الرأي

الثوار الميزوريين.. «خلصنا يا بوبي ارجع ع نيروبي»

ورق أبيض


أعزائي الثائرين في ميزوري وما حولها؛ أتابع بشغف صمودكم الأسطوري لليوم العاشر على التوالي من ثورتكم المباركة ضد التفرقة العنصرية التي تمارسها حكومتكم الظالمة، مستخدمة كافة أشكال القمع والإرهاب الجسدي والنفسي.
عشرة أيام ولا زلتم في مرحلة التسخين ورفع اليافطات والتظاهر بما يشبه الرحلات المدرسية، وهذه فترة طويلة نسبياً في عمر الثورات التي يمكن أن تسقط الأنظمة.
ومن المؤسف أن أضطر للقول إن ذلك عائد لانشغال مخططي الثورات العباقرة من الأمريكان في الثورات والفوضى في عالمنا العربي، لذلك وإيماناً مني بحتمية انتصار الثورة الميزورية المباركة فسأتبرع لكم بعدد من النصائح.
أول ما يجب عليكم القيام به هو البحث عن ميدان كبير أو حتى دوار لنصب خيامكم، ومن ثم تجهيز عدد من المطابخ لتحضير المجبوس والبرياني، وللسرعة يمكنكم طلب وجبات كنتاكي، ويلزمكم عدداً من الحلاقين وعدداً آخر من القساوسة تسهيلاً لزواج الثوار والثائرات، وسأتبرع بتزويدكم ببعض «الشيش» والمعسل البحريني ماركة «تفاحتين» لزوم السلطنة في الليالي الثورية.
أعزائي الثوار الميزوريين..
منصة الخطاب من أهم أدوات الثورة، لذلك فاحرصوا أن تكون منصتكم كبيرة مع علم لبلادكم لتبرهنوا للعالم مدى وطنيتكم وأهدافكم النبيلة، ولا بأس من استضافة الشعراء، وإن لم يوجد فوجود أية فتاة تتفوه بالشتائم ستحولها الكاميرات إلى شاعرة مفوهة، كما يلزمكم بعض الفنانيين واللاعبيين متفقين معكم ليعطوكم الزخم ويبرهنوا على سلميتكم.
انتقلوا للخطوة التالية..
جهزوا الكاميرات وانصبوا المشانق وعلقوا عليها دمى لـ «آل أوباما» وليكن شعاركم «خلصنا يا بوبي ارجع ع نيروبي»، وبعدها عليكم إخفاء السكاكين والأسلحة بين ثيابكم ودفات نساءكم، ثم فبركة أفلام ومقاطع دموية يعلق عليها أطباء وإعلاميون ينهارون باكين «ع الفاضي والمليان» جراء سقوط مئات القتلى بقصف طائرات الأباتشي، لا تقلقوا فالعالم كله سيعرف وسيصدق رواياتكم مهما احتوت من أكاذيب، وأرجوكم «دعوا حمرة الخجل جانباً»؛ فقنوات «العالم» و«المنار» و«آل البيت» سيكونون خير داعمين لتلك الروايات «المفبركة»، ويا فرحتكم بالتغطية المهنية لقناة «الجزيرة»، والتي سيسعدها أن تقف بجانب ثورتكم المجيدة، وقد تخصص لكم قناة «ميزوري - مباشر» لتنقل الحدث الذي لم يحدث أولاً بأول، وسيقسم مذيعوها ومراسلوها أغلظ الأيمان أن أعدادكم بالملايين.
أحبائي الثورا الميزوريين..
أنظمة ثورية ستتبنى قضيتكم الوطنية حول العالم، وستعقد المؤتمرات والفعاليات الداعمة لحقوقكم، وسيخرج الآلاف طوافاً دعماً لكم في بيروت وبغداد، وسيدعون لكم سماحة المرشد بالنصر المبين، وقد يذرف دمعتين على حقكم السليب، وستخرج المظاهرات في أكثر من عاصمة رافعة أعلامكم وصور الآلاف من شهدائكم الذين سقطوا بقصف الأباتشي.
استعدوا للخطوة الثالثة باحتلال المستشفيات واختطاف وتعذيب المرضى، وليقم أبناؤكم بتعطيل المدارس وإرهاب الناس في الشوارع، واسعوا بكل جد إلى إرهاب الأجانب و«المجنسين» وخطف رجال الشرطة وتنفيذ عمليات إعدام وهمية وقطع ألسنة من يخالفكم، ولا تنسوا تعطيل المصالح الحكومية والمصانع وقطع الشوارع، خاصة المناطق الحيوية وتحديداً الشوارع أمام «مرفأ ميزوري المالي»، فلهذا وقع وتأثير كبير على الاقتصاد والاستثمار.
وأخيراً أعزائي الميزوريين.. ثورتكم متقدة ونصركم محقق فلا تتراجعوا ولا تتوانوا أمام أي عرض للتهدئة مع نظام «ال أوباما»، كونوا ممانعة ولا ترضوا بالمسايرة، فلا أقل من إعلان «الجمهورية الميزورية» وتأسيس مجلس وطني يستلم الولاية ويشرع بكتابة دستور جديد يحقق لكم العدالة والحرية.
لا تجفلوا ولا تخافوا في حالة قررت الشرطة فض اعتصامكم؛ فالقادة والمخططون في منازلهم آمنين مطمئنين، ومن سيسقط من البسطاء «شهيداً» فكل قطرة دم منه مكسب للثورة، وإذا خفتم من فرار الناس فقولوا لهم أنكم شاهدتم «جبريل» يقاتل معكم!
ولإثبات صدق دعمنا لثورتكم المجيدة؛ سنزودكم مجاناً بأعداد من الخبراء الاستراتيجيين والنشطاء المتمرسين والحقوقيين الدوليين، وعدد من خبراء إعداد المولوتوف والأسلحة محلية الصنع والسيارات المفخخة، فكما دعمتم ثوراتنا وآمنتم بحقوقنا فسنكون معكم، فنحن العرب معرفون بإغاثة الملهوف ورد الجميل.
ورق أبيض..
اخواني الثوار الميزوريين.. في حال «فشل» ثورتكم لا قدر الله، فسنقوم على الفور بإرسال محقق دولي لفتح تحقيق دولي، وكونوا مطمئنين؛ فلن يكشف عن عنفكم وارتباطاتكم الخارجية وفبركاتكم وأكاذيبكم الكثيرة.. فهو مع ثورتكم كما كان دائماً مع ثورات العرب.