الرأي

المعارضة المترفة..!!

أبيض وأسود








أكتب هذا المقال وهو أشبه بمقال طوارئ، ذلك من بعد أن حصل خطأ تقني؛ لدي فقد كنت أظن أني أرسلت مقالي إلى الصحيفة، وكان مقالاً طويلاً يحوي أكثر من 900 كلمة، إلا أني اكتشفت أن المقال لم يصل للصحيفة، من بعد ما أخبرتني إدارة الصحيفة أن المقال لم يصل بعد.
وربما من أصعب الأمور أن يقال لك دون سابق إنذار اكتب الآن مقالاً، وأمامك من الوقت أقل من ساعة من الزمن، هذا يعتبر أمراً صعباً خاصة أن أي فكرة عمود تحتاج إلى بحث وقراءة واستقصاء حتى نقدم ما يشبه الخلاصة للقارئ، وكل ذلك إنما هو اجتهاد للوصول إلى رأي نتمنى أن نوفق في طرحه ويخدم الصالح العام.
من الواضح أن لدينا معارضة مترفة بعض الشيء، وأنا لا أسميها معارضة غير أن الدولة تسميها كذلك، والمتحدث الرسمي يسميها هكذا، بينما أعتقد أن تسميتهم يجب أن تكون مختلفة تماماً، فالانقلابيون والإقصائيون، والذين يرون أنفسهم وحدهم هم الشعب والباقي لا شيء هؤلاء ليسوا معارضة إنما لهم تسمية أخرى.
هذه الجماعة المترفة دخلت في بياتها الصيفي، فيقال إن أغلب رموزها سافروا إلى خارج البلاد، ويقال إن أوروبا وجهتهم، بمعنى أن هذه الجماعة تمتلك من الأموال ما يجعلها تسافر إلى أغلى البلدان، وبالتالي هي جماعة مترفة مرفهة وليست كما تدعي حين ترسل أتباعها ليحملوا الخبز أمام وزارة العمل.
حالة ركود تصيب البلد اليوم، أغلب المسؤولين في إجازة، وجماعة المناكفة للمناكفة أيضاً خارج البلد في إجازات، ومن الواضح أن أغلب أعضاء هذه الجمعية يعملون في وزارة التربية والتعليم، لذلك لا مفر أمامهم إلا السفر خلال هذا الشهر، وهذا مؤشر آخر على ترف أعضاء جماعة المناكفة، ومؤشر آخر على أن الجماعة تستوطن وزارة التربية.
سواء كان السفر إلى أوروبا، أو إلى إيران، فإن أقل كلفة لأي سفرة لأسرة صغيرة لن تقل عن 3 آلاف دينار، على افتراض أن مدة السفر قصيرة، وهذه قيمة تذاكر السفر في الموسم وقيمة الإقامة والصرف.
من هنا فإن من يتاجر بفقر بعض الأسر إنما هو في حقيقته يمارس لعبة قذرة، نعم هناك فقراء ولكن الفقر لا مذهب له، ولا يقتصر على منطقة دون أخرى، بل إن المتكففين أكثر من الذين يتاجرون بفقرهم، وإذا كان هناك من يتاجر بفقر الفقراء فليتبرع لهم من عنده بدل أن يذهب بأمواله إلى الخارج بالسفر إلى أوروبا.
حالة الركود السياسي هذه ستستمر إلى بداية شهر سبتمبر، من بعد ذلك سيبدأ التسخين للانتخابات القادمة، سواء من الجانب الرسمي، أو من الذين يريدون المشاركة ولكن يوهمون الدولة أنهم مقاطعون من أجل كعكة أكبر، فأغلب شارعهم يقول لهم إن لم تشاركوا فإنكم ترتكبون خطأ استراتيجياً مكلفاً لأربع سنوات قادمة.
حتى الأمريكان والإنجليز يحثون المناكفين على المشاركة كون البقاء خارج اللعبة سيكون له تبعات على هذا الشارع، من هنا فإن صراخ عدم المشاركة أعتقد أنه مجرد مسرحية هزلية، وسيعلن في آخر المطاف عن المشاركة، إما بالصف الأول، أو بالصف الرديف.
شهر أغسطس جاء من بعد شهر رمضان المبارك، فأصبح الجميع مسافراً، حتى الذين يدعون الفقر والعوز ويتاجرون بفقر الفقراء تجدهم يتجولون في شوارع لندن، ويرتدون أغلى الملابس، مثل تلك الكاتبة التي كانت تمارس (صحافة المكاتب المغلقة مع المسؤولين بالصحف) اليوم هي تريد أن تعلم أهل البحرين النضال والسلوك القويم.
من هنا يتضح لنا أن من يتاجر بفقر الفقراء هو من أكذب الكذابين الذين ينفقون أموالهم بإسراف بينما لا يقدم شيئاً للفقراء حتى من باب الواجب الديني.
شهر أغسطس هو شهر ركود هكذا يبدو لأن من يشعلون الحرائق المفتعلة هم الذين يبحثون عن الجو البديع في أوروبا، وأجلوا حرائقهم إلى سبتمبر.