الرأي

خذوا من وقتهم 6 دقائق فقط..!

أبيض وأسود










ذات الكأس التي شربت منها لندن تشرب منها أمريكا اليوم، وذات الفعل الذي كان الإنجليز والأمريكان ينكرونه على من يكافح الإرهاب والإخلال بالأمن في دول كثيرة هم اليوم يمارسونه بعنف أكبر، وباستخدام مفرط للقوة وبقتل المتظاهرين..!
ماذا دهاك يا أمريكا، قليلاً من التعقل، وقليلاً من حرية الرأي والتعبير، وقليلاً من حقوق الإنسان..!!
لماذا تقتلون المواطنين من أصحاب البشرة السوداء؟
لماذا هذا التمييز العنصري؟
لماذا تعلنون حالات الطوارئ وحظر التجوال؟
لماذا تستخدمون مسيلات الدموع؟
لماذا تستخدمون الرصاص المطاطي؟
لماذا تنزلون الحرس الوطني إلى الشوارع؟
لماذا تستخدمون المدرعات والصفحات لقمع المتظاهرين؟
هل هذه هي أمريكا؛ هل هذه حقوق الإنسان؟
أين منظمة هيومن رايتس ووتش عما يجري في أمريكا؟
لماذا لا تقبلون نصائح وإملاءات الخارج حول طريقة تعاملكم العنيف من المتظاهرين العزل؟
نريد من أمريكا أن تسمع نصائح روسيا، وكوبا، وأمريكا الشمالية، وأفغانستان، والصومال في طريقة التعاطي مع المتظاهرين.
قوات الأمن الأمريكية قتلت شاباً أمريكياً أسود يدعى مايكل براون بعد أن قالت الشرطة إنه سرق علبة سجائر..، هذا الشاب تلقى 6 رصاصات من الشرطة، اثنتان منها بالرأس، والبقية في أنحاء الجسد، وكان هذا الحادث قد وقع في مدينة فيرغسون الأمريكية بولاية ميزوري وقد قامت احتجاجات كبيرة في المدينة بعد مقتل الشاب الأمريكي مما جعل سلطات المدينة تفرض حظراً للتجوال، وفرضت منع الطلبة من الذهاب للمدارس.
سبحان الله، سبحان الواحد الأحد، هذا الذي حدث في الدول العربية تحت عبارة الربيع العربي، يحدث اليوم في أمريكا، بذات السيناريو، الشرطة تقتل، والاحتجاجات تتفاعل، والكرة تتدحرج، ولا نعلم قد يكون مقتل هذا الشاب الأمريكي الأسود بداية لاحتجاجات كبيرة تشمل كل الولايات الأمريكية، وليس ذلك على الله بعزيز.
هذه أمريكا اليوم، وهكذا تكافح أمريكا الاحتجاجات السلمية، وإن كان كذلك، فنحن نقول للدولة هنا في البحرين، علينا أن نقتدي بالسياسات الأمريكية في مكافحة الإرهاب، نريد أن نطبق الإجراءات الأمريكية ضد من يمارس العنف المجتمعي، لا نريد أكثر أو أقل، بل نريد الوصفة الأمريكية التي تمارس ضد كل من يخرق الأمن.
هذا شخص سرق علبة سجائر وقتلتموه، فلماذا تحتجون على الأحكام القضائية في البحرين وغير البحرين التي تقتص من القاتل؟ هل علبة السجائر أثمن من روح الإنسان؟
من قتل يقتل بحسب شرع الله في ديننا الإسلامي، وبحسب ما يقره القضاء، وإلا «تكن فتنة في الأرض، وفساد عظيم».
أقول للدولة كافحوا إرهاب الوفاق وأتباعها على الطريقة الأمريكية، أليس هم والأمريكان «حبايب»، ويأخذون بنصائح الأمريكان؟ أعطوهم اليوم العلاج أيضاً على الطريقة الأمريكية..!
للدولة البحرينية نقول، عليكم أن تعدوا شريط فيديو لمدة 3 دقائق فقط، يشمل كل أفعال الشرطة الأمريكية والحرس الوطني الأمريكي سواء ما حدث في الحادث الأخير، أم من أحداث سابقة كالتي شهدتها مدينة نيويورك.
شريط لمدة 3 دقائق تعرضونه لكل مسؤول أمريكي يأتي ليزور البحرين ويريد أن يتحدث عن ضرورة إعطاء مساحات من حرية التعبير عن الرأي، وضرورة احترام حقوق الإنسان.
فقط 3 دقائق تعرض ما تفعله الشرطة الأمريكية، و3 دقائق تعرض ما تتعرض إليه الشرطة البحرينية من قتل، وإرهاب، وحرق، وأسياخ حديدية، وقنابل متفجرة.
ثلاث دقائق مما تفعله الشرطة الأمريكية، و3 دقائق مما تتعرض له الشرطة البحرينية من إرهاب.
من يأتيكم اعرضوا عليه هذه الست دقائق قبل الحديث عن أي شيء، استأذنوه لتأخذوا من وقته 6 دقائق، واعرضوا عليه ما الوضع الأمريكي والوضع البحريني؟ من بعد ذلك يبدأ الحديث عن أي موضوع آخر.
هذا ما نطلبه من الدولة البحرينية ومن وزارة الداخلية، لا تتحدثوا معهم قبل الـ6 دقائق، من بعدها سيكون الحديث معهم مختلفاً تماماً، من يأتيكم ليملي عليكم، سيجد نفسه في وضع الدفاع عن أمريكا، والدفاع عن بريطانيا كونهما مارسا ذات الفعل مع المحتجين السلميين.
هذه أمريكا أم الديمقراطية المزيفة، هذه هي صورتها الحقيقية من الداخل، تأتي وتملي علينا ما يجب فعله، وهي تفعل بالمحتجين ما تفعل، وهي تقتل المتظاهرين بالرصاص الحي.
نقول للدولة إياكم أن تخضعوا أو تركنوا، أو تسمعوا للإملاءات الأمريكية علينا، هذا ليس شأنهم، شأننا الداخلي نقرره نحن، حتى وإن كنا دولة صغيرة، والله سيحترموننا أكثر حين يجدون أننا نقف أمامهم «نداً للند» ودولة مقابل دولة، وسيادة مقابل سيادة.
البحرين لا تملي على أمريكا شيئاً في وضعها الداخلي، فلماذا أمريكا تملي علينا وهي في بداية عصر الشيخوخة والزهايمر وباركنسون، حتى وإن كانت أمريكا الدولة العظمى، فوضعنا الداخلي هو اختصاص الدولة والشعب البحريني، لا من اختصاص الخارج.
أشعر أنه هناك احترام أكثر لنا كدولة بدأ يظهر من قبل الأمريكان والغرب، من بعد أن قامت الدولة بطرد مساعد وزير الخارجية الأمريكي، بدأ الجميع يحسب لنا حساباً، وبدأ الجميع يحسب كلماته تجاهنا من بعد حادثة الطرد السيادية.
هذه دروس ومشاهدات من الحالة الأمريكية، والوضع البحريني، علينا أن نتعلم منها، لا يجب أن تمر الأحداث مرور الكرام، فهذه الأحداث تجعلنا نتعلم للمستقبل، وأتمنى أن تفعل الدولة اقتراحي حين يزورنا أي مسؤول أمريكي أو أوروبي يريد أن يعلمنا ماذا نفعل تجاه الإرهاب.