الرأي

يتباكون على التلال وغداً سيتباكون على السكراب

يتباكون على التلال وغداً سيتباكون على السكراب






بالله عليكم؛ أي أناس هؤلاء الذين يتباكون على رمال وتلال ويتآمرون على بيع البلاد؟ هؤلاء الذين تحركهم الغيرة على تلال أثرية ولا تحركهم إنسانيتهم على حرق رجال الأمن وقتلهم، ولم تحركهم غيرتهم على حرق الشوارع والممتلكات، فقط تتحرك غيرتهم على تل أو عندما يزال مجسم نصبوه في وسط الشوارع، أو إزالة عشيش كتبوا عليها مساجد، أما حرق البلد فهو حلال تحلله مراجعهم وتعتبره كفاحاً ونضالاً من أجل الديمقراطية، أما اعتلاء رجل أمن كومة رمال ليطمئن على سلامة المنطقة وأمن الشوارع فذلك جريمة في حق التاريخ.
نعم؛ إنهم يبكون على أكوام رمال ويقولون عنها إنها تاريخ وآثار، في الوقت الذي يسعون فيه إلى محو تاريخ البحرين، نعم.. ينكرون دولة آل خليفة، ويقولون إنها لا دولة، ينكرون على آل خليفة حكمهم ويسعون إلى نزعه، فهذه هي الديمقراطية التي تثير غيرتهم وتحمي حميتهم على رمال ومقابر، بينما لا يثير غيرتهم وأد دولة وسلب حكمها، ولا يثير غيرتهم عندما تهدد إيران بضم البحرين كمحافظة من محافظاتها، بل العكس هم يباركون ويهللون وينتظرون ذاك اليوم الذي تزف فيه البحرين بترابها وبحارها لتصبح ولاية إيرانية.
يقول التقرير الذي يتباكى فيه على تلال عالي بأن قوات الأمن تكرر اعتداءها على كل شيء يحمل قيمة للمواطنين البحرينيين، فعجباً من هذه العقول التي تغدر بالبحرين في المحافل الدولية وتنادي الدول الغربية لاحتلالها واتخاذ إجراءات حازمة تجاهها، ثم تجعل من أكوام رمال ذات قيمة عند المواطنين، فبالله عليكم متى أصبحت أكوام رمال أو مقابر أثرية أغلى من وطن؟ نعم إنهم هؤلاء الذين يضحون بأوطانهم ثم يتباكون على رمال وتلال وعظام، إنه الخبث الذي يغلي في نفوسهم والمكر التي يفوح من أنفاسهم، وها هم يفضحون أنفسهم عندما يبكون على رمال ويقولون إنها ذات قيمة، في الوقت الذي يحرقون الوطن ويقتلون رجال أمنه الذين اعتلوا التلال لتحرس عيونهم البلاد، هؤلاء قتلهم حلال، وذلك عندما يقول التقرير نفسه إن الاعتداءات من قبل هذه القوات المشكلة في أغلبها من قوات عناصر أجنبية يتم جلبها من أجل قمع شعب البحرين، نعم إن البشر يصير بالنسبة لهم أجنبياً ومشكلة فقط لأنه يدافع عن البحرين ويحمي أمنها، أما ذهابهم إلى جنيف وأمريكا وباريس فهذه الدول بالنسبة لهم ليست دولاً أجنبية ولا مشكلة بل دولاً صديقة حميمة ومنصفة عندما تدخل البحرين وتسلمهم الحكم في البلاد، فهذه المعايير والمقاييس لدى أولئك الذين يتباكون على الرمال والتلال.
اليوم أصبحت رمال تلال عالي أغلى من البحرين وأغلى من البشر، فقط لأنها استخدمت لصالح أمن البحرين وسلامته، هذه التلال التي يجب من اليوم التصرف فيها من قبل الدولة كي لا تتحول إلى ملكية تطالب بها الوفاق، فاليوم اعتبرتها ذات قيمة وجعلتها في مصاف مقدساتها وشعائرها ومساجدها، ولا نستبعد غداً أن تتقدم بشكوى في منظمة دولية تهتم بالآثار، وبعدها تنضم هذه المنظمة إلى باقي المنظمات الدولية كي تدين البحرين في جنيف بأنها تعدت على أكوام ومقابر ما قبل التاريخ، وبعدها تطالب الأمم المتحدة بحراسة هذه الآثار أو إرسال مبعوث خاص يطلع على التلال ويطمئن على حال الأموات.
الحي أبقى من الميت، إذاً البحرين اليوم ليس بحاجة إلى تلال تحجز مساحات شاسعة، وأن وجودها ليس له مردود؛ فهي ليست مقابر أنبياء ولا صحابة، وأن وجود هذه الآثار ليس له داعٍ، وأن على الدولة أن تستغل هذه المساحات لتحولها إلى مرافق ومنافع للناس، حيث إن وجودها بهذا الشكل وفي وسط البلاد غير آمن، وقد تستغل من قبل الميليشيات الإرهابية، أو قد تكون مخازن، فلا ندري ماذا ستؤول إليه الأمور في المنطقة، وأن وجود برج مراقبة أمنية بات ضرورياً فيها وفي أماكن غيرها، حيث إن الحراسة الأمنية الأرضية باتت غير كافية، وذلك لتطور وسائل الإرهاب الذي بات يتطلب بناء قلاع ومنصات مراقبة ومتابعة.
نعود ونقول إن أمن البحرين وسيادتها أغلى من الرمال والتلال وأهم من المقابر والآثار، كما إن شعب البحرين لا يحتاج إلى تاريخ وهو عنده التاريخ بأمه وأبيه، ذلك التاريخ المقيد باسم آل خليفة الذين فتحوا البحرين، كما نقول هنا للدولة ألا ترتجي خيراً ممن ثارت غيرته على أكوام رمال وتلال ولم تثر غيرته على البحرين عندما تهددها 46 دولة، ولا تثور غيرته على البحرين حين تحترق شوارع البحرين كل يوم، ولا تثور إنسانيته ولا يتحرك ضميره عندما يرى رجل الأمن الذي تحمل تسلق التلال ليحرس البحرين، فإذا به يصرع من قبل تلك الميليشيات الإرهابية التي نسمعها اليوم تتباكى حتى على الرمال والتلال، ولا نستبعد غداً أن تتباكى على منطقة السكراب