الرأي

مفارقات تستوجب اهتمام الدولة

مفارقات تستوجب اهتمام الدولة





الاتجار بالخادمات للدعارة
هذه حكاية مواطنة ضبطت خادمتها، التي استقدمتها منذ فترة بسيطة، وهي تهم بالهروب، وعندما فتشتها اكتشفت أن لديها هاتفاً يحوي الكثير من الأرقام البحرينية، فاستغربت من أين جاءت بها، خاصة وأنه لم يسبق لها العمل في البحرين، ثم اكتشفت أن هناك من كان يتصل بها ويشجعها على الهروب للعمل مع إحدى الجهات المشبوهة للدعارة.
تقول المواطنة؛ كان من الواضح من شكلها أنها لم تأت للعمل إنما لأهداف أخرى، إنما السؤال كيف وصل لها هذا الشخص الذي كان ينوي تهريبها لتنجر إلى عالم الدعارة؟ هل هناك شبكة سرية تدير عملية إحضار الخادمات ومن ثم تهريبهن.
مثل هذه القصص تكررت أكثر من مرة وفي أكثر من منزل، وهناك علامات استفهام فيما إن كانت هناك مكاتب للخدم متورطة في ذلك، كما إن هناك حاجة لتتبع كيفية وصول مثل هؤلاء الأشخاص الذين يشجعون الخدم على الهروب والانجرار في عالم الرذيلة، وهو مؤشر يعكس أن هناك حاجة تستدعي متابعة الجهات المعنية لإيقاف مسألة المتاجرة بالخادمات «حتى الخدم لفيتوا عليهم».
في الصالون عندج بوي فرند؟
من الملاحظ أن هناك حاجة لفرض ضوابط وبنود من قبل وزارة العمل والجهات المعنية تقتضي بإلزام وتوجيه أصحاب الصالونات النسائية بالتشديد على العاملات لديهن فيما يخص طريقة التعامل والتعاطي مع الزبونات، فالمعروف أن أول سؤال تقوم بطرحه العاملة فور مباشرتها لخدمة أي زبونة: «متزوجة؟»، فإن كانت الإجابة لا، هنا يأتي السؤال المثير «هل لديك بوي فرند؟».
ومن ثم الكثير من الأسئلة المتطفلة التي لا تعنيها، وهذه المواقف ليست استثنائية تحدث في صالون واحد أو اثنين؛ إنما بات من النادر جداً أن نجد صالوناً نسائياً واحداً لا تتكلم العاملات فيه بهذه الطريقة، وللأسف يحدث أحياناً التفاعل معهن من قبل الفتيات المراهقات، بل ويصل الموضوع أحياناً إلى مصادقتها وأخذ رقم هاتفها لإخبارها بمستجدات أمور حبيبها، الذي بالطبع لا تستطيع أن تحكي عن «سوالفها معاه» مع أهلها.
هذه الأمور بات هناك تهاون فيها وتمادي، وباتت مثل هذه العاملات يقمن بدور المستشارة أو المشجعة التي تنشر ثقافة «البوي فرند» على البنات، والمريب تفاخر بعض الفتيات بوجود «بوي فرند» في حياتها، كما نجد عاملة الصالون وقد تحولت فجأة إلى أخصائية تجميل تقترح بعض الخدمات التجميلية لأجل عيون «البوي فرند»، هناك حاجة لإيجاد بنود وضوابط حتى لا تتحول الصالونات إلى جهات تشجع على الفساد والرذيلة و«تخريب» فتياتنا، ولكي تكون هناك مسافة وحدود في التعامل بين العاملات وبينهن.
طلعات مع موظفات الصالون
في أحد المواسم التي تشهد فيها الصالونات ازدحامات وتستمر فترة العمل إلى ما بعد منتصف الليل، كانت إحدى العاملات التي قد أنهت عملها واقفة أمام المرآة تضع المكياج، فيما زميلتها الأخرى تتهامس معها وتشير لها على كتيب إعلاني لأحد المحلات، وفجأة علا صوتها وهي تشجعها على الاتصال بأحدهم ولكونه يحبها سيشتري لها بالتأكيد الهاتف الذي تريده.
مع الحديث مع إحداهما تبين أن هذه العاملة تتزين لأنها ستخرج مع «البوي فرند» بعد أن أنهت عملها، حيث ذكرت اسمه وتبين من حديثها أن لديها أكثر من صديق وحبيب، الموقف هذا يكشف أن هناك حاجة لإيجاد ضوابط فيما يخص مسألة استقدام عاملات الصالونات النسائية، خاصة وأنه من الممكن أن تسبب مثل هذه العاملات اللواتي يخرجن مع أكثر من رجل بنقل الأمراض، لاسيما الأمراض الجنسية إلى الزبونات.
الطرارة في الشوارع
كان أنيقاً بشكل لافت، يرتدي بدلة ويضع الجل في شعره ويحمل حقيبة، اقترب من نافذة السيارة وطرقها وعندما فتحت له طلب منها المال، وأخبرها بأنه فقير وعاطل عن العمل، كان من أحد الجنسيات الآسيوية.
بقدر ما استغربت من التناقض الكبير بين هيئته الأنيقة وطلبه بقدر ما استغربت أكثر من جرأته، حاولت إخافته فأخبرته بأنها تعمل بإحدى الجهات الأمنية وبأنها ستخبر الشرطة عما يقوم به من تصرف خاطئ، لم يهتم أبداً، بل تركها ورحل إلى سيارة أخرى لمواطنين من دولة خليجية مجاورة، هناك حاجة لتفعيل قانون مكافحة التسول في البحرين، خاصة على الأجانب، وفرض العقوبات التي تجعل البقية يخافون ويردعهم التطبيق، كما هناك حاجة لإيجاد خط ساخن للتبليغ عن مثل هذه الحالات لضبطها في نفس الوقت وهي تتجه للناس والسياح، فما يحدث منظر غير لائق بالمرة، خاصة وأن هؤلاء يتواجدون في الواجهات السياحية للدولة، كما إن هناك منهم من قد يعمل صباحاً في وظيفة وفي المساء يشوف «الطرارة» مهنة من مهن الأعمال الحرة.
رسالة خاصة
إلى سمو رئيس الوزراء
هذه رسالة خاصة من قبل أهالي البحرين الأوفياء الذين شهدوا وقفات رجل الإنسانية الشاب السعودي حمود المطيري رحمه الله، والذي انتقل إلى جوار ربه الأسبوع الماضي وهو يهم بجمع مبلغ لكفالة الأيتام، وكانت له وقفات كثيرة مع البحرين وأهلها، خاصة خلال أيام الأزمة، وعمل لأكثر من عشر سنوات متواصلة لأجل البحرين وقضاياها دون كلل أو ملل، بإصدار توجيهات بتسمية أحد الشوارع باسمه تخليداً لرحلة عطائه وكرد جميل على كل ما قام به من خدمات إنسانية، فهذا الرجل كان مثل المحامي الذي عرف أهل الخليج وشبابها بقضايا البحرين، فمثل هذه الخطوة ستحمل بالتأكيد رسالة تشجيع لكل شباب الخليج في الاقتداء به، إضافة لما سوف تعكسه من تقدير البحرين لمواقف شباب الخليج معها، لا سيما المملكة العربية السعودية، وهو أقل القليل بحق هذا الرجل الذي سخر حياته كلها للبحرين وقضايا العرب وتوفاه الله على أرضها.