الرأي

من السرية إلى الدعوة العلنية للتفريخ السياسي

نقطة نظام



دعا الأمين العام لجمعية الوفاق إلى «التفريخ السياسي» وذلك بحث الناس على الإنجاب لمواجهة ما أطلق عليه «التجنيس» و»تغيير الهوية»، وفي الواقع، من المعروف أن هذه الدعوة للتفريخ كانت من أدبيات حزب الدعوة منذ دخوله البحرين عام 1968 عندما كان أقلية، وكان التجنيس والتفريخ قد بدأ منذ بداية عمل هذا الحزب في البحرين، إلى أن تم حله عام 1984 حينما انكشفت مخططاته التوسعية لحساب إيران.
لكن هذه المرة تحولت هذه الدعوة إلى العلنية، وموجهاً خطابه إلى السنة والشيعة، ليعطيه الصبغة الوطنية، وليتمكن من صناعة اصطفاف جديد، والنفخ في مشكلة تؤلمه جداً.
فالأصل أن عمليات التفريخ التي جرت هي من كانت السبب الرئيس في محاولة تغيير هوية وتركيبة البحرين، ولاتزال جارية على قدم وساق، حيث إن الأرقام والفوارق الحديثة التي يذكرها خليل المرزوق في النمو السكاني، تحمل ذات النسبة في السنوات الأقدم منها، فإن كانت هناك زيادة غير طبيعية في النمو السكاني، فقد تسبب بها التفريخ السياسي قبل التجنيس الذي تتحدث عنه الوفاق.
كما إن دعوة التفريخ السياسي، هي من أدبيات حزب ولاية الفقيه، فقد دعا إليها سابقاً الخامنئي، ورئيس حزب «حالش»، تماماً كما يدعو إليها الآن علي سلمان ومن معه.
إن التفريخ السياسي الذي كان ولايزال يدعو إليه علي سلمان، هو جزء من عملية تغيير هوية البحرين وتزوير تاريخها، فهو لا يمكن ولا يستطيع أن يتكلم عن هذه الظاهرة التي تعد جزءاً أساسياً من مخطط الوصول إلى «الحكومة المنتخبة» التي يريدها على سلمان على شاكلة حكومة نوري المالكي.
ولمن نسي؛ ففي عام 2006 صرح علي سلمان أن الوفاق استحوذت على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، وفي 2006 صرح علي سلمان أن الوفاق استحوذت على 64% من المقاعد البرلمانية، بل وعندما استقالت الوفاق من البرلمان في 2011 طالب بحل البرلمان لأن الأكثرية التي تمثل هذه النسبة انسحبت، علماً أن الوفاقيين المستقيلين كانوا 18 عضواً، ويمثلون 26% فقط من أصوات الناخبين، ولكنها لعبة الأرقام التي دائماً نتحدث عنها.
والطرح أعلاه، يثبت ما نحاول أن نوصله بأن علي سلمان يبحث عن الغلبة بالأرقام بأي ثمن، سواء كان ذلك بالتفريخ السياسي، أو التجنيس الذي تم في فترات سابقة لذوي الأصول الإيرانية، أو بالتلاعب بالأرقام.. كل ذلك من أجل أن يتمكن علي سلمان أن يقول في النهاية «أننا نريد الديمقراطية» وهي دعوة حق يراد بها باطل، بل إذا كشفت شفرة الجملة فستكون «إننا نريد الطائفية».
إن كانت هناك أزمة في البحرين، فلينظروا جيداً من المتسبب من ورائها، ولينظروا إلى الأفعال قبل أن ينظروا إلى ردود الأفعال، فلطالما فتحت البحرين ذراعها لتحتضن الجميع، إلا أن أطرافاً لاتزال مصرة على التمسك بولاية الفقيه وتنفيذ مخططاته بالتعاون مع جهات ودول أخرى، ثم يتباكون على الوطن وكأنهم ليسوا هم من غرز أول خنجر في خاصرته.