنادر
الجمعة 23 / 05 / 2014
الذين أعطاهم الله القوة والمنصب والسطوة ينسون وهم يمارسونها أنها جاءت إليهم، ومن الممكن أن تذهب عنهم في أي يوم من أيام هذا العالم، دون أن يعرفوا شيئاً عن كيفية ذهابها من أيديهم، فكل ما لدينا في هذه الحياة تنتهي صلاحيته، وإن لم نستخدمه في صالح المجتمع الذي نعيش فيه سوف تنتهي صلاحيته قبل ذلك، وبصورة أكثر من فيلم سريالي.
فقبل عدة أشهر قرأت إحدى الحكايات القديمة، واستوقفتني، فأحببت أن أتشارك معكم فيها، تقول القصة:
يروى أن صياداً لديه زوجة وعيال لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابراً محتسباً، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل على هذا الحال عدة أيام، وذات يوم يئس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء فسيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعا الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جداً لم ير مثلها في حياته، فأمسكها بيده وظل يسبح في الخيال؛ ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة؟
أخذ يحدث نفسه؛ سأطعم أبنائي من هذه السمكة، سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى، سأتصدق بجزء منها على الجيران، سأبيع الجزء الباقي منها..
قطع عليه أحلامه صوت جنود الملك يطلبون منه إعطاءهم السمكة لأن الملك أعجب بها، فقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها.
رفض الصياد إعطاءهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أولاً، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة.
في القصر طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء، وبعد أيام أصاب الملك داء (الغرغرينا، وكان يطلق عليه اسم غير هذا الاسم في ذلك الزمان) فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه أن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له.
بعد مدة أمر بإحضار الأطباء من خارج المدينة، وعندما كشف الأطباء عليه أخبروه بضرورة بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها، لكنه أيضاً عارض بشدة.
بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر.. فوافق الملك، وفعلاً قطعت ساقه.
في هذه الأثناء حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون، فاستغرب الملك من هذه الأحداث؛ أولها المرض وثانيها الاضطرابات، فاستدعى أحد حكماء المدينة وسأله عن رأيه فيما حدث فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحداً؟
فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحداً من رعيتي.
فقال الحكيم: تذكر جيداً، فلا بد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد.
فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد، وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور، فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك فخاطب الملك الصياد قائلاً: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئاً.
فقال الملك: تكلم ولك الأمان.
فاطمأن قلب الصياد قليلاً وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلاً (اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه).
من هنا شخصياً لا أقوم بالدعاء على أي إنسان حتى وإن كان ظلمني، متأكداً أن دعاء أي إنسان مظلوم ضد من يظلمه سوف يتحقق في هذه الحياة، إضافة إلى القصة التي ذكرناها في الأعلى، رأيت بعيني كيف انتهت حياة الذين رفسوا النعم الكبيرة التي أعطاها الله لهم، وفرطوا فيها، ودمروا حياة غيرهم ثم حياتهم.
احذر أن تسيء إلى أي إنسان مهما صغر شأنه.. احذر من دعاء أي إنسان عليك ولا تسخر من دعوته.. قدم الخير لكل الناس كأنك تعيش آخر يوم في حياتك.
فقبل عدة أشهر قرأت إحدى الحكايات القديمة، واستوقفتني، فأحببت أن أتشارك معكم فيها، تقول القصة:
يروى أن صياداً لديه زوجة وعيال لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابراً محتسباً، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل على هذا الحال عدة أيام، وذات يوم يئس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء فسيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعا الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جداً لم ير مثلها في حياته، فأمسكها بيده وظل يسبح في الخيال؛ ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة؟
أخذ يحدث نفسه؛ سأطعم أبنائي من هذه السمكة، سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى، سأتصدق بجزء منها على الجيران، سأبيع الجزء الباقي منها..
قطع عليه أحلامه صوت جنود الملك يطلبون منه إعطاءهم السمكة لأن الملك أعجب بها، فقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها.
رفض الصياد إعطاءهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أولاً، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة.
في القصر طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء، وبعد أيام أصاب الملك داء (الغرغرينا، وكان يطلق عليه اسم غير هذا الاسم في ذلك الزمان) فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه أن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له.
بعد مدة أمر بإحضار الأطباء من خارج المدينة، وعندما كشف الأطباء عليه أخبروه بضرورة بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها، لكنه أيضاً عارض بشدة.
بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر.. فوافق الملك، وفعلاً قطعت ساقه.
في هذه الأثناء حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون، فاستغرب الملك من هذه الأحداث؛ أولها المرض وثانيها الاضطرابات، فاستدعى أحد حكماء المدينة وسأله عن رأيه فيما حدث فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحداً؟
فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحداً من رعيتي.
فقال الحكيم: تذكر جيداً، فلا بد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد.
فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد، وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور، فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك فخاطب الملك الصياد قائلاً: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئاً.
فقال الملك: تكلم ولك الأمان.
فاطمأن قلب الصياد قليلاً وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلاً (اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه).
من هنا شخصياً لا أقوم بالدعاء على أي إنسان حتى وإن كان ظلمني، متأكداً أن دعاء أي إنسان مظلوم ضد من يظلمه سوف يتحقق في هذه الحياة، إضافة إلى القصة التي ذكرناها في الأعلى، رأيت بعيني كيف انتهت حياة الذين رفسوا النعم الكبيرة التي أعطاها الله لهم، وفرطوا فيها، ودمروا حياة غيرهم ثم حياتهم.
احذر أن تسيء إلى أي إنسان مهما صغر شأنه.. احذر من دعاء أي إنسان عليك ولا تسخر من دعوته.. قدم الخير لكل الناس كأنك تعيش آخر يوم في حياتك.