الرأي

نفس السلبيات ونفس الأخطاء تتكرر..!

أبيض وأسود

كأن هذا العيد أول عيد يمر علينا من بعد افتتاح جسر الملك فهد؛ ذات الأخطاء وذات النواقص وذات الملاحظات تحدث، ونحن نتحدث عن السياحة أكثر مما يجب، وكأننا فرنسا أو إسطنبول أو دبي.
كيف تصبح البحرين دولة سياحية وأكبر مرافقها السياحية وأهمها مجمعان تجاريان يكتظ بهما أبناء البلد والخليجيون؟
نريد من الدولة أن تسمي لنا مرافق البحرين السياحية التي يمكن أن تقصدها العائلة الخليجية في ظل منافسة من دبي وأبوظبي وجدة والدوحة، هل بالإمكان أن تسموا لنا المرافق السياحية التي أنشأتها الدولة أو القطاع الخاص من أجل أن تصبح البحرين وجهة سياحية -على الأقل ثانية- وليست أولى، إذا ما سلمنا أننا لن نلحق بدبي حتى وإن ركبنا ماكوكاً فضائياً.
بالإمكان أن ينتعش الاقتصاد وتدور عجلته حين يتم استغلال المناسبات الكبيرة، وعطلات الصيف والربيع، وعطلات الأعياد، لكن الدولة ووزارة الثقافة مازالتا لا تضعان خطة لاستقطاب السائح السعودي والكويتي والقطري والإماراتي، والذي ربما لا يريد السفر إلى الخارج في هذا التوقيت، أو أنه يريد أن يقضي أسبوعاً في الخليج قبل التوجه إلى أوروبا وشرق آسيا.
وزيرة الثقافة قالت مؤخراً إن التوجه يجب أن يكون لاستقطاب العائلة الخليجية، أو ما يحمل هذا المعنى، وهذا توجه سليم، احتجنا إلى سنوات لاستيعاب الفكرة، لكن الحمد لله وصلنا أخيراً، إذا كان كذلك فما هي الفعاليات لاستقطاب العائلة الخليجية؟
هل من المعقول أن يبدأ ما يسمى بمهرجان صيف البحرين رابع العيد؟
أليس من المفترض أن يبدأ أول أيام العيد خاصة وأن الخليجيين يريدون فعاليات لأبنائهم؟
هل هناك ترويج كبير لمشروع صيف البحرين في السعودية وفي الكويت وقطر؟
غير أن السؤال هنا يجب أن نقوله بشكل صريح وهو؛ هل السياحة الثقافية تجتذب السائح الخليجي؟
هل تتوقع وزارة الثقافة أن السائح السعودي -تحديداً- يريد أن يأتي إلى البحرين من أجل قبور عالي، أو قلعة البحرين، أو مشروع طريق اللؤلؤ..؟
كل تلك المشاريع جميلة جداً ورائعة، وتحفظ تراث البحرين، وتحفظ الهوية، ويمكن أن يزورها الأجانب في فصل الشتاء، لكنها ليست كذلك للسائح الخليجي.
إذا كنا نستهدف العائلة الخليجية، هل أتممنا دراسة علمية عن احتياجات العائلة الخليجية وماذا تريد وما هي حاجتها حتى تجعل البحرين وجهة أولى لها لقرب المسافة؟
دولة بأكملها تعتمد على السياحة في مجمعين تجاريين، ولولا وجود السينما بالبحرين ومنعها بالسعودية، لانخفض عدد زوار البحرين إلى النصف.
ما هي مشاريع الدولة الكبيرة لاستقطاب العائلة الخليجية؟
هل لدينا مدينة ألعاب مغطاة؟
هل لدينا مدن ساحلية تقام على شواطئها الفعاليات بالليل والنهار؟
هل لدينا تزلج على الجليد كما هو في دبي؟
هل لدينا أسواق شعبية مغطاة يمكن زيارتها في الصيف، وتكون مكشوفة بالشتاء؟
هل لدينا خدمات سياحية متكاملة مثل أي دولة، بحيث يستطيع السائح أن يلجأ إلى الشركات السياحية الحكومية أو الخاصة من أجل استغلال البحر والجزر التي لا نراها، ومن أجل أن يحصل على خدمات سياحية متكاملة.
السياحة صناعة، وللصناعة مقومات، ومقوماتنا السياحية مجمعان، ولا توجد أي مدينة ألعاب عالمية، بينما نتحدث عن السياحة ومدخولها ومساهمتها كثيراً دون، والحال كما ترون، تكدس في مجمعين تجاريين.
الذين راهنوا على أن السياح عبر الجسر سينخفض عددهم بعد منع خمور ومراقص فنادق الدرجة الثالثة كذبوا علينا، وأوهمونا أن السواح سينخفضون، ونحن نقول للدولة امنعوا الخمور في الفنادق والشركات وسيزداد الزوار ولكن هذه المرة من العائلات، فكثير من العائلات تحجم عن زيارة البحرين بسبب ما بها من فساد، هذه هي الحقيقة.
حتى اليوم لم نستغل جزر حوار كما ينبغي سياحياً، رغم المشروع الخجول الموجود والذي أعلن عنه مؤخراً وأنه سيفتتح في هذا الصيف، إلا أن مستوى المشاريع وجودتها لا تعتبر تنافسية مع المشاريع الأخرى في الدول المجاورة.
يجب أن نعرف ماذا تريد العائلة الخليجية، والسعودية تحديداً، ويجب أن نضع فعالياتنا التي نستهدف فيها السائح الخليجي بحسب تقويم الإجازات بدول الخليج، هذه أول خطوات خطة استهداف السائح الخليجي، وهذا إذا ما كان وضع العبور عبر جسر الملك فهد مثالياً.
** رذاذ
وردتنا معلومات مفادها أن عدد موظفي جوازات منفذ جسر الملك فهد يساوي تقريباً عدد موظفي جوازات المطار، بينما عدد من يعبرون جسر الملك فهد أضعاف عددهم بالمطار.
ألا يجب زيادة موظفي الجوازات بمنفذ جسر الملك فهد كون الحركة كبيرة جداً هناك؟
بعض كبائن جوازات جسر الملك فهد بها موظف واحد ويقوم بالتنقل يميناً وشمالاً لتخليص المسارين، وهذا أحد أسباب تعطيل السائح الخليجي القادم إلى البحرين.
بعض كبائن جسر الملك فهد بها كراسٍ بلاستيكية يجلس عليها موظفو الجوازات، وذلك بسبب عدم تزويد الكبائن بأثاث الكراسي المريحة للموظفين الذين يجلسون لساعات طويلة على هذا الكرسي.
إن كانت كل المعلومات الواردة سلفاً صحيحة فنتمنى من وزارة الداخلية تصحيح الأمور سريعاً.