الرأي

«البحرين».. شروق في أصيل «المغرب»

نبضات



على شاطئ المحيط الأطلسي.. ومن قلب «أصيلة» «درة الأمازيغ والفينيقيين والرومان والعرب»، تتدفق الحضارة البحرينية ينبوعاً عذباً ينسج من التاريخ والتراث والفن والأدب لوحة فارهة مفعمة بالحياة، مشربة بالإبداع الأصيل لأبناء البحرين في تاريخهم القديم والحديث، لتقدم البحرين نموذجاً خليجياً وعربياً فريداً يحتفي بتراثها الثقافي المادي وغير المادي، بما يعكس أصالة المملكة وعمقها الثقافي المستمدين من حضارتها وروح البحرينيين الطيبة.
هكذا تبدأ الحكاية.. إذ تنطلق اليوم أولى فعاليات «مهرجان أصيلة الثقافي الدولي» في دورته السادسة والثلاثين هذا العام بالمملكة المغربية، مستضيفاً مملكة البحرين، لما شهدته الثقافة البحرينية من نماء وازدهار لافتين منذ سنوات قليلة مضت؛ لما حظيت به من اهتمام خاص من معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بما أسهم -وبشكل لافت- في بروز ما تحمله من أبعاد تاريخية وجمالية تتمتع بها مملكة البحرين، وبما يعكس ما شهدته المملكة من نهضة ثقافية وسياحية وفنية وأدبية شاملة.
ونظراً لما تشكله هذه المشاركة من أهمية بالغة في التبادل الثقافي بين مملكة البحرين والمملكة المغربية، أعلنت وزارة الثقافة البحرينية -في وقت سابق- عن إعداد برنامج استثنائي ضخم لمشاركتها في المهرجان بما يتناسب وتزامنه مع احتفاء المنامة بعام الفنون 2014، والذي ينطلق تحت شعار «الفن عالمنا»؛ بحيث تتوزع الأنشطة والفعاليات التي تشارك بها البحرين في عدد من أكبر المراكز والمؤسسات الثقافية المغربية، من بينها؛ مركز الحسن الثاني، ديوان قصر الثقافة، مكتبة الأمير بندر بن سلطان، ساحة عبدالله كنون ومختلف شوارع المدينة المغربية.
يتضمن البرنامج إقامة مقهى أدبي في صالون الكتاب بأصيلة، على غرار «مقهى بوخلف» في المحرق، ليكون ملتقى ضيوف المنتدى من المفكرين والأدباء والإعلاميين، إلى جانب المشاركة بمعارض تشكيلية وفوتوغرافية لمبدعي ورواد الفن البحريني، ومشاركة فنانين بحرينيين ومشاغلهم في فنون الحفر والرسم الزيتى والجداريات، فضلاً عن عروض لأفلام قصيرة توثق الحركة الفنية التشكيلية في المملكة، وأخرى للأزياء الشعبية، ومجموعة من الحفلات الموسيقية والغنائية الشعبية والحديثة، إلى جانب معرض للكتب المحلية والنتاجات الثقافية والتوثيقية البحرينية.
تكمن أهمية مهرجان أصيلة المغربي في استضافته بلداً -كل عام- لعرض ثقافته من خلال برنامج حافل يضم معارض وفعاليات أدائية ومؤتمرات، ويتميز باستقطابه شخصيات سياسية وفكرية وإبداعية، عربية وأفريقية ودولية، فضلاً عما يشهده من ندوات وبرامج فنية وثقافية مختلفة. ما جعل تلك المدينة قطباً ثقافياً وسياحياً هاماً، يحج إليها آلاف المثقفين كل سنة. ساهم ذلك في شهرة مدينة «أصيلة» المغربية الصغيرة وتبوئها مكانة مرموقة في المشهد الثقافي المغربي وتواصلها مع الثقافة الإنسانية.