الرأي

مرحلة «سبتمبر» وما بعده..!

أبيض وأسود







إذا كان بعض البحرينيين ينظرون إلى شهر أغسطس على أن فيه ذكريات حوادث مؤلمة أو كوارث، فإن هذا الشهر لم ينتهِ بعد، ومازالت هذه التوجسات تشغل من يتذكر أن كوارث كثيرة حدثت في أغسطس تحديداً، وندعو الله أن يلطف بنا في كل الأيام والأشهر.
بالمقابل؛ فإن أي متابع وقارئ للساحة المحلية ولديه استشعار يعمل عن بعد، ربما يضع توجسات أخرى غير توجسات حوادث أغسطس في مخيلته، الحديث اليوم عن شهر سبتمبر وما بعده حتى وقت الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
حين تخرج تهديدات بتحويل البحرين إلى عراق آخر من أمين عام جمعية الوفاق ولا يطاله القانون على هذه التصريحات، وحين نعرف أن ما تمارسه الوفاق منذ التسعينيات (حتى قبل أن يخرج مسمى الوفاق إلى الوجود ولكن التنظيم موجود وكان الاسم حزب الدعوة) فهي تمارس «إما اللعب لوحدي في الملعب، وإما أخرب الملعب»..!
هذه العبارة سمعناها ونحن صغار من بعض «الفوضوية واللوفريه» حين لا يتم اختيارهم في فريق كرة القدم التابع للفريج، فالوفريه ربما لا يعرفون لعب كرة القدم بشكل جيد، لكنهم يريدون اللعب بالقوة وإلا فإنهم سيخربون المباراة..!
حتى وإن كانت هناك قراءة تقول إن الوفاق ستدخل الانتخابات مرغمة ومسلمة خوفاً من أن تخسر ممارسة التأثير من الداخل، وخوفاً من خسران التمثيل الخارجي على أنهم نواب منتخبون ذلك من أجل الإمعان في تشويه صورة البحرين، إلا أن موضوع الاستعداد لمرحلة (سبتمبر) وما بعده أحسبها تمت بعناية من قبل الفوضوية «ولوفرية السياسة».
من يظن أن هناك هدوءاً اليوم فإن هذا ليس صحيحاً، قبل أيام تم تفجير سيارة قرب مركز شرطة القضيبية، وهذا يدل على أن الإرهاب موجود وسيضرب، بينما مازالت الدولة تتعامل معه بطرق غير حكيمة، وهي انتظار الإرهاب يضرب ثم تتخذ إجراءات وقتية.
إذا كان هناك طرف يعد العدة لمرحلة سبتمبر ومرحلة (تخريب الانتخابات بالإرهاب والفوضى) فإن على الدولة وأجهزتها الأمنية أن تمارس مهامها التي لا يجب أن ترتبط بحدوث تفجيرات فقط، وأن تكون منذ اليوم في حالة ضغط وقبض على الإرهابيين.
أعتقد أن من يستعد لمرحلة إرهاب سبتمبر يجب أن يأخذ درساً قاسياً في أغسطس، وأن تجفف منابع الإرهاب التي طالما طالب المجتمع البحريني بها.
أتباع سياسة ترك الإرهاب يضرب ثم نتخذ إجراء هي خاطئة بامتياز، فقد راح ضحايا من رجال الأمن نتيجة أن الدولة بعد العمليات الإرهابية بفترة تعود وتركن إلى انتظار عمل إرهابي آخر.
نقول للدولة لا نريد ضحايا من أي طرف، ولا نريد أن نرى دماء تسيل من أي طرف، غير أن الدماء التي تسيل منذ فترة هي دماء من يحفظ أمننا، وهذا مؤلم لنا، فلا تتهاونوا حين يخبئ الإرهاب رأسه، فهو يفعل ذلك ليطل مجدداً، وحين يطل مجدداً تذهب ضحايا وأرواح.
من الواضح تماماً أن هناك استعداداً لمرحلة تخريب الانتخابات، ونحن هنا نسأل من عليهم مسؤولية حفظ أمن البحرين بشكل استباقي، هل نبقى نتفرج إلى تلك الساعة؟
** رذاذ
لن يقتصر تخريب الانتخابات على أهل البحرين بشكل عام، وإنما سيقومون بإرهاب أهل القرى ممن يريدون المشاركة والتصويت والترشح، وهذا أيضاً يتطلب من الدولة أن تكون حازمة فيه، وأن تقدم كل من يقوم بذلك إلى الجهات القانونية.
الاستعداد للانتخابات ليس في تشكيل جهاز إدارة الانتخابات فقط، وإنما الاستعداد للانتخابات من خلال قراءة المشهد الانتخابي وقت المقاطعة وما حدث فيه وما تم من إرهاب يجب أن يحضر، وأن تعد الخطط البديلة لمواجهة أي إرهاب للناخبين والمترشحين، وقد قرت الدولة في ذلك سابقاً، ولم تقدم الإرهابيين للمحاكمة، كانوا أشخاصاً أو رجال دين أو جمعيات.