من الظلام يسطع الصباح
بنادر
السبت 02 / 08 / 2014
العقليات الهشة التي لا ترى الشمس بقدر ما ترى الإصبع الذي يشير إلى الشمس، هذه العقليات دائماً ما ترى أن الحياة ما هي إلا مجموعة من الأضداد والتناقضات، وكل ما يدور على هذه الأرض وفي النفس البشرية لا يمكن أن يخرج عن فكرة هذه الثنائيات، فهناك الخير والشر وهناك الأرض والسماء وهناك الأسود والأبيض، وهناك الليل والنهار، وهناك الشمس والقمر، كل شيء مضاد أو مناقض للآخر.
إن النظرة الوحدوية إذا جاز التعبير تقول غير ذلك، حيث الكل يدور في أو حول الآخر / لا وجود للأنا إن لم يوجد الآخر، كل يكمل الآخر ويعطيه معناه، لا لكي يسقطه / أو يقضي عليه وينهيه، كما يتصور البعض من عشاق النظرة الثنائية، إنما ليقوم بدورته أو إنجاز مهمته في هذا الوجود الممتد إلى يوم يبعثون.
جاء في الموسوعة العربية في الإنترنيت أن (الثنائية) نظرية فلسفية تقول بازدواجية المبادئ المفسرة للكون، كثنائية الأضداد وتعاقبها. فهي تعد الجوهرين المادي والروحي مبدأين أو جوهرين متساويين، متناقضين ومستقلين، لا ينحل أحدهما في الآخر، وذلك على عكس الواحدية، ويلجأ إلى الثنائية في محاولة التوفيق بين المادية والمثالية، ويفضي الفصل الثنائي، بين الوعي والمادة، في النهاية إلى المثالية، والثنائية من الملامح البارزة لفلسفة أفلاطون وديكارت وكانط، وهي تشكل الأساس الفلسفي لنظرية (التوازي النفسي الجسمي) الذي يمثلها فونت وريبوت وغيرهم.
تقوم هذه الثنائية التي ترد أصل العالم إلى مبدأين متناقضين بالمطلق على انقسام الوجود ميتافيزيقياً إلى كيانين متمايزين؛ الوجود المادي والوجود الذهني التصوري. وحالة الانقسام هذه ليست حالة طارئة أو عارضة للوجود، بل تكمن في أساس الوجود ذاته، كحالة دائمة ملازمة له طالما الوجود وجوداً. والاستقلال التام بين عالمي الوجود، الذي يفرضه القول بالثنائية، يشير إلى أن كل كيان أو عالم يمتلك صفاته الخاصة به والمتضادة مع الكيان الآخر، ويتجلى هذا بوضوح مثلاً في التصورات الدينية للفيثاغورية المحدثة بين الإله والمادة، إذ صورت الإله مبدأً وحيداً للعالم وجوهراً روحياً مستقلاً، وعلة الأشياء وصفاتها، مقارنة بالمادة التي تمثل النقيض المباشر، وتعني «اللاوجود» المنفعل السلبي، وفي تصورات العقيدة الدينية المسيحية عن الحياة البشرية باعتبارها ائتلافاً من جوهرين متناقضين روحي وجسمي.
في الجانب الآخر من فلسفة الكون والمجتمع والذات، نرى أن كل شيء مترابط، لا بشكل تناقض وتضاد، لا بشكل صراع مستمر إلى ما لا نهاية، بقدر ما هو تكامل وتحاور وتجاور، فأنت لا يمكن أن ترى النهار دون وجود الليل، ولا يمكن أن تتعرف على الأبيض دون وجود الأسود، ولا يمكن أن تتذوق طعم الخير إن لم تمر بالشر أو يضر بك شيء من هذا الشر.
كل شيء في حالة من حالات التحول والتجول، لا وجود لحزن دائم ولا لفرح دائم، هما يتناوبان في الحياة، لكن إذا وصلت إلى مرحلة إزاحة الثنائية من أفكارك اليومية وعملت على النظر لكل ما هو موجود في هذه الحياة، كوحدة متكاملة، في الخير هناك ثمة شر، وفي الشر هناك ثمة خير، مسترشداً بالآية الكريمة (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
إن نظرنا إلى الحياة بشكل تكاملها سنرى أن كل ما حولنا يدور في فلك المحبة، وبالتالي سنرى أنه من ظلام الليل يسطع الصباح، ومن بين أضراس الشر تبدأ سيمفونية الخير.
إن النظرة الوحدوية إذا جاز التعبير تقول غير ذلك، حيث الكل يدور في أو حول الآخر / لا وجود للأنا إن لم يوجد الآخر، كل يكمل الآخر ويعطيه معناه، لا لكي يسقطه / أو يقضي عليه وينهيه، كما يتصور البعض من عشاق النظرة الثنائية، إنما ليقوم بدورته أو إنجاز مهمته في هذا الوجود الممتد إلى يوم يبعثون.
جاء في الموسوعة العربية في الإنترنيت أن (الثنائية) نظرية فلسفية تقول بازدواجية المبادئ المفسرة للكون، كثنائية الأضداد وتعاقبها. فهي تعد الجوهرين المادي والروحي مبدأين أو جوهرين متساويين، متناقضين ومستقلين، لا ينحل أحدهما في الآخر، وذلك على عكس الواحدية، ويلجأ إلى الثنائية في محاولة التوفيق بين المادية والمثالية، ويفضي الفصل الثنائي، بين الوعي والمادة، في النهاية إلى المثالية، والثنائية من الملامح البارزة لفلسفة أفلاطون وديكارت وكانط، وهي تشكل الأساس الفلسفي لنظرية (التوازي النفسي الجسمي) الذي يمثلها فونت وريبوت وغيرهم.
تقوم هذه الثنائية التي ترد أصل العالم إلى مبدأين متناقضين بالمطلق على انقسام الوجود ميتافيزيقياً إلى كيانين متمايزين؛ الوجود المادي والوجود الذهني التصوري. وحالة الانقسام هذه ليست حالة طارئة أو عارضة للوجود، بل تكمن في أساس الوجود ذاته، كحالة دائمة ملازمة له طالما الوجود وجوداً. والاستقلال التام بين عالمي الوجود، الذي يفرضه القول بالثنائية، يشير إلى أن كل كيان أو عالم يمتلك صفاته الخاصة به والمتضادة مع الكيان الآخر، ويتجلى هذا بوضوح مثلاً في التصورات الدينية للفيثاغورية المحدثة بين الإله والمادة، إذ صورت الإله مبدأً وحيداً للعالم وجوهراً روحياً مستقلاً، وعلة الأشياء وصفاتها، مقارنة بالمادة التي تمثل النقيض المباشر، وتعني «اللاوجود» المنفعل السلبي، وفي تصورات العقيدة الدينية المسيحية عن الحياة البشرية باعتبارها ائتلافاً من جوهرين متناقضين روحي وجسمي.
في الجانب الآخر من فلسفة الكون والمجتمع والذات، نرى أن كل شيء مترابط، لا بشكل تناقض وتضاد، لا بشكل صراع مستمر إلى ما لا نهاية، بقدر ما هو تكامل وتحاور وتجاور، فأنت لا يمكن أن ترى النهار دون وجود الليل، ولا يمكن أن تتعرف على الأبيض دون وجود الأسود، ولا يمكن أن تتذوق طعم الخير إن لم تمر بالشر أو يضر بك شيء من هذا الشر.
كل شيء في حالة من حالات التحول والتجول، لا وجود لحزن دائم ولا لفرح دائم، هما يتناوبان في الحياة، لكن إذا وصلت إلى مرحلة إزاحة الثنائية من أفكارك اليومية وعملت على النظر لكل ما هو موجود في هذه الحياة، كوحدة متكاملة، في الخير هناك ثمة شر، وفي الشر هناك ثمة خير، مسترشداً بالآية الكريمة (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
إن نظرنا إلى الحياة بشكل تكاملها سنرى أن كل ما حولنا يدور في فلك المحبة، وبالتالي سنرى أنه من ظلام الليل يسطع الصباح، ومن بين أضراس الشر تبدأ سيمفونية الخير.