الرأي

.. ولكم الخيار

.. ولكم الخيار


لم تدرب أمريكا سنة لبنان لمواجهة حزب الله ولم تدرب أمريكا سنة العراق لمواجهة المليشيات الشيعية، كما لم تدرب الأهوازيين لمواجهة بطش النظام الإيراني، فقط تدرب أمريكا المليشيات الشيعية في كل مكان، وها هي اليوم ستدرب ما تسميهم بالثوار المعتدلين في سوريا، ليس لمواجهة النظام السوري، بل على حد زعمها لقتال «داعش». حيث صرح مسؤول أمريكي كبير -حسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط- «إن أمريكا لا تتوقع من المقاتلين السوريين الذين تعتزم تدريبهم لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية أن يقاتلوا أيضاً قوات بشار، لكنها تراهم جزءاً مهماً من حل سياسي لإنهاء الحرب»، لذلك نرى جميع الخلايا الإرهابية الشيعية تعلن حربها على أنظمة دولها، حرباً علنية تعدت المرحلة الإعلامية لتدخل في مرحلة المواجهة والصدام كما حدث في اليمن ويحدث في السعودية والبحرين.
ونسأل هنا؛ أليس تدريب أمريكا لمقاتلين معتدلين لقتال «داعش» دليلاً بأن الجنود الأمريكيين ليس لديهم قدرة على القتال، وذلك لتدني حالتهم النفسية إلى معدلات الجنون والهيستريا؟ وقد ظهر ذلك جلياً في الممارسات التي قام بها الجنود الأمريكيون في العراق والذي أظهر عجزهم العقلي، وكان سجن أبو غريب أكبر شهادة على تحطم نفسية الجنود الأمريكيين الذين اعتمدوا على الكلاب لمواجهة أهل السنة حتى داخل السجون، ثم أليست جرائم الاغتصاب التي قام بها جنودهم في حق أهل السنة دليلاً آخر على انحلالهم نفسياً وتحطمهم عقلياً؟ فغالباً ما يكون الاغتصاب إشارة على المعاناة من مرض نفسي أو تفريغ من معاناة الكبت، خاصة عندما لا يكون مسموح للجندي الأمريكي التعبير عن إرادته، بعد أن يجرهم البيت الأبيض من رقابهم لخوض حروب يعرفون أنهم قد لا يعودون منها إلا أشلاء في توابيت.
ثم أليس تدريب مقاتلين سوريين لقتال ما يسمى «داعش» دليلاً بأن أمريكا يئست من حزب الله والحرس الثوري الإيراني لمواجهة الثوار السوريين، ودليل ذلك تقرير يقول إن «الخسائر التي يتكبدها حزب الله باتت تشكل هاجساً يؤرق مضاجع قادة الحزب، وستضع قيادته تحت ضغوط رهيبة، لا سيما بعد انخفاض الروح المعنوية للمقاتلين، مما دفع أمين عام الحزب للذهاب إلى مناطق العمليات في القلمون لبث الحماس في نفوس مقاتليه».
إذن أمريكا بذلك تعترف بتفوق القدرات السنية في العراق وسوريا وحتى لبنان والبحرين على قدرات المليشيات الإيرانية، وكذلك قدرات القوات الأجنبية ومنها بالأخص الأمريكية، ولذلك تعتمد اليوم على لعبة مواجهة السنة بالسنة، وهو ما تفعله في سوريا وفعلته قبل ذلك في العراق بمشروع «الصحوات» التي وجهتها للقضاء على المقاومة العراقية، وهي ذات الاستراتيجية التي تعتمد عليها اليوم في البحرين.
ها نحن نسمع اليوم من المحسوبين على أهل السنة، ومنهم ما يطلق عليه «ائتلاف شباب الفاتح»، كذلك بعض الشخصيات في بعض الجمعيات، خاصة الجديدة التي تأسست مباشرة بعد المؤامرة الانقلابية؛ أي أنها تختار تلك الشخصيات التي لديها نزعة للمناصب والشهرة والتكسب، فالاستراتيجية لا تقضي دائماً المواجهة بالسلاح؛ بل هي حسب الظروف السياسية لكل دولة.
في البحرين تعتمد اللعبة الأمريكية اليوم على شق الصف السني، وها نحن نسمع أحد المنافقين يقول إن «قطاعات واسعة من أهل السنة سيقاطعون الانتخابات»، لذلك من الواضح أن أمريكا تعتمد في لعبتها بالبحرين على تصفير صناديق الانتخابات، وهو ذات الهدف الذي تسعى له الوفاق بالتعاون مع بعض المنافقين الذين جندتهم أمريكا كما جندت «الصحوات» في العراق، واليوم تجند بعض من أهل سوريا لمواجهة الثوار بعد أن فقدت أمريكا الأمل في أن ينجز عملاؤها أي تقدم في المواجهة العسكرية مع أهل السنة.
نعم أمريكا أيضاً تفقد ثقتها في قدرة الوفاق على إسقاط النظام رغم الدعم الكبير الذي حصلت عليه، وتفقد ثقتها في حزب الله وفي المليشيات الشيعية في العراق، كما تفقد الثقة في جنودها لمواجهة الإرادة السنية بعد أن أصبحت القضية بالنسبة لهم قضية مصيرية تنتهي معها حب الدنيا وملذاتها وتهون لديهم النفس والمال والولد في سبيل الدفاع عن أمتهم.
- إلى شعب البحرين..
اليوم تراهن عليكم القوى الضالة الخاسرة، وتظن أن جمعكم تفرق وأنكم انضويتم تحت ولاية الفقيه، وأن هناك من سيقبض ثمن فصلكم عن دولتكم لتستفرد بكم أمريكا وإيران فيجعلوكم تحت أمرة ميلشياتهما فتصبحوا عبيداً تقبلون أقدام مراجعهما بعد أن كنتم أسياداً لم يطأ رأسكم أرضاً إلا سجود لله، ولكم الخيار بين أن تكونوا عبيداً أو أسياداً.