الرأي

هذا الذي كنا ننتظره..!

أبيض وأسود











إن كانت هناك من تسمية حقيقية لما مررنا به، وما زلنا، منذ أحداث 2011 وحتى اليوم، فإنها كانت (حرب حقيقية) تعرض لها الوطن بدءاً بمرحلة ركوب موجه ما يسمى «بالخريف» العربي وصولاً إلى مرحلة الانقلاب، وما صاحب هذه المرحلة من حرب حقيقية على أهل البحرين ورجال الأمن.
الحرب لم تنته بعد؛ غير أن من بدأ الحرب وظن واهماً أنه سينتصر يعاني من ويلات الهزيمة والنفس التي تنازع، حتى وإن أظهروا غير ذلك، وحتى وإن حدثت عمليات إرهابية جديدة، هذا لا يغير من واقع الهزيمة.
المنعطف الذي مررنا به كان خطيراً وكان يتطلب حكمة بالغة وبعد نظر، من بعد التوكل على الله، فقد اتخذت قيادة البلد قرارات حاسمة في توقيت خطير جداً، ونحمد الله أنه وفق جلالة الملك حفظه الله ورعاه إلى اتخاذ قرارات حاسمة قوية وبعيدة النظر أدت إلى إفشال المخططات الخارجية والداخلية معاً، وهذا بفضل من الواحد الأحد.
منذ ذلك الوقت ورجال الأمن يتعرضون لحرب حقيقية؛ تفجيرات وقنابل، مولوتوف وحرائق، كمائن وأسياخ حديدية، حتى أصبحت أعداد مصابي رجال الأمن تظهر حجم الإرهاب والعنف والاستهداف الذي يتعرضون له.
زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى -حفظه الله- بمعية سمو ولي العهد إلى كلية الأمن العام يوم الأربعاء الماضي كانت زيارة أبوية رائعة، فقد سعدنا بها كمواطنين وسعد بها رجال الأمن وفرحوا.
مثل هذه الزيارات ترفع الروح المعنوية وتجعل رجال الأمن يشعرون أن الرجل الأول فيها يأتي إليهم ويقدم لهم الدعم المعنوي، ويخصهم بكلمات أبوية ومشاعر فياضة.
كنا ننتظر ونطالب منذ أن بدأت حرب الإرهاب أن يتم النظر إلى أسر الشهداء وإلى المصابين من رجال، فهؤلاء يقدمون تضحيات عزيزة وكبيرة من أجل أمن البحرين، وبفضل الله فقد تفضل جلالة الملك حفظه الله بمنح وسام الواجب العسكري إلى شهداء الواجب وهذه لفتة جميلة.
وأمر جلالته بترفيع المصابين بعاهات مستديمة وقام بالسلام عليهم، فمن يضحي من أجل أمن الوطن يستحق الكثير، ويجب أن لا تبخل عليه الدولة بالتكريم والعلاج بالداخل أو بالخارج.
أيضاً جاء أمر جلالة الملك بإنشاء مركز صحي متطور لرجال الأمن كخبر مفرح لرجال الأمن، ونأمل أن يتطور موضوع المركز الصحي المتطور ليصل الى إنشاء مستشفى كبير متخصص لرجال الأمن أسوة بالدول المتقدمة، وأن يكون به أقسام متخصصة بالحروق وعلاج الإصابات وأن يجلب له أطباء أكفاء من الخارج، خاصة أن رجال الأمن يعانون إذا أرادوا العلاج في مستشفيات كبيرة بسبب طائفية تلك المستشفيات، وبسبب الاستيلاء على وزارة الصحة والمستشفيات، وهذا من أكبر أخطاء الدولة التي أدت إلى الانقلاب..!
زيارة جلالة الملك وسمو ولي العهد حفظهما الله لكلية الأمن كانت بمثابة التكريم لكل رجال الأمن، وتكريم للرجل الفاضل الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفه وزير الداخلية، ونحن كشعب لا ننسى وقفة الشيخ راشد بن عبدالله كوزير للداخلية في أصعب ظرف تمر به البحرين في التاريخ الحديث، فقد وقف وقفة رجال حقيقيين وهذا ليس بمستغرب من هذا الرجل المحب لكل أهل البحرين.
ما نطالب به كمواطنين اليوم هو أن يطبق القانون على الإرهابيين ومن يدعمهم ويمولهم، وأن تعود لرجل الأمن هيبته في الشارع، وهذا لن يأتي إلا بتطبيق القانون والحزم مع الإرهابيين والمحرضين من فوق المنابر، والذين يمولون الإرهاب، وكلهم وجميعهم تعرفهم الدولة حق المعرفة.
ما نراه اليوم من تجاوز للقانون ونشر الأوشحة والأعلام السوداء في الشوارع والمدن والقرى يتطلب من الداخلية أن تتخذ خطوات حازمة ضد أي تجاوز للقانون، وإلا سترفع الأعلام السود في كل مكان وهذا لا يقبله المواطنون والمقيمون.
زيارة جلالة الملك وسمو ولي العهد لرجال الأمن كانت رائعة وفي توقيت جميل، وتعبر عن رعاية الأب لأبنائه، وتجعلهم يدركون أن رأس الدولة يقدرهم ويقدر دورهم وتضحياتهم.
أتمنى أن يتم بحث ما يحتاجه رجال الأمن في الميدان من معدات تقنية حديثة تساهم في حفظ الأمن المجتمعي، وتساهم في حفظ سلامتهم من الإرهاب، وتساهم في تعقب والقبض على الإرهابيين، طالبت بذلك ذات مرة، ونضع هذا الاقتراح أمام الدولة، وأمام الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله.