الرأي

«عطوني كاميرا مع طشت الثلج»..؟

أبيض وأسود

ما إن يأتي شهر أغسطس، حتى أبدأ في طرح السؤال الذي أسأله كل عام «متى يطلع نجم سهيل»..؟
وفي كل عام تقريباً، يظهر نجم سهيل بحسب المعلومات العملية التي يزودنا بها الدكتور وهيب الناصر -جزاه الله كل خير- في تاريخ 24 أغسطس، وأنا من الناس الذين يظنون أنه ما إن يظهر نجم سهيل حتى «يعتدل الجو»، وفي كل مرة أجد أن الرطوبة زادت، وأن الحرارة لم تهبط، أو أنها تهبط ظاهرياً، لكن الشعور بالحرارة يزداد أكثر من ذي قبل.
«حتى أنت يا سهيل طلعت مواعيدك سراب»؛ لكن كما يقول الأولون إن الظل يزيد والماء يبدأ بالبرود تدريجياً»، والأولون يقولون أيضاً: «إذا دخل سهيل بالشمال، فهذه بشارة طيبة بتغير الجو بشكل أسرع من لو دخل بحرارة ورطوبة».
تنتشر اليوم ظاهرة تقليد الغرب في سكب دلو الماء المثلج، والتي ظهرت في أمريكا، ودلو الماء المثلج ممكن هذه الأيام في أغسطس، لكن هذا الأمر غير ممكن في ديسمبر مثلاً.
وها نحن نرى أننا نقلد الغرب في كل شيء، سواء كان صحيحاً أو خطأ، ومع عميق الأسف نترك تقليدهم في الأمور العلمية والصناعية وعلوم الفضاء وفي الحضارة، ونقلدهم في أتفه الأمور.
قبل خمسة أعوام تقريباً كنا نعلب مباراة كرة قدم واشتد التنافس بين فريقنا والخصم، وقبل نهاية المباراة سجل أحد الزملاء في فريقي هدفاً، وقام بحركة غريبة فرحاً بالهدف استنكرها الجميع، فقد فعل حركة الثالوث التي يفعلها لاعبو أوروبا وأمريكا الجنوبية، ذهبنا وكلمنا الأخ فاعتذر واعترف بخطئه، وقال فعلت ذلك بشكل لا إرادي ولا أعني ذلك، أنا أصلي وأصوم لكني أخطأت.
لكن هذا يظهر مدى تأثير المشاهد على الشباب، وكيف تخزن هذه المشاهد في اللاوعي، أو اللاشعور..!
الشيء بالشيء يذكر؛ اليوم وفي هذا الحال الذي نحن عليه، او ما يسمى بحالة الجمود التي نحن بها كشعب ودولة، نقول من الذي سكب على رأسنا دلو الثلج؟
لكن هناك شعوراً لدينا أن دلو الثلج الذي سكب على رأسنا لم يكن منشطاً، نشعر أن هناك فتوراً، وهناك برود، وهناك شيء من الخمول (يمكن الرطوبة مؤثرة) أو ربما يشعر بعض الوزراء الذين أدركوا أنهم مغادرون خلال التشكيل الوزاري القادم بحالة من الفتور، رغم أن كل شيء في البحرين وراد حتى اللحظة الأخيرة، ويجب على المسؤولين ألا يصابوا بهذه الحالة من الفتور، البلد تحتاج إلى عمل ونشاط، وعلى الوزير أن يقوم بواجباته حتى آخر يوم، فهو يخدم البحرين وأهلها، وهو يقدم مجموعة إنجازات للدولة ولجلالة الملك وللحكومة الموقرة حفظهم الله جميعاً.
بصراحة (ذبحتونا بساحل البسيتين) كل يوم تنشرون الخبر.. (درينا.. والله العظيم درينا) لكن هذا الساحل هل هو كافٍ، أرقام مساحة الساحل مختلفة من خبر إلى آخر، البعض نشر أنه بطول كيلو نصف، وفي خبر آخر نشر أنه بطول كيلوين ونصف، لكني أعتقد أن الناس تستاهل أكثر من هذه المساحة.
حين كتبت عن موضوع السواحل قبل فترة اقترح علي بعض الإخوة ان تكون هناك رسوم رمزية على الدخول، فأهل البحرين لا يستطيعون الذهاب إلى هذه السواحل. كما يجب أن تفرض غرامات على أي شخص يلقي الأوساخ في المكان الذي يجلس فيه، فما نراه من أوساخ في المماشي والمنتزهات يفوق الوصف، وهذا لا يحل إلا بالغرامات.
قلنا ونقول ونعيد لعل في الإعادة إفادة؛ على الأقل.. اتركوا نصف السواحل للناس، (راعي النصيفة سالم) والله الناس ستقبل بالنصف في موضوع السواحل، على أن تقام عليها مشاريع محترمة متقدمة تماثل المشاريع في دول الجوار، فأغلب مشاريع السواحل تكون دون المستوى وبخدمات متدنية، ولا يوجد بها ما يحتاجه المواطن من خدمات وألعاب وساحل رملي للسباحة وألعاب مائية، أو حتى السائح لا يجد فيها ما يغريه بالذهاب إلى هذا الساحل، فالذي في بلده أفضل منه بكثير وبمساحات كبيرة.
كما يقول الإخوة المصريون «هريتونا» بمشروع ساحل البسيتين، لكن ما هو هذا المشروع، وما هي خدماته، وهل يضاهي المشاريع المحترمة المتميزة، أم هو مثل أي مشروع بلدي، بهرجة وكلام، وفي الواقع يكون الساحل دون المستوى بكثير، وحال منتزة عذاري أمامكم..!
وكيل وزارة البلديات قال إن ميزانية النظافة سترتفع إلى 30 مليون دينار..!
30 مليون دينااااار... الله، يا كبرها عند الله..!
هذي تكفي لتنظيف ساحل الخليج من الكويت إلى عمان، الوكيل قال إن السبب في الزيادة يعود الى توسع الرقعة العمرانية (اشدعوة هذي الرياض مو البحرين)..!
12 مليون دينار فارق بين آخر ميزانية للنظافة وبين الميزانية الحالية، هل يعقل هذا الأمر؟
ألا يوجد من يدقق ويحاسب؟
وكأننا نلقي بالملايين في مكب النظافة..!!
ما في فايدة.. «أقول يا جماعة.. عطوني كاميرا مع طشت الثلج.. أنا ومريام بلا نظافة بلا ميزانيات»..!!