الرأي

«والله مسخرة»..!

أبيض وأسود



كان أحد المواطنين المسؤولين في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية في مهمة عمل، وقد التقى على هامش الزيارة بمسؤول رفيع في إحدى السفارات الآسيوية بالرياض.
وحين تعرف هذا المسؤول الدبلوماسي على المسؤول البحريني قال له: «أنا أريد أن أزور البحرين، أريد أن أستمتع بالبحر، وقد عرفت أن دولتكم جزيرة، وأنا أريد أن أسبح بالبحر بعد أن قضيت مدة في الرياض، وقال أيضاً أنا أريد زيارة البحرين من أجل أمر آخر غير متوفر بالسعودية»، ولا أريد أن أذكر ماذا قال الدبلوماسي.
فما كان من المسؤول البحريني إلا أن أصابه الارتباك، فقال له نعم نرحب بك، لكن السواحل التي تريدها وبالجودة التي تتمنى إما مملوكة لفنادق 5 نجوم، أو أنك ستضطر إلى الذهاب بعيداً عن العاصمة لتجد سواحل لكن ليس كما تتصور.
المسؤول الدبلوماسي الآسيوي ذهب إلى جهازه وأخرج خارطة البحرين من موقع غوغل إيرث، ثم قال: «أنتم جزيرة، كيف لا أجد سواحل للاستجمام والسباحة»..؟
انتهى حديثه، غير أني لا أحب أن أصور شيئاً غير موجود أو أهول منه، إلا أن ما قامت به وزارة البلديات من نشر لأخبار عن السواحل في صحافة يوم أمس كان مستفزاً للناس، بمعنى لو أن وزارة البلديات (ساكتة) حتى يتم إنجاز المشاريع (الموعودة) لكان أفضل.
قرأت خبر تبشير المواطنين بقرب افتتاح سواحل في العاصمة وعلى جسر سترة القديم، وعلى ساحل بحر توبلي، وكان بشيء من التحفظ، فقد قالت وزارة البلديات إن افتتاح هذه المشاريع سيكون في نهاية العام، وحين تقول البلديات إنها ستفتتح المشاريع في نهاية العام الحالي، فهذا يعني أننا ننتظرها في نهاية العام القادم..!
البلديات نشرت أنها افتتحت سواحل في مناطق أخرى أيضاً في المحافظات، لكن ما يعنيني اليوم هنا هو أن أتحدث عن مشاريع (دولة سياحية.. هكذا تقولون لنا) في العاصمة وهي مقصد كل الزوار والسواح.
نريد أن نعرف وأن تجيب علينا وزارة البلديات (واختصاص السواحل متداخل مع وزارة الثقافة كون السياحة من اختصاص الثقافة) ما أريد أن تجيب عليه البلديات هنا؛ أي سواحل العاصمة يمكن أن يرتادها المواطن والمقيم والسائح للسباحة والاستجمام..؟
هل لدينا ساحل مفتوح وبه الخدمات المتطورة، وبه ألعاب مائية وألعاب على الساحل تناسب كل الأعمار؟
إذا كان متوفراً يا جماعة الخير دلوني عليه، (ساعات الواحد يضيع بديرته من كثر الهموم)..!
من ضمن ما نشرته وزارة البلديات عن السواحل أشارت فقط إلى أنها ستقيم ساحلاً رملياً للأهالي بمنطقة الزلاق، بينما لم تشر إلى أي ساحل آخر بذات الوصف، وهذا يعني أنها تنشئ كورنيشاً ولكن من غير ساحل رملي يمكن أن يرتاده الناس.
المقتدرون يذهبون إلى سواحل أخرى، في دبي أو مصر أو أوروبا أو شرق آسيا، لكن المواطن الذي لا يملك أن يسافر، أو أنه يملك أن يسافر لكنه يضع أموال السفر للسياحة في شيء أكثر ضرورة وأهمية في حياته، ألا يستحق أن يحصل على سواحل مفتوحة يأخذ إليها أسرته وأطفاله؟
