الرأي

هوية تجارية.. قصة قصيرة من كواليس انتخابات 2014

نبضات




نظر إليَّ بدهشة بعد أن جلست على أحد الكراسي المخصصة لتجميل الزبائن وتزيينهم، ثم أشار إلى أحد المحلات القريبة ليخبرني بأن هناك صالون تجميل نسائي عند ناصية الشارع، ظناً منه بالتباس الأمور عليّ.. لكن «بيا» لم يكن يدرك ما أريد. فإني دخلت لصالون الحلاقة الرجالية بوعي كامل لمجريات الأمور.
زاد من دهشته تلك النظرة الحائرة وأنا أقلب بصري على صور معروضة لآخر تقليعات الموضة، ولكم كان مفزعاً لـ «بيا» وقوع أصبعي على تقليعة اخترتها عرضت في صورة رأيتها على الطاولة أمامي، عرفت أنها الأكثر رواجاً في موسم الانتخابات؛ فقد طلبت من «بيا» لحية تليق بدخولي المعترك السياسي وتوصلني تحت قبة البرلمان.
لكنه رد لي الدهشة بالدهشة عندما أخبرني بالأسعار التي وصلت إليها اللحى في هذا الموسم الساخن، ثم ما لبث أن ألحقها بدهشة ثانية عندما بدا يعاملني كمدير لحملتي الانتخابية القادمة. باعتقادي.. لقد أعطى نفسه الحجم الذي يستحقه لما سيقدمه لي من خدمة ستدر عليَّ أرباحاً كبرى لأربع سنوات قادمة ومن يدري.. ربما أكثر!! فضلاً عن امتيازات عديدة وواجهة اجتماعية خاصة. «أوكي «بيا» ركب اللحية.. توكلنا على الله».
ومنذ أن خرجت من باب صالون الحلاقة الرجالية ويا سبحان الله.. لساني «أوتوماتيكياً» لهج بالذكر والدعاء وأصبحت «مطوعة».
وإني لأصدقكم القول فإني أرى كرسي في البرلمان يلمع من بعيد، وكلي ثقة أني سأفوز حتى لو رشحت نفسي في المحرق أو الرفاع لهيبة «لحيتي الغانمة». وأن الله سيوفقني إلى المجلس بعد الاستخارة والاستشارة والعودة لمرجعياتي أصحاب القرار والأمر والنهي.
- انفجار النبض..
خروجاً عن الكواليس.. أعجبني قول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: «إذا وجدتم رجل الدين يستميت على المنصب فلا تولوّه». وباعتقادي فإن الطامة الأكبر من دخول رجال الدين، منتحلي الهويات الدينية التجارية.
ترى.. أيستجيب مجتمعنا لمثل هذه المواعظ أم إن ديدن أبنائه الجهل والتطرف والفتن؟! نتائج انتخابات هذا العام حتماً ستكون حكماً وشاهداً على ما بلغه البحرينيون من وعي.
يا الله.. يا الله.. يا الله.. لا تخيب ظني بشعب البحرين. ولا تجعلنا «فرجة» تضحك على جهلنا الأمم.