الرأي

أتلتيكو مدريد.. يتحدى

عالمي



أسابيع قليلة مضت على نهائي دوري أبطال أوروبا بين بطل الكأس العاشرة ريال مدريد وبطل اللاليغا أتلتيكو مدريد. لقاء مازال عالقاً في الأذهان بالأخص لمحبي الريال بعد شوق وانتظار للظفر بالكأس العصية في مباراة مجنونة حبس أنفاسها الأتلتي القوي.
تكررت المواجهة بين قطبي مدريد الأسبوع الماضي في مباراتي بطولة كأس السوبر الأسباني الذي فاز به الفريق الأجدر أتلتيكو مدريد. بطولة لخصت لنا قوة الأتلتي وفلسفة مديره الفني دييغو سيميوني في إدارة فريقه بلقائي الذهاب والإياب، وبينت أيضاً لأنشيلوتي أخطاءه بالذات في التعامل مع مجريات لقاء الإياب من ناحية التوظيف والتغيير.
على ملعب السنتياغو بيرنابيو في لقاء الذهاب، لعب الأتلتي بأسلوب دفاعي واضح يعتمد على الارتداد للثلث الدفاعي بتقارب الخطوط، تصغير المساحات وإغلاق الأطراف مع الاعتماد على المرتدات وسلاح الكرات الثابتة فنجح في الخروج بتعادل ثمين جداً مكنه من فرض أسلوبه في لقاء الإياب على ملعبه الصعب عندما رأينا كيف تعامل دييغو سيميوني مع اللقاء واستطاع الفوز على ريال مدريد بأسلوب هجومي مختلف اعتمد على اللعب المباشر بداية المباراة وبناء الهجمات عن طريق التمرير خاصة في الشوط الثاني. أما في التحول الدفاعي فكان الأسلوب مختلف عن المباراة الأولى فقد خنق سيميوني فريق الريال عن طريق الضغط المبكر وبأكثر من لاعب في كل أرجاء الملعب وكذلك بعمل أخطاء تكتيكية في حال لم تنجح عملية الضغط، لذا لم يجد الفريق الملكي الوقت والمساحة لبناء الهجمات كما في المباراة الأولى مما أفقده التركيز والفشل في كسب الصراعات الثنائية.
أظن أن أنشيلوتي لم يحسن قراءة المباراة الثانية بالتحديد بعد حالة الاطمئنان على أداء الريال في اللقاء الأول. صحيح أن السيطرة كانت بنسبة كبيرة جداً للملكي بحكم أن اللقاء كان في معقل الملوك لكنه لم يقدر قيمة الأتلتي بالقدر الكافي، وبأن لدى سيميوني لاعبين أصحاب قدرة فنية ومرونة تكتيكية عالية قادرين على جعل الأمور أصعب على الريال في لقاء الإياب، خاصة في ظل عدم جهوزية أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو وأيضاً بالتبديل الخاطئ لتوني كروس وخاميس رودريغيز في الشوط الثاني. لذا على أنشيلوتي إعادة ترتيب الأوراق خاصة في وسط الملعب، وأعتقد من وجهة نظري المتواضعة جداً أن أفضل شراكة في وسط ملعب الريال هي مودريتش وكروس لعمل الزيادة العددية، الحلول الهجومية في التسديد وعمل التمريرة الأخيرة للمهاجمين ومن أمامهم خاميس لإجادته في اللعب بين خطي الدفاع والوسط للفريق الخصم مع عدم الإغفال أن الملكي في حاجة لمهاجم قوي فنياً وبدنياً يستطيع التعامل مع نوعية دفاع الأتلتي.
سيميوني أعطى إنذاراً للكل بأن أتلتيكو مدريد خصم شديد المراس وسيكون منافساً شرساً على بطولة اللاليغا ودوري الأبطال كما حصل الموسم الماضي.