الرأي

الأمير خليفة بن سلمان: لو ما تكلموا ما درينا!

الأمير خليفة بن سلمان: لو ما تكلموا ما درينا!


حملت الزيارة التي قام بها سمو رئيس الوزراء إلى محافظة المحرق مؤخراً يرافقه في ذلك عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين بالوزارات الخدماتية للقاء الأهالي والاستماع لهم والتوجيه بشأن الإسراع في المشاريع المتعطلة في المحرق، دروساً وطنية عديدة للجميع وأبعاداً كثيرة أولها أن سموه على متابعة دائمة بما يدور في فلك محافظة المحرق من قضايا وأحاديث خاصة تلك التي تجري في مجلس محافظة المحرق الأسبوعي وأن هناك اهتماماً دائماً من سموه بالمحرق وقضايا أهلها الذين يبادلونه كل المحبة والتقدير.
سموه قال في بداية لقائه بالأهالي «جئت اليوم لاستشف ما بخواطر أهل المحرق» رغبة منه في رصد الأولويات التي تتصدر مطالبهم ورغباتهم ومن ثم توجيه الوزراء بشكل مباشر إلى سرعة تنفيذها وعدم تعطيلها حيث ظل يكرر أمام كل مداخلة لمواطن ومن ثم تعقيب لوزير بتوجيهات من نوع «نريد السرعة وعدم التأخير.. أي مسألة أوجدت التأخير الحاصل انظروا في أمرها وبسرعة تجاوزها.. نريد المواطن أن يرتاح، المهم أن تسير المشاريع لا أن تتوقف تداركوا الأسباب وعالجوها فوراً».
إن مثل هذه اللقاءات الهامة التي تمد جسوراً من المحبة والولاء تنعش الكثير من الأمور بداخل نفس المواطن وكما إنها تحمل أبعاداً مهمة فهي تقدم له دروساً وطنية هامة، منها أن صوته مسموع وأن الديمقراطية الصحيحة عندما ينتقد بشكل سليم ويعبر عن مطالبه دون تخريب ودون إرهاب ودون «أسلوب قلة الأدب التي ظهرت موجته مؤخراً عند بعض الأطراف التأزيمية» من ثم يأتيه الرد وتأتيه الاستجابة السريعة بل ويأتيه أكبر قيادي مسؤول عن جميع الوزراء والمسؤولين ليزوره ويستمع لما في خاطره وهو مشهد وطني جميل يدخل في تاريخ الديمقراطية البحرينية لمن يحب التأريخ وتوثيق المنعطفات والمشاهد الوطنية!
كما إن سموه عندما قال «دعونا نكون يداً واحدة وأنا معكم.. ما جئت إلا أريد كل خير وعندما يكون هناك تأخير قولوا لنا.. نريد أن نسمعكم» ثم علق على مداخلة لأحدهم «لو ما تكلموا ما درينا!»، قاصداً بذلك المواطنين، فكل تلك الجمل تحمل مؤشرات ورسائل لها أبعاد، كما إن هناك مسؤولية على الوزراء والمسؤولين هناك مسؤولية على المواطن نفسه بالتعبير عن مطالبه.
فتحقيق المشاريع والخدمات مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع، أما كيفية التعبير عن المطالب «فهنا بيت القصيد والغمندة» فالديمقراطية الجميلة التي احتفت بها محافظة المحرق خلال زيارته والتي جاءت نتيجة نقاشات مجلس محافظة المحرق، والذي يشبه البرلمان المصغر المفتوح للجميع أسبوعياً مشهد وطني جميل ودرس بليغ في مبادئ الديمقراطية السليمة لمن أعمت الأجندة الخارجية بصيرته فصار لا يستمع إلا لنعيق غربان التدمير والإرهاب وصارت مخيلته غير وطنية لا تود أن تسمع وتخاطب بل وتتفاعل إلا مع نفسها وأمثالها وترى أن المطالب لا تتحقق إلا بقوة الإرهاب لا قوة الإرادة في المطالبة وتبني القضايا ومتابعتها!
