الرأي

«الفكر الصبياني»..!

أبيض وأسود



تشكل مواقف الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي صفعة كبيرة للجمعيات الانقلابية الطائفية، لم تقتصر الصفعات التي تلقتها الوفاق على الداخل، وعلى كارثة مقاطعة الانتخابات، رغم أنهم يريدون المشاركة في قرارة أنفسهم، فما أعلنه الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى بريطانيا وأمريكا، وكذلك موقف روسيا من الانتخابات البحرينية شكل أكبر الصفعات على وجه الوفاق.
أكثر ما كانت تستقوي به الوفاق والأقزام الصغار هو الغطاء والدعم الخارجي -إيران، الغرب وأمريكا، والمنظمات الدولية- غير أنهم اليوم أمام واقع حقيقي معاش وهو أن الجهات المعنية رفعت الغطاء عن أغلب مواقف الوفاق، فانكشفت عورة الوفاق، وأصبحت كجمعية في حالة يرثى لها، أصبحت بين نارين كل نار فيها ستحق الوفاق والأقزام أكثر.
قلت بالأمس إن القناعة داخل من يقودون الجمعيات هي المشاركة في الانتخابات حتى لا يتم تفويت فرص كبيرة من الداخل، لكنهم أمام موقف عصيب جداً، فإن شاركوا هذه المرة لا يعرف بماذا سيقذفهم الشارع، من بعد الحجارة ومسيلات الدموع التي رمي بها أعضاء الوفاق في النويدرات (مثلاً).
حالة الانفصام في الشخصية محرجة جداً للوفاق، فهم اليوم يقولون بينهم وبين أنفسهم؛ ماذا سنفعل في أربعة أعوام قادمة؟
كيف سنتعامل مع الداخل؟
كيف سنتعامل مع الخارج؟
من الذي سيستقبلنا من بعد رفع الغطاء عنا؟
خطبنا ود الشارع، لكن فقدنا كل شيء في البرلمان وعند أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا..!
أضحكني كثيراً ما تلفظ به رضي الموسوي ممثل الوفاق في وعد، حين قال في بيان المقاطعة عبارة «نعلن أمام العالم» وظننته خطاب هتلر حين سلم بالهزيمة مخاطباً العالم..!
أنتم «قرقعة في فنجان»، أي عالم هذا الذي تتكلم عنه؟
من الذي عرف أنكم قاطعتم أو شاركتم؟
كنتم تعولون على موقف أمريكا من بعد أن أصابتكم (حالة الانشكاح) حين ذكر أوباما اسم الوفاق في خطابه، وظننتم أنكم منتصرون، وأن أمريكا ستدفع بثقلها من أجلكم، وكأن أمريكا تنقصها الملفات والقضايا والأزمات.
(وايد ضحكني نعلن أمام العالم) وهذا يظهر أيضاً تضخم في الحالة الوفاقية، هم يشعرون أن الناس والعالم أجمع ينتظرون خطابهم ومؤتمرهم الصحافي، وأن القنوات العالمية ستنقل مؤتمرهم (دنتوا مسخرة والله) وأنتم في واقعكم أكثر ما تستطيعون فعله هو الإرهاب ودعم الإرهاب، ومسيرات في شوارع لا يدري عنها أحد في قراكم.
الوفاق تبنت موقف الشارع المتشدد، بينما هناك شارع كبير في القرى يريد أن ينتهي من هذه الأوضاع التي ضيعت مستقبل أبناء القرى، يريدون أن يكون هناك حل من خلال المشاركة ووضع نهاية لمأساة أربعة أعوام، ملوا من حالة عدم الأمان وانفجارات القنابل والسلندرات، ملوا من تفويت الفرص بعقليات الأطفال التي تقود جمعيات بعينها.
الوقع المعاش اليوم يقول إن الوفاق كل ما مر الوقت أصبحت تتقهقر أكثر وتنهزم أكثر، ويرفع عنها المؤيدون يدهم في الداخل والخارج.
فموقف علي فخرو، وموقف مجيد العلوي، موقف آخرين كثر صارحوا الوفاق بخطأ موقفهم كل ذلك يظهر أن هناك حالة عامة من رفع اليد عن توجهات الوفاق الصبيانية، والتي لا ترقى إلى الفكر السياسي بعيد المدى.
فكرة علي فخرو من نقل الصراع من الشارع إلى البرلمان أصابت الوفاق بالإحباط، كيف تخلى عنا علي فخرو؛ ألم يكن معنا؟
بينما المنطق والعقل (حتى وإن اختلفنا مع علي فخرو) يقول إن كلامه عقلاني، من أراد أن يحقق أمراً فليدخل من خلال المؤسسات الدستورية الشرعية ويغير من هناك، فإن غير ما نسبته 2% مثلاً، فهذا يعني أن هناك تقدماً، وأن الـ 2% بالإمكان أن تصبح 8% مستقبلاً.
هكذا هو النهج السياسي الذي يواجه من الداخل ويبني من الداخل ويعد من الداخل.
وذات الأمر حدث مع مجيد العلوي، فبعد ما قاله العلوي عن موقف الوفاق الذي لا يرقى إلى فكر الجمعيات السياسية الواعية، هاجمه خليل مرزوق ووصفه بأنه يبحث عن منصب..!
حتى رد خليل مرزوق (كان صائباً أو مخطئاً) إنما هو رد بعيد عن مواجهة الرأي بالرأي، وذهب إلى شخصنة الموضوع.
لم يأت وقت على الوفاق والأقزام أقسى من هذا الوقت، فكلما فوتوا فرصة أمامهم تذهب عنهم هذه الفرصة، ويأتي مكانها ما هو أدنى منها بكثير، وهذا هو مسلسل الانحدار منذ 2011 حين أرادوا مجلساً تأسيسياً يضع دستوراً جديداً حين أخذتهم نشوة دوار الـ (.....) وإلى اليوم حين رفعت الدول الكبرى يدها عنهم وتركتهم دون اكتراث، من بعد ما وجدت هذه الدول، أن «الفكر الصبياني» يقود جمعيات سياسية لا تتعلم من التجارب، وليس لديها فكر سياسي حقيقي ولا تتعامل مع الواقع بصورة عقلانية، بعيداً عن الأحلام التي لا تتحقق..!
- رسالة إلى شركة بتلكو
وصلتني شكاوى كثيرة تتعلق بقسم البرقيات بشركة بتلكو، فقد اشتكى أناس كثر من تأخير توصيل البرقيات، ومنها برقيات أرسلت إلى سمو رئيس الوزراء، وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد، وقال الشاكون إن هناك أزمة حقيقية في هذا القسم، ويبدو أن شركة بتلكو أصيبت بالشيخوخة في خدماتها.
لم يتعلق الأمر بالشخصيات الهامة وحسب، فقد وصلتني شخصياً برقية عزاء في والدي رحمه الله من جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله بعد 12 يوماً من وفاة والدي، وكذلك برقية وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
فهل يعقل أن تصل برقية عزاء بعد 12 يوماً من يوم الوفاة؟
إلى هذا الحد وصلت خدمات بتلكو في قسم البرقيات؟
هذا الموضوع يحتاج إلى تحقيق كبير، وإلى محاسبة قوية، سمعة الشركة على المحك، وظننا أن برقيات المواطنين تتأخر، وإذا ببرقيات قادة البلد لا تصل إلى من أرسلت إليهم إلا بعد 12 يوماً.. هذه مهزلة يا بتلكو..!