الرأي

«تبط عينها بصبعها»..!

أبيض وأسود










أعرف أن موجة الاهتمام محلياً تتجه نحو الانتخابات، وقد كتبنا في موضوع الانتخابات ما وجدنا أنه يستحق الطرح خلال الأيام الماضية.
غير أن هناك ضغطاً كبيراً علينا من قبل الناس لفتح ملف الإسكان ودمج الراتبين، وإلى قضية لا تقل أهمية وحساسية عن قضية دمج الراتبين وهي قضية «لمن توزع بيوت الإسكان» وهذه قضية كبيرة وخطيرة جعلت أهل البحرين في حالة من الغضب الكبير، حتى صرت أخشى أن ينفجر هذا الغضب.
طُرح موضوع دمج راتبي الزوجين في مجلس سمو رئيس الوزراء الإثنين الماضي، وكان أحد الموضوعات التي حدث فيها حوار، وهذا يحسب لسمو الرئيس الذي يفتح باب النقاش أمام الناس ليطرحوا ما يريدون، وقد فعل ذلك الشيخ ناجي العربي وطرح موضوع دمج الراتبين في الإسكان.
طرحت هنا هذا الموضوع ذات مرة، وطرحه زملاء في الصحافة، لكن لا حياة لمن تنادي، قلت وأعيد «لعل في الإعادة إفادة» طرح السؤال الأهم، السؤال الأكبر، السؤال المؤلم، هل فكرتم حين تستبعدون أهل البحرين بسبب قرار دمج راتب الزوج والزوجة، هل فكرتم ملياً في الشريحة التي استبعدتموها من خدمات الإسكان؟
ألا توجد نظرة وطنية خالصة للموضوع، بعيداً عن القوانين الجامدة؟
لو أن مواطناً من أهل البحرين راتبه 500 دينار، وزوجته 410 دنانير فإن طلبهما سوف يستبعد من قائمة الطلبات حتى لو كان طلبهم قُدم قبل عشر سنوات.
هل في هذا عدل؟ الزوج الذي راتبه 500، أو 600، أو 1000 دينار، بالله عليكم ما تفعل الـ 1000 دينار اليوم وسط موجة الغلاء في كل شيء؟ هذا الموضوع خطير جداً، وحذرنا منه مراراً، وقلنا إن الدولة تخبئ لنفسها قنابل موقوتة، وهذا الأمر لا ينقصنا في البحرين. الكثير من المواطنين يتحدثون معنا من بعد تحديث طلباتهم القديمة بالإسكان، فيقولون إنه تم استبعادنا من خدمة بيت الإسكان، لأن طلبنا «القديم» حين تم تحديثه بعد 10 أعوام أو أكثر، وجدوا أن راتبي ارتفع قليلاً، فتم استبعاد طلبي..! وإن كان هذا صحيحاً، فهذا فيه من الظلم ما فيه، كيف تستبعدون الناس، بينما حين قدموا طلباتهم كانوا يستحقون الخدمة، وتأخروا بسبب تأخر الوزارة والدولة في إقامة مشاريع الإسكان. كل هذه المدن التي يعلن عنها، سوف تذهب لمن؟
هل ستذهب إلى أهل البحرين، أم ستذهب إلى «.....»..!
«أصحوا معانا شوي» البلد لا تنقصها ملفات مأزومة، وما نقوله إنما هو في مصلحة الدولة حتى لا تجعل أهل البحرين المخلصين يفعلون كما يفعل غيرهم..!
إلى من تذهب بيوت الحنينية؟ إلى من تذهب بيوت قلالي؟ إلى من تذهب بيوت البسيتين؟ إلى من تذهب بيوت الزلاق؟
الى من تذهب بيوت عسكر وجو؟ هل تذهب إلى أهل البحرين الذين يستحقون الحصول على بيت إسكان، بعيداً عن اشتراطات الإسكان المجحفة بحق أهل البحرين؟ لماذا الأزمات لا تقع إلا بمناطق معينة، بينما البيوت في المناطق الأخرى لا توجد بها مشكلة من هذا النوع..؟ حدثني أهالي قلالي، فقالوا إن مشروع الإسكان الذي أقيم على أرض منطقتهم بما يقارب الـ 600 وحدة تقريباً، لم يحصل أهالي قلالي منها، إلا على ما يقارب الـ 90 بيتاً أو أكثر بقليل، فكيف يحدث هذا؟ ما يقارب الـ 500 بيت إلى من ذهبت؟
يقول أهالي قلالي: «إذا كانت ستذهب إلى أهلنا من أبناء المحرق أو الحد فأهلاً ومرحباً ويستاهلون، على أن ينصف أهل قلالي بنسبة ممتازة من المشروع، لكن أن تذهب البيوت إلى أناس لا نعرف من أين أتوا، فتلك كارثة»..!
منذ فترة تقوم وزارة الإسكان بثورة في إنشاء البيوت، ونشكر وزير الإسكان على جهوده، إلا أن الموضوع أكبر من الوزير، هكذا عرفنا، والموضوع أيضاً يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء صريح ونافذ وفوري يلغي دمج الراتبين، ويرفع الحد الأدنى للحصول على بيت إسكان من راتب الزوج إلى 1500 دينار «ترى والله اللي راتبه 2000 دينار ما يقدر يشتري بيت اليوم» نريد منكم ألا تنفصلوا عن الواقع.
أهالي قلالي الذين حدثوني قالوا: «لا أحد يسمع لنا، وسوف نخرج إلى الشارع بشكل قانوني حتى يسمعوا صوتنا فقد طال صبرنا».
لماذا تجعلون الناس يصلون إلى هذه المرحلة وهم المحبون والمخلصون للبحرين وقيادتها؟
مشكلة قلالي إنما هي مثل مشكلة بقية المناطق التي ذكرتها.
نقول للدولة ومن يملك قرار الإسكان كان وزيراً أو أكبر، عليكم مراجعة اشتراطات الإسكان، عليكم مراجعة القوانين التي تستثني أبناء البحرين من الحصول على بيت إسكان، رغم أن هناك مشاريع كبرى، ودعماً خليجياً، بمعنى أن الخير موجود، والبحر يدفن، فلماذا تستبعدون أهل البحرين من الحصول على حلم بيت الإسكان.
كل الذين حدثوني بسبب أن وزارة الإسكان حرمتهم من البيت من بعد تجديد المعلومات رغم أن طلبهم قديم، كانت في حلقهم غصة، يقولون «يعني اشلون الواحد يحصل بيت الحين، خلاص مالنا حق في بيت الإسكان، وعطيتوا بيوت الإسكان لغيرنا»..!!
والله حديثهم يدمي القلب خاصة حين تسمعه من أبناء البحرين المخلصين، وهذا الذي يحدث فيه ظلم للناس لا ينبغي أن يقع عليهم، وهذا كما أسلفت إنما هو قنبلة موقوتة، لا نعرف متى تنفجر، وهذه القنبلة الموقوتة جاءت بسبب قرارات خاطئة، وعدم الحكمة في قرارات تمنع البيوت عن أهل البحرين.
القانون أعمى ولا يرى، القانون جامد وليس به روح «وأصلاً القانون عندنا لا يطبق.. يعني جات على الإسكان بس وطلعنا أبطال»..!
أقولها مخلصاً ناصحاً، وعلينا أن ننقل لكم معاناة الناس بشكل واقعي وحقيقي، هذا الموضوع خطير جداً، وأخشى على الدولة من انفجاره في أي وقت، لست أتمنى ذلك إطلاقاً، لكنه الواقع، فأحياناً نشعر أن هناك قرارات منفصلة عن الواقع، ومنفصلة عن الناس، وأحياناً نشعر أن الدولة «تبط عينها بصبعها»..!
** أسئلة أهالي «الوسطى»..!
عطفاً على ما صدر من مراسيم لتعديل المحافظات والدوائر، فإن أهالي المحافظة الوسطى أصبحوا «مثل غوار في فيلم الحدود» لا يعرف هو مع من، وأين حدوده، غير أن السؤال الأهم هو أن أهالي المحافظة الوسطى لا توجد لهم أراضٍ للإسكان، وهكذا يقال أيضاً للجنوبية مع بعض الفارق لصالح الجنوبية، لكن هل من بعد هذا التعديل ستخصص أراضٍ للإسكان لأهالي الوسطى السابقين؟
ربما أكثر المناطق تضرراً وانتظاراً لمشاريع الإسكان هم أهالي الوسطى فهل سيكون هذا التغيير في صالحهم، خاصة أن مدينة عيسى التي بنيت في ستينيات القرن الماضي، تحتاج إلى إعادة بناء، وإلى مارشال ينقذها من الحالة التي هي عليها، بيوت الإسكان أصبحت قديمة هناك، والذي لم يأخذ قروضاً لتعمير بيته، فإن البيت كما يقال «آيل للسقوط»..!
مدينة عيسى لا أحد يدري عنها، أصبحت في النسيان، وأخشى أن تذهب إلى النسيان أكثر مع تغيرات المحافظات الجديدة..!