من يملك نفساً طويلاً وصبراً أطول في متابعة المشاريع الخدماتية ومن ثم التنبيه على تأخرها والإلحاح في المطالبة بتنفيذها من المواطنين يختلف عن أولئك الذين يشبهون «أطفال الديمقراطية الزائفة» ومطالبهم تمشي على غرار «إما أن تمنحوني الآن وفوراً مطالبي ومطالب أجندتي معي أو سأحرق وأضرب وأدمر!».
حين قال سموه «إذا أردت شيئاً من وطنك فلا تدمره ولا تفتته ثم تقول اعطني!!»، فتلك رسالة أطلقها من أرض المحرق ليفهمها كل عاقل وكل مواطن يمتلك قلباً لا يريد إلا الخير لوطنه البحرين وأهلها ومطالبه تأتي لأجل الحفاظ على الوطن لا لتدميره ومحاولة تقسيمه ثم تبرير «وترقيع مخططاته الانقلابية» وهذا التدمير بالمطالب!
كما إن سموه عندما قال «ما يحدث من أمور ليست بالغريبة فقد مرت علي تجارب ورأينا الكثير فلماذا نسينا المحرق ولما لم يصبها التطوير وكان هناك اتجاه واحد للتطوير!! المحرق بها رجالاتها ونرى اليوم فرصنا أن نتكلم مع بعضنا البعض فدعونا نتابع مشاريعنا المتأخرة «كل تلك الجمل تعد رداً بليغاً يبدد فتن المدسوسين الذين يحاولون إثارة علامات استفهام من نوع «شمعنى المحرق وشمعنى أهلها!» ويتمنون أن تكون المحرق بعيدة عن يد التطوير حتى تتحول مع الزمن إلى غنيمة لهم وبوابة البدء في تفتيت البحرين!
إلى آخر وقت لجلسة سموه مع الأهالي كان يطلق دعوات إلى الوزراء بأهمية متابعة مشاريع المحرق وهي دعوات عكست أن المحرق تسكن بال سموه ويهتم بها واهتمامه بها يأتي لعدة أسباب منها أنها تعكس تاريخ البحرين فهي «أصل البحرين وعاصمتها القديمة وموطن العائلة الحاكمة سابقاً وتضم كل التراث الذي يؤكد تاريخ البحرين وعروبتها وشرعيتها» وأن صوت أهل المحرق الوطنيين والمخلصين مسموع دائماً.
إحساس عابر:
المتباحث في المحرق يجد أن أهل المحرق ورغم كثرة القضايا التي تتباين فيها وجهات نظرهم إلا أنهم يتفقون جميعاً على حب شخصية سمو رئيس الوزراء المعطاءة دائماً لأرضهم فالمتعارف عليه أن سمو رئيس الوزراء يمتلك شعبية كبيرة جداً عند أهالي المحرق الذين يزينون أحياءهم ومنازلهم وحتى سياراتهم بصوره وهذا الأمر لا يعني أن هناك تحيزاً منهم لهذه الشخصية القيادية دون غيرها فجميعهم لهم التقدير والاحترام ويمتلكون من أرصدة المحبة والولاء لهم الشيء الكثير لكن زيارات سموه الميدانية المتكررة ولقاءه الدائم بهم وحبل الوصل الممتد بينه وبينهم ومشاهد تعبيرهم عن مطالبهم ومن ثم تفاعله مع هذه المطالب بالاستجابة وإصدار التوجيهات فوراً عززت صورة مشرقة للديمقراطية البحرينية الجميلة التي تدحض وتبدد فتن الانقلابيين والمؤزمين وتعكس أن المحرق بأهلها الوطنيين ستبقى قلعة حصينة ضد مخططاتهم فيها.