الرأي

علي سلمان والإشادة بالمالكي.. هذه حكومتهم المنتخبة!

نقطة نظام



حيا الأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان جهود رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ويبدو أن هذه الجهود –التي لا يرى غيرها في الساحة– هي جهوده في تفتيت العراق وإقصاء الآخر من المشهد السياسي، إضافة إلى العمليات المسلحة التي تنفذها ميليشياته بحق الأبرياء والنساء.
هذه التحية التي خرجت من الأمين العام للوفاق لهي دليل كبير على أن السياسة التي مارسها المالكي بحق الشعب العراقي، هي محل إشادة وفخر من قبلهم، فتقسيم العراق والإقصاء الطائفي وسجن واغتصاب النساء في عهده وتعذيب الأبرياء هو محل اعتزاز وفخر وإشادة.
ولم يمر وقت طويل حتى جاءت الانتقادات من القيادات الوفاقية لهذه التغريدة غير المدروسة والتي أخرجت حقيقة ما في جعبته، فلم يمض وقت طويل عليها وسرعان ما عاد ليمسحها من حسابه في تويتر.. يقول في التغريدة «تحية للسيد المالكي على جهوده الكبيرة ومبروك للعبادي تكليفه برئاسة الوزراء ونبارك للعراق إكمال تسمية الرئاسات الثلاث».
أصبحت الأمور واضحة جداً ولا تحتاج لمزيد من التفسير أو التحليل، فالحكومة المنتخبة التي يسعى علي سلمان إلى تطبيقها في البحرين، هي ذاتها التي أشاد فيها في العراق برئاسة المالكي، وبكل تأكيد فإن السياسة التي سيطبقها علي سلمان في حكومته المنتخبة هي ذاتها السياسة التي انتهجها المالكي، الذي لو استمر أكثر على هذا المقعد لرأينا سفكاً أكثر للدماء في العراق الجريح.
نعم، لماذا حذف علي سلمان هذه التغريدة من حسابه؟ ألم يعِ منذ البداية أن هذه الزلة تكشف الكثير من النوايا والتوجهات السيئة تجاه البحرين قبل العراق.. أيوجد شخص عاقل من الممكن أن يشيد بالمالكي! إذا كان حزبه قام بسحبه بسبب ما قام وتسبب به خلال فترة ولايته لمرتين متتاليتين؟! إذا كان المؤيدون لحزبه يستحيون من ذلك فكيف برئيس الوفاق يشيد به!
إن الدولة عليها أن تكون أكثر حذراً في التعامل مع الوفاق في موضوع الوصول إلى تسويات أو صفقات، بل ويجب أن تكون أكثر حذراً من الجانب الأمريكي الذي مكن المالكي وحزبه من العراق، فمثلما رأينا كيف تتفق سياسة حزب الدعوة وتستحق الإشادة من الوفاق، فإن السياسة الأمريكية في العراق التي مكنت المالكي هي ذاتها التي تمارس علينا في المملكة، بل وإن ذات السفير الذي كان هناك، هو عندنا اليوم!
إن تقسيم البحرين على شكل طائفي كما يتم تسريبه في تصريحات حتى لو كانت غير موثوقة، هو جريمة بحق الوطن، ومن لا يعي مدى الأخذ بهذا التوجه فسوف يجني وبالاً كما جناه العراق ومن حوله، بل إن الرضا بهذه التقسمات على شاكلة 20/20 و6/6/6 هو تنفيذ للمخططات المعادية للمملكة وتقديمها على طبق من ذهب.
إن تقسيم المملكة على أساس طائفي فج مثل هذا يعني تقسيم كل الوزارات وتقسيم كل المناطق وتقسيم كل الأسواق وتقسيم كل المشاريع الإسكانية على أساس طائفي قبيح يكون هو المعيار الأساس!!