ما لا يتعلمه جهلة الدين
بنادر
السبت 23 / 08 / 2014
قبل عدة أيام تواصلت مع رسالة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من صفحة مازن رضا، وقفت أمامها متأملاً، وقلت في نفسي؛ هل بعد أكثر من 1400سنة، لم نتعلم معنى الدين الإسلامي، في كونه يحمل أسمى معاني السلام، ولم نعرف سنة نبينا الكريم الذي جاء ليبلغ رسالته السماوية إلى كل أهل الأرض، رسالة من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بتاريخ 620 م إلى الكنيسة: «هذه الوثيقة مستخرجة من دير كنيسة جبل سيناء وهي عبارة عن رسالة من رسول الله محمد بتاريخ 620م إلى الكنيسة حمّلها رسوله علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتعهد فيها بحماية المسلمين للمسيحيين ورعايتهم وضمان حرية العبادة والدعوة إلى دينهم».
وقد أثبتها عام 1517م السلطان العثماني سليم الأول.. واحتفظ بالمخطوطة في خزانة المملكة في القسطنطينية.
جاء في الوثيقة: «هذا كتاب محمد بن عبدالله، عهداً للنصارى، أننا معهم قريباً كانوا أم بعيداً، أنا وعباد الله والأنصار والأتباع للدفاع عنهم، فالنصارى هم رعيتي! والله لأمنع كل ما لا يرضيهم، فلا إكراه عليهم، ولا يُزال قضاتهم من مناصبهم ولا رهبانهم من أديرتهم.
لا يحق لأحد هدم دور عبادتهم، ولا الإضرار بها ولا أخذ شيء منه إلى بيوت المسلمين. فإذا صنع أحد غير ذلك فهو يفسد عهد الله ويعصي رسوله.
وللحق أنهم في حلفي ولهم عهد عندي أن لا يجدوا ما يكرهون.. لا يجبرهم أحد على الهجرة ولا يضطرهم أحد للقتال بل يقاتل المسلمون عنهم.
إذا نكح المسلم النصرانية فلا يتم له ذاك من غير قبول منها.. ولا يمنعها من زيارة كنيستها للصلاة.. كنائسهم يجب أن تُحترم، لا أحد يمنعهم من إصلاحها ولا الإساءة لقدسية مواثيقهم.. لا يحق لأي من الأمة (المسلمين) معصية هذا العهد إلى يوم الدين».
إن نظرة واحدة لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تخبرنا عن المعاني الإنسانية الكبيرة، والتي يحملها في كل آية من آياته وفي كل كلمة من كلماته، وفي كل حرف من حروفه التي يجهلها المتشدقون باسم الدين الإسلامي، بحيث يقتلون كل من خالفهم في الدين والمذهب واللغة واللون والجنس.
إن ما نراه الآن أمامنا من قتل وذبح وسبي وتشريد للآخرين، والذي يقوم به كفرة القرن الواحد والعشرين باسم الدين الإسلامي، ما هو إلا تشويه مقصود لأعظم الديانات المساوية عبر مجموعة فاسدة في روحها، مفسدة في كل تصرفاتها وأعمالها.
اللهم احمنا من هذا النمط من المفسدين في الأرض والذين يحولون الحياة إلى مستنقع، يحتاج الكثير من الوقت لردمه وإعادة بناء الحياة من جديد.
أقول متى يتعلم هؤلاء روح الدين الإسلامي غير المحدودة في الزمان والمكان؟ متى يتعلمون من سماحته المفتوحة على المحبة النور والسلام لكل ما فوق الأرض؟ متى يتعلمون من أقوال وأفعال وسلوك وشخصية النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم؟