الرأي

ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تدافعون عن الخمور؟

أبيض وأسود

يجب أن يصل إلى قادة البلاد اليوم أن هناك حالة كبيرة من الرضا التام على قرار الحكومــة الموقرة بمنع الخمور والمراقـص ونحوها في فنادق الثلاث نجوم.
غالبية أهل البحرين يؤيدون هذا القرار ويدعمونه بقوة، ويشكرون الحكومة وقادة البلاد على أنه صدر في هذا الشهر المبارك، بل ويتمنون البناء عليه وعدم التوقف عنده، وأن نجعل بلادنا نظيفة من الممارسات المنافية للدين أولاً، وللأخلاق العامة وأخلاق أهل البحرين ثانياً، الكثير من الناس يقولون اليوم إن هذا القرار ممتاز وينبغي عدم التوقف عنده، بل أن تتلوه خطوات نصحح فيها مسارات خاطئة كنا نسير فيها أوصمت بأهل البحرين العار.
نشكر موقف وتصريحات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر حين قال أمس الأول: «إن أجواء البحرين ليست باباً للممارسات الدخيلة والغريبة على المجتمع»، وقال سموه إنه «حريص على دعم السياحة العائلية التي تعكس واقع أهل البحرين وطبيعة شعبها المحافظ وتقاليده وعاداته».
تصريحات سمو رئيس الوزراء واضحة، ولا لبس فيها، وهي تؤكد على الإصرار في المضي في تنفيذ هذا القرار، وهذا أمر طيب للغاية.
ما أن يخرج قرار يفرح أهل البحرين ويجعلنا أقرب إلى تحريم ما حرم الله، تخرج علينا تلك الأصوات التي لا تخجل من نفسها حين تدافع عن الباطل، وعن أماكن الرذيلة، وعن الخمور، والله أن ليس في وجوهكم نقطة حياء.
الغريب أيضاً أن تخرج أصوات من غرفة التجارة تساند عدة أشخاص مستفيدين من هذه الأماكن، بينما كنا ننتظر من غرفة التجار أن تدافع عن حقوق المجتمع أولاً، وأن تنظر إلى الاقتصاد من خلال مبادئ ديننا الإسلامي، فلا نريد مواخير حرام تأتي بالمال الحرام ومن ثم نقول إننا ندافع عن التجار، وعن الاقتصاد!
هل هذا الاقتصاد الذي تريده الغرفة؟
ألا تخجلون من أنفسكم يا غرفة التجارة من الدفاع والاصطفاف مع هؤلاء؟
هؤلاء تجار نعم ولكنهم يتاجرون بسمعة وطننا وسمعة المجتمع البحريني، لذلك ومن بعد توجيهات سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه نتمنى أن تصحح الغرفة موقفها، والا تقف مع الباطل ضد الحق، من أجل مجموعة تتاجر بسمعة وطننا، وتشوه سمعة أهل البحرين.
قلت قبل ذلك ذات مرة وأنا أكتب عن تحريم الخمور، إن من يمارس فعلاً محرماً في بيته وهو يستر على نفسه، فإن الله يحاسبه ولسنا نحن، مالم يسبب ضرراً للآخرين، هؤلاء لا نعنيهم، إنما الكارثة الكبيرة أن تكون لدينا أماكن للخمور والدعارة والمراقص مرخصة من الدولة، هنا الكارثة، وهنا مربط الفرس، ونخشى غضب رب العباد لأننا لم ننكر المنكر وتركناه يشيع بترخيص من الدولة.
لابد من التأكيد ذات مرة على أن نعمة الأمن هي من عند الله، ومن أراد الأمن عليه ألا يحارب الله في أرضه ويشيع الخمور وأماكن الدعارة، من هنا نقول للدولة إن الأمن ليس قوانين وقرارات وتشريعات، وأجهزة أمن ورجال أمن، ليس هذا وحسب حتى وإن كانت كل هذه الأمور مهمة، إلا أن الأمن أولاً وأخيراً هو من عند الله ينزله على من يشاء من عباده، وينزعه عمن يشاء من عباده.
هناك معلومة خطيرة وردت في ثنايا الأخبار التي نشرتها صحيفتنا «الوطن» تقول إن بعض هذه الأماكن تعمل على غسيل أموال للاستخدام أما في الإرهاب، أو دعم الإرهاب، أوتمويل جهات متطرفة دينياً معروفة لدينا.
وإن كانت هذه المعلومة صحيحة، وأحسبها كذلك، فإن هذه الأماكن أصبحت لغسيل الأموال من الخمور والدعارة، إلى الأماكن الدينية ورجال الدين الذين يمولون الإرهاب.
وهذا ما يفعله حزب الشيطان في لبنان، حتى أنهم يزرعون المخدرات هناك لتمويل أنشطة الحزب، وليس غريباً أن يحدث هذا في البحرين، هناك من يفعل كل شيء من أجل المال وهم رجال دين.
قرار وقف المراقص والخمور في فنادق الثلاث نجوم قرار قوي وجاء في وقته، ونتمنى البناء عليه، ونتمنى ألا يتوقف هنا، فسياحة الصالات والخمور لا نريدها كشعب، ومن أراد أن يستثمر في السياحة، فهناك أبواب كثيرة وتدر أرباحاً غير الخمور والمراقص.
كل ما أقوله اليوم، إننا نتمنى أن تتوالى الأخبار الطيبة في هذا الجانب، وأن نسمع أخباراً جميلة تتعلق بإغلاق شركات تبيع الخمور ولديها فروع مرخصة، وأن يستمر حظرها بعد رمضان.