ألا يستحق المواطن ساحلاً محترماً به كل مقومات السواحل التي تشاهد في الدول المحترمة التي بالقرب منا، أو بعيدة عنا؟
من ضمن السواحل التي جاءت في خبر البلديات، ساحل خليج توبلي، وهذا إن ذهب إليه أحد للسباحة فقد يتحلل، ناهيك عن الروائح التي تنبعث من البحر، ووزارة البلديات تعده ساحلاً من ضمن السواحل..!
في ذات خبر السواحل، أشارت وزارة البلديات أن هناك ساحلاً متوفراً للعامة وهو ساحل بلاج الجزائر..!
جزاكم الله خيراً يا وزارة البلديات، وهل تحسبون هذا الساحل المهمل والذي يشبه السواحل المهجورة بساحل؟
ألم تخجلوا من ذكر ساحل بلاج الجزائر ضمن السواحل؟
يبدو أن المسؤولين في وزارة البلديات لم يقوموا بزيارة إلى ساحل البلاج، يا جماعة تفضلوا بالزيارة وشاهدوا الساحل الذي تقولون عنه إنه من ضمن السواحل المفتوحة.
هناك غصة في فم كل مواطن، وهو أنه أصبح يشاهد البحر حين يعبر الجسور، أما أن يجد ساحلاً محترماً (يمكن للبني آدم) أن يستخدمه فلا يجد، وإذا كانت وزارة البلديات هي التي تمتلك السواحل فلتتعلم من مشاريع مثل درة البحرين وجزر أمواج، وديار المحرق في طرق إنشاء سواحل رملية للعامة، وهذه جزر مدفونة، وأقامت سواحل رملية للناس، فهل هذا صعب يا وزارة البلديات؟
والله عيب هذا الذي يحدث، جزيرة ومن حولنا البحر، ولا نستطيع أن نستجم بالبحر حتى في العاصمة؟
شيء معيب جداً، وصرنا نخجل من أنفسنا حين يأتي خليجي أو عربي ويقول لنا أين يمكن أن أسبح بالبحر، وأنا في جزيرة بوسط الخليج؟ فنقول له كما قالت وزارة البلديات؛ بلاج الجزائر..!!
لتبحث الدولة عن مخرج في موضوع السواحل، بين وزارتي البلديات والثقافة لابد من مخرج للمصلحة العامة، وإن كانت الثقافة أقدر وأفضل لإدارة مرافق السياحة فيجب أن تسند إليها السواحل العامة على الأقل، وتترك بقية السواحل (غير السياحية) لوزارة البلديات، وإلا فإننا سندخل في (حيص بيص) كل طرف يقول لك هذا ليس من اختصاصي بل اختصاص الوزارة الفلانية، وتتعطل المشاريع كما تعطلت مشاريع تطوير الأسواق لسنوات طوال، والناس (في روح وتعال) بين الثقافة والبلديات..!
هذه (اللخبطة) لا يجب أن تحدث في 2014 وفي دولة منظمة مثل البحرين، أوجدوا لنا مخرجاً للمصلحة العامة، فمصلحة الوزارات لا تعنينا كمواطنين، بل نريد أن نشاهد بلدنا تتطور وتجاري دول الجوار التي سبقتنا بمسافات ضوئية، يجب أن نعترف بذلك.
ظرفاء الإخوة في وزارة البلديات، يقولك ساحل بلاج الجزائر.. على ما قال عادل إمام «والله مسخرة»..!
** رذاذ
من الأخبار التي لا أعرف ماذا أسميها، خرج علينا خبر مدهش لوزارة الأشغال قبل أيام، فقد قالت الوزارة إن مشروع مركز حالة بوماهر الصحي جاهز بنسبة 99%..!!
والله أنا مو فاهم يعني شنو المقصود بـ1% المتبقية، يا جماعة افتتحوا المركز للناس وخففوا عنهم (بلا فلسفة أرقام).. «إقولك جاهز بنسبة 99% ليكون انتخابات دولة عربية، من وين بنلاقيها بس..!».
** النائب السابق شمطوط قال إنه يستطيع الفوز في أي دائرة انتخابية.. والله جوكر يا شمطوط.. «تحري بها أنت»..!
اقترح عليك أن تترشح في دائرة علي سلمان.. ها شتقول..؟