الرأي

أبعد من القدمين..!!

أبيض وأسود








لست هنا لأستبق الأحداث، لكن من الواجب أن نعرف نحن ذاهبون إلى أين؟
من الأمر المبشر بالخير اليوم أن الدولة ماضية في مشروعها، هذا طيب «رغم أننا حتى الساعة لا نعرف التشكيل الوزاري، ونتمنى ألا يكون صادماً لأهل البحرين» إلا أنه في اعتقادي من الواجب اليوم أن نطرح أسئلة أبعد من موضع قدم رجلنا.
السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم: هل اُغلق باب الحوار الذي ظل مفتوحاً ثلاثة أعوام بعد توقيع الأعيان على الوثيقة الأخيرة؟
السؤال الآخر، هو: إذا افترضنا أن الوفاق لن تدخل الانتخابات، واستمر الإرهاب في الشارع، وأصبحنا ندور في ذات الدوامة التي نحن بها منذ أربعة أعوام، هل ستعود الدولة وتفتح باب الحوار بعد الانتخابات حتى ترضي من لا يرضى؟
هذا الذي يريد أن يعرفه الناس، فما يطرحه أتباع الجمعية الانقلابية هو أن المشاريع السابقة للدولة فشلت، وأن الوفاق أرغمت الدولة على إعادة فتح الحوار مرتين، وأن الحوار لا ينجح بدونها، هكذا يقولون هم، فهل الدولة من بعد الانتخابات، على فرضية مقاطعة الوفاق ستفتح الباب مجدداً لحوار لا أعرف، ونحن نقع تحت نار الإرهاب في الشارع..؟
وردتني معلومة قبل صدور تعديلات الدوائر بيوم تقول: إن الوفاق ستشارك «بالفريق الأولمبي» حتى لا تضيع فرصاً داخل البرلمان، ويبقى اسمها أنها قاطعت، هذا الذي ورد لي قبل التعديلات، ولا أحب الجزم في المعلومات.
كل ما سلف يصب في رؤية الدولة لما بعد الانتخابات، مع وضع جميع الفرضيات، هذا الذي نسأل عنه، فنحن كمواطنين لا نريد أن نبقى ندور في فلك استمالة الوفاق، حتى ركبهم الغرور وقالوا إن التجربة الحالية ستفشل لأنهم رفضوها، هذا الطرح إنما جاء بسبب فتح الحوارات السابقة برغم انسحابهم، فمن انسحب يتحمل تبعات انسحابه، ولا يعطى فرصة أخرى.
من واقع ما مررنا به منذ، التسعينات وما بعدها وإلى اليوم، فإنني أستطيع رسم المشهد من واقع التجربة لا غير، الإرهاب سيزداد يوماً بعد آخر وصولاً للانتخابات، ولن يتوقف بعدها «ليس لأن الإرهاب قوي، بل لأن الدولة غير جادة في محاربته ولو كانت كذلك لقضينا على الإرهاب في شهر واحد أو أقل ونحن في دولة صغيرة» وسنبقى أيضاً أربعة أعوام ندور في فلك الإرهاب، لأن الوفاق لم تشارك وتريد أن تلوي ذراع الدولة مجدداً.
لا أحب التشاؤم لكن التجربة علمتنا ذلك، نسكت عن الإرهاب وننتظره يضرب، وهذه ليست استراتيجية دولة تتعرض للإرهاب منذ أكثر من عشرين عاماً، هذا الذي يحدث مجرد تخدير موضعي يزول سريعاً.
نقولها بصراحة نحن كدولة تركنا عصا الإرهاب في يد الوفاق وأتباعها، تضرب بها متى تشاء، إذا لم تعط ما تريد، وهذا خطأ الدولة الذي جعل الوفاق وأتباعها يستكبرون ويقولون إن مشروع الوثيقة والانتخابات إلى الفشل.
لو قطعنا يد الإرهاب، لما بقى أحد يستطيع أن يهدد الدولة والمجتمع كلما سنحت له الفرصة، وهذا ما فعلته اليمن، تركت الحوثيين يتمددون ويتسلحون حتى احتلوا صنعاء..!
دروسنا من التجارب في البحرين، ودرس العراق وبيروت ماثل أمامنا، هذه دروس مجانية، لمن يريد أن يتعلم من التاريخ والتجارب، غير أن الأوطان ليست عرضة للتجارب، فإن اختل الميزان، وهوت الكفة، ضاع الوطن وأهله، ولن ينفع البكاء أو النحيب.. الدروس أمامنا وعلينا أن نتعظ ونأخذ زمام الأمور بقوة، فمن لا يسمع لصوت العقل والوطن، يخضع لصوت القانون والعقاب..!
** قصتنا مع العلم..!
أمس الأول ذكر صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان في مجلسه حكاية امرأة أجنبية كتبت في رسالة إلى صحيفة «الغلف ديلي نيوز» تطالب بتغيير علم جسر الشيخ عيسى بين المحرق والمنامة.
يقول صاحب السمو: «هذه امرأة أجنبية تقول لنا إن منظر علم الوطن لا ينبغي أن يكون هكذا، ثم قال أين المسؤولون وأين الوزراء، هل كل شيء نتابعه نحن؟».
انتهى كلام صاحب السمو، واليوم وصلتني ملاحظة حول إعلان وضعته وزارة الأشغال على مدرسة مدينة عيسى الابتدائية للبنين، الإعلان الذي وضع لإعادة إنشاء المدرسة بتمويل سعودي، ووضع عليه العلمان السعودي والبحريني، العلم البحريني يحمل 12 سناً، وقد وضعت العلم وزارة الأشغال.
لا أعلم هل هو بتعمد كون العلم صغيراً في الإعلان، أم أن وزارة الأشغال حتى الساعة لا تعلم أن هذا العلم ليس هو العلم البحريني..!
السؤال هنا: السادة الوزراء لا يطوفون بالشوارع مثلنا، ألا يرون «البلاوي» التي نراها في رواحنا وغدونا.
بعض شوارع بها «نخلة وترك» ويقال لك زرعنا الشارع بالنخيل، وبعض الشوارع ليس بها أي زرع أو تجميع أصلاً، شيء محبط ويبدو أن الوزراء يركبون هليكوبتر، أو أنهم يرون الأخطاء، ولا يصححونها وهذه مصيبة أخرى.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان قال أمس أيضاً: «يوم اللي نشوف عمود مايل نعدله، ويوم اللي نشوف إنسان مايل بعد نعدله»..!
أي والله وأنت صاج يا طويل العمر محتاجين نعدل المايل، وإلا العمود مقدور عليه..!
** مسجد معاذ بن جبل مرة أخرى
كتبت قبل شهر رمضان الماضي عن مسجد معاذ بن جبل بمدينة عيسى، واستبشرنا خيراً، غير أنه حتى اليوم لم يفتتح المسجد، والمصلين قالوا لي أن هناك مشكلة بين جهات حكومية «ذات شأن بالموضوع» تتقاذف المسؤولية..!
هل يعقل أن المسجد إلى الآن لم يفتتح؟ بينما هو جاهز لكن هناك أخطاء أو إجراءات أو تعقيدات تؤخر الافتتاح أشهراً؟
** استبيان المطار
الاستفتاء حول خدمات المطار أمر جيد، وفكرة جيدة، لكن هل ستحقق شيئاً من اقتراحات الناس؟
مطارنا لا يحتاج إلى اقتراحات وتعديلات والحمد لله الأمور طيبة.. فقط نحتاج إلى مطار جديد بالكامل..!
** هل منعت حقاً..؟
المشاجرة التي حدثت وراح ضحيتها شاب خليجي بقرب أحد الفنادق تظهر أن هناك مشكلة مازالت في هذه الفنادق، تقولون لنا إن الخمر منع في هذه الفنادق، والأخبار تقول إن الشابين كانا في «حالة سكر» وخرجا من الفندق..!
السؤال هنا: هل منع الفندق فقط من بيع الخمور، ويمكن جلبها من الخارج؟
«يعني رجعنا حق «درب الزلق».. تفتح لك دكان يمك جنه مو لك، وتبيع الخمر، وياخذه مطراش يوديه الفندق، أليس هذا غشاً في التجارة يا حسين..؟!
أحياناً نشعر أننا في جلسة شباب وكل واحد «يقص» على الثاني، أقولك منع الخمور في الثلاث نجوم.. «يا أخي والله وريتونا أنجوم القايله»..!!