الرأي

رسالة لكل مواطن.. «لماذا الانتخابات خيار استراتيجي؟»

نقطة نظام


إن كان هناك من رسالة أبعثها لكل مواطن في المملكة في هذا الوقت، فستكون تحت هذا العنوان «لماذا الانتخابات خيار استراتيجي؟».
ستتضمن هذه الرسالة بعض الحيثيات التي تبين أن المشاركة في الانتخابات المقبلة أمر ذو أهمية بالغة وقصوى، بل إن الذي يجهل تلك الحيثيات قد يتسبب في طعن الوطن من حيث لا يعلم.
بات واضحاً أن القوى التي تتربص بالمملكة قررت مقاطعة الانتخابات، وقد رفضت عروضاً ذهبية -إن كانت صحيحة- وهي بذلك، تريد الدخول في معركة أخيرة مع الدولة، بحيث تثبت أنها هي من يمثل الوطن بشكل فعلي، وستثبت الانتخابات حقيقة الأرقام التي كانت تتحدث عنها ما يسمونها «معارضة» مع الأرقام المعلن عنها في تجمعات الفاتح.
إن الانتخابات باتت معركة جديدة ذات طابع جديد وبأدوات أخرى، المعركة المقبلة هي معركة أرقام، فكل مواطن يتقاعس عن الذهاب إلى صندوق الاقتراع في ذلك اليوم سيكون رقماً في صندوق المؤامرة ضد الوطن.
إن التعبئة من قبل الجهات الرسمية والأهلية يجب أن تتضمن أموراً واضحة للمواطنين، حول أهمية مشاركتهم في الانتخابات، فالتصويت هذه المرة، لا يقل أهمية عن التصويت على ميثاق العمل الوطني، بل إن انتخابات 2014 هي شيء مختلف تماماً عن الانتخابات الـ3 الماضية، يجب أن يعي المواطن مدى أهمية ذهابه إلى صندوق الاقتراع، ومدى خطورة تقاعسه أو اتخاذه موقفاً سلبياً.
إن الحسبة في تقييم أداء مجلس النواب تختلف هذه المرة عن سابقاتها، فهذه المرة الموضوع فوق مستوى أداء النائب أو مدى استفادة المواطن من مشاريع ومقترحات مجلس النواب، إن الذهاب لصندوق الاقتراع أمر ضروري، حتى لو اضطر النائب غير المقتنع بالمترشح في دائرته إلى رمي ورقته بيضاء في الداخل.
كما إن ترشح كل من يظن نفسه على قدر من المسؤولية في تحمل صعاب المرحلة الحالية بكل ما تتضمنه من حيثيات على المستوى الداخلي والدولي أصبح أمراً واجباً وضرورياً.
ولا يخفى على أحد أن الحملات الانتخابية هذه المرة يقع عليها عبء كبير في كيفية إفهام الناخب عن مدى أهميته، فالمواطنون ملوا تلك الأجواء الـ3 الماضية التي يتحدث فيها النائب لهم دون وجود هدف، خاصة بعد خيبة الأمل التي تصيبهم في كل مرة من أداء نوابهم.
إن الحملات الانتخابية هذه المرة يجب أن تكون مختلفة عن سابقاتها، يجب أن يحمل المرشح الجديد في طيات حملته أبعاد المرحلة، لا أن يكتفي بحملة تقليدية ترفع شعاراً واحداً.
كما إن الجهات المعنية سواء في الدولة أو الجمعيات يجب أن تضع حلاً جوهرياً من الآن تقنع فيه هؤلاء المترشحين الذين يعتبرون الانتخابات سوقاً رابحة في العدول عن موقفهم بأي ثمن، لأن الوضع لا يتحمل مترشحين مثل هؤلاء لا يعلمون أين موضع قدمهم.