الرأي

قريباً جداً.. الوفاق أطرش في زفة انتخابات المحرق!

قريباً جداً.. الوفاق أطرش في زفة انتخابات المحرق!




أمام موجة الانشغال بالتحضير لخوض المعارك الانتخابية والاستعدادات لتدشين المقار الانتخابية ووضع برامج المرشحين وتحشيد فرق العمل، يبدو أن من اتخذ قرار المقاطعة متعنتاً و«متعنتراً» بالتفرج والجلوس في برجه العاجي المنعزل عن الاتجاه العام، وشرع في إصدار البيانات المتكررة للشارع بأنه مقاطع ولا يود التعاطي مع المشروع الديمقراطي، قد اشتعل ألماً وحسرة بسبب سحب الأضواء عنه لصالح جموع المرشحين، فبات أمام تجاهله والانشغال عنه مهتزاً أكثر ومتخبطاً في حراكه الإرهابي غير الديمقراطي.
مثل أمريكي يقول «اعتقد الحمار نفسه عالماً لأنهم حملوه كتباً»، وقيل في الغرور أنه كالرمال المتحركة التي يغرق فيها المنطق، ومجاراة لمن يحبون أقوال الإيرانيين نذكرهم بقول الخميني «كل المفاسد التي وجدت في العالم إنما هي من مرض الغرور»، وأعتقد أن المثل الأمريكي ينطبق على الوفاق تماماً حينما حملها شارعها مفهوم المعارضة، فأخذ الغرور بها ما أخذ معتقدة أنها تحكم المجتمع واتجاهات الرأي العام وعالمة في السياسة.
الغرور مرض ومقبرة للإنسان، وعندما يمتزج الغرور بالسياسة يتحول إلى كارثة تضر صاحبها أولاً، خاصة إذا كان المصاب يقود تياراً سياسياً يزعم أنه الكل في الكل فتحجب عن عينه حقائق الوفاق التي اعتقدت أنها عالمة بالسياسة فتمسكت برأيها علها تحصل على مغانم جديدة تمهد الطريق لمشاريعها الانقلابية، اكتشفت أن كل حراكها غير المدروس لا يغدو عن كونه استحماراً سياسياً نسفها.
المغرور يشبه ذلك الذي قرر الجلوس في برج ليرى الناس من تحته أقزاماً، ناسياً أنهم أيضاً يرونه صغيراً وقزماً، فالغرور المتفشي في الوفاق تحول إلى مرض لا أمل من شفائه إلا بوضع مرآة الحقيقة أمامهم حتى يدركوا حجمهم الحقيقي، وقد تنبهوا لذلك وهم وجوه من تقدموا للترشح، وهي ليست من تيارهم، فتعرت مقولتهم الشهيرة «تمثيل الإرادة الشعبية للغالبية العظمى»، وظهر في المجتمع البحريني مكونات وأطياف لا تعنيهم الوفاق ولا موقفها ولا تمثلهم، ولهم حضور ويشكلون الرقم الصعب في المجتمع، وكلها حقائق تكابر الوفاق بالاعتراف بها وتؤكد ديكتاتوريتها بأنها لا ترى إلا لونها ونفسها فقط.
فالوفاق أخذها الغرور حتى أصبحت الناطق الرسمي لشعب البحرين فيما يخص الانتخابات ومسألة التعاطي معها، ويبدو أن من يمسك ويدير حسابها الإعلامي الرسمي أصيب بذات «الفايروس» والمرض، فأخذ يتخبط فيكتب ويحرف الواقع دون أن ينتبه لمن يتابع ويقرأ ظناً منه أنهم أطفال لا يفقهون شيئاً، ولا يرون كيف تضاعفت أعداد المرشحين والحملات الانتخابية هذه السنة.
أمام الأضواء المسلطة على جموع المرشحين والناخبين يبدو أن الوفاق قد فطنت أنها ستكون خارج المعادلة بالكامل، ويبدو أن تلك الحقيقة قد هزتها كثيراً أمام انشغال بعض من شارعها بالاستعداد لخوض المعارك الانتخابية، وأمام هذا العرس الوطني شعرت بأنها «احترقت»، وهو ما لم تتعوده، خاصة وأنها تحب أن تكون في صدارة الأضواء ومسرحيات البطولات، فلم تجد بداً من التحرش بأهل المحرق واستفزازهم من خلال إصدار بيان باسمهم يؤكد مقاطعتهم للانتخابات.
من يقرأ بين سطور البيان يعي أنه محاولة للفت الانتباه تجاه الوفاق الغريقة في بحر التخبط والغباء السياسي، حيث باتت بحاجة إلى أي طوق إعلامي يؤكد أنها لاتزال موجودة، وهي بحاجة للجدال مع أي طرف حتى يسطع نجمها، فلم تجد بداً من إصدار البيانات باسم أهالي المناطق والقرى التي تحكمها إرهابياً، إدراكاً منها أنهم لن يتكلموا خوفاً من إرهابها، غير أن التحرش بالمحرق وأهلها التي تدرك سجلهم السياسي الحافل وتاريخهم المشرف ومواقفهم التي لن تقبل بأن يتكلم باسمهم أحد وبأنه سيكون لهم ردهم عليها.
عندما نعود إلى الذاكرة الانتخابية نلاحظ أن الوفاق قد حاولت كثيراً مغازلة الشارع المحرقي، كون الدوائر هناك تتميز بالسخونة، وكون بعض الدوائر قد دأبت على طرح مرشحين من الجمعيات التابعة لها عل وعسى يصل ويفوز فتضع يدها على الدوائر، هل تذكرون أن علي سلمان في كل مطب سياسي للوفاق يتجه للمحرق أو ينظم ندوة أو يتواصل مع أهلها في محاولة لإيجاد حضور سياسي له، إلا أنه في كل مرة يواجهه بخيبة الأمل.
الوفاق اليوم لم تجد منفذاً لتسليط الضوء عليها وإعادتها إلى أضواء الانتخابات إلا من خلال الإعلام عن طريق إصدار بيان باسم أهالي المحرق في محاولة لاستفزازهم وجرهم إلى الجدال معها، فهي تعي تماماً أنه ما إن تحين ساعة الصفر وتبدأ المعارك الانتخابية وينشغل الجميع بالأجواء الديمقراطية سيكشف حجمها وسيكشف كيف أنها باتت منعزلة وكـ«الأطرش في الزفة».
- إحساس عابر..
الوفاق تحتاج اليوم إلى صفعة حتى تستيقظ من أوهامها وتدرك أنها لا تتعدى مفهوم الخلية الإرهابية ذات الأجندة الخارجية، وهو مبدأ تؤمن به شرائح كبيرة من المجتمع التي كانت ومازالت تنادي بإغلاقها وإنهاء مهازلها السياسية الطفولية، على قولة شمطوط «فشلتونه